إعتاد كل مساء ان يطفئ شعلة صباحه ليستقبل طعم المساء في أحضان النجوم والأحلام , لقد كان يملك شيئا ً من كل الأحلام التي يحلم كل ٌ منا فيها , ولكنه قد مسك القلم هذه الليلة ليكتب شيئا ً مُهِماً وليس له مأرب أخرى منها , أمسكه كأنها المرة الأولى التي يكتب بها ذاك الشعور الذي يعتريه , فلقد كان في الماضي يمسك القلم ويكتب ما يشاء بسهولة " كُن فتكون الكلمات كـ صفٍ واحد على الورقة , أما الليلة فلقد عجز عن الكتابة فهو لا يملك أدنى فكرة عن محتوى مشاعره المفككة والتي تحتاج الى تجميع لتكوين أحرف ذات معنى يفهم , ولكنه بدء بالكتابة والكتابة من دون معاني تخرق من الكلمات , يُعتقد للوهلة الأولى بأن الكون أصبح نشاط كيميائي خطير تعصف بداخله الأحرف وتتطاير وتنشطر الى أشلاء متناثرة , أصبحت الكلمات تقسم نفسها , فالكلمات تصبح ( الكُلـ " مـات " ) , وهكذا , لم يكن الأمر سوى محض صُدفة تتفجر معلنة حالة من الذهول المرموق والرقي المختلف , لقد تذكر بأنه أحب يوما ً , تلك الأنثى الممتلئة بالعشق والأناقة الأنثوية , رغم ما قالوا عنها هؤلاء الواقفين على الطرقات باحثين عن فريسة لهم لإيقاف نزيف رغباتهم ,بأنها "متكبرة " , صُعق لذلك حتى أن أحدهم قال له :
" تعتبر نفسها إحدى آلهه الأرض الثلاثة " , هذا ما تذكره في ساعاته الأخيرة قبل أن يفارق هذه الحياة , إتكئ على قلمه الخشبي وبقي كما هو حتى آتت دابة الأرض تبحث عن رزقها , فعرفوا وقتها بأنه قد مات منذ القِدم .
" تعتبر نفسها إحدى آلهه الأرض الثلاثة " , هذا ما تذكره في ساعاته الأخيرة قبل أن يفارق هذه الحياة , إتكئ على قلمه الخشبي وبقي كما هو حتى آتت دابة الأرض تبحث عن رزقها , فعرفوا وقتها بأنه قد مات منذ القِدم .