أين ينام المطر؟. يسأل الشاعر، بينما الطفل يتخيل أن السماء تبكي.
إنها حبات صغيرة تشغل بال الشاعر والطفل والناس أجمعين. حبات تقرع بأناملها الرقيقة نوافذ الأرض.. فترى الأشجار مبللة تتراقص أغصانها فرحا مع هبوب الرياح.. وتراقب الغيوم الساحرة تتهادى في مدارات السماء، بينما تتزين الطبيعة بالعطر الفوّاح.
المطر يغسل أرواحنا من الداخل وينعش لحظاتنا ويمنحنا الأمل.. ننتظره بشغف ونترقب حباته الطازجة وهي تضرب التراب المتماسك في حضن الأرض، وتخرجه عن صمته ويباسه.
المطر يعلمنا كيف نرى الأشياء بوضوح وشفافية، وكيف نمعن النظر في ماض أتعبنا حزنه وأدهشنا فرحه.. إنه يكشف الإنسان في داخلنا، ويصقل روحه.
إنه المطر يمحو من أعماقنا قسوة الأشياء، يدعونا المطر إلى أن نشبهه، وأن نسافر معه في رحلة عبر الزمن، ونعود من خلاله إلى لحظات جميلة وأجواء خلابة لا تنسى من البال، لتكون لدينا فرصة أقوى للتمسك بالدهشة.
هو طقس فيروزي جميل في ليالي الشتاء الحزينة، تناجي فيه الأغنيات السماء كي تزيد المواسم والغلال.
نحنّ لسماع أغنيات الشتاء، ونمعن النظر في شوارع امتلأت بعشاق ينسجون أحلامهم من خيوط المشاعر الصادقة والدافئة، في سبيل لحظة مختلفة وحلم جميل لن يتكرر.
وآخرون.. يصادقون المطر ويذكرونه بأيام عشق حقيقية اختبروها معه في ذاك الزمان البعيد. ولم يبق لهم منها سوى حزن الرحيل ومرارة الوحدة وألم الإخفاق، وحينها يستذكرون ما قاله شاعرالحب نزار قباني:
"أخـافُ أنْ تُـمطر الـدنيا ولستِ معي..
فـمنذ رحـتِ وعـندي عـقدةُ المطرِ
كــان الـشـتاءُ يـغطيني بـمعطفه..
فـلا أفـكّرُ فـي بَـردي ولا ضَجَري".
إنه المطر يوقظ الحب، ويترفق بالذكريات، اعتدت دائما أن أفتح نوافذ غرفتي لأستقبل حبات المطر، وأرقب اتجاهاتها وخطوطها المتوازية وهي تتهادى حتى تحط على رأسي، كانت لحظات رائعة أشعر فيها بأن المطر اختار أن يستند على قلبي بعد رحلة طويلة شقها بين السماء والأرض.
وما أزال أترقب في كل عام قدوم الشتاء وأفرح به كطفلة صغيرة، وكأنني أرتوي من عبوره الخاطف لأول مرة، تماما كما ترتوي غصون الأشجار ونباتات الصحراء بعد ألم العطش.
ومع المطر أشعر بدفء مختلف، وأستعيد كل مفردات الجمال وذكريات الحياة، وأغسل بحباته النقية أوجاعا راكمها الزمن.
إنه المطر (إكسير الحياة) الذي نفرح به كما يفرح المزارع الذي تصحرت أرضه، وجفت نباتاته، وتراخت غصون أشجاره بعد عطش طويل. ليأتي الشتاء ويلبس الطبيعة ثوبا جديدا زاهيا.
هذا الضيف العزيز يجود علينا بخيره، ويجوب بنا دروب الأرض ليرينا كيف تزدهي الأشجار وتغتسل الزهور، وتحتفل بعيد السماء.
إنه مطر كريم، يمنحنا فرصة العودة لطبيعتنا وأن نكون معطائين في عواطفنا، وأن نشبهه في أمله ووعده وصفائه.
صفحات بيضاء من حياتنا تفتح أوراقها في الشتاء فقط ووسط حديقة الأشجار المبللة بحبات اللؤلؤ.
ويعدنا المطر في كل مرة يأتي بها بأن ينعش أرواحنا ويجدد أعمارنا ويحيي الأمل في قلوبنا.
ويبقى المطر يثير حيرة الناس والعشاق والأطفال والشعراء الذين يسألون كما يسأل الشاعر العراقي عدنان الصائغ:
"مَنْ يغسلُ للمطرِ ثيابَهُ اللازورديةَ؟
إذا اتسختْ بغبارِ المدينةِ
وأين ينامُ إذا رحلتِ السحبُ؟
وتركتهُ وحيداً، ملتصقاً
على زجاجِ النوافذ المغلقة..
وحين يفكّرُ بمصاحبةِ امرأةٍ…
مَنْ ستتسكّعُ معه في الشوارعِ؟
وتتحملُ بروقَهُ ورعودَهُ؟"
تعال أيها المطر، وسوف أتحمل بروقك ورعودك، وأتسكع برفقتك في شوارع المدينة.
المهم أن تأتي أيها المطر، وأن تقيم بيننا طويلا، وتكون كريما وحنونا مع عطشنا!.
إنها حبات صغيرة تشغل بال الشاعر والطفل والناس أجمعين. حبات تقرع بأناملها الرقيقة نوافذ الأرض.. فترى الأشجار مبللة تتراقص أغصانها فرحا مع هبوب الرياح.. وتراقب الغيوم الساحرة تتهادى في مدارات السماء، بينما تتزين الطبيعة بالعطر الفوّاح.
المطر يغسل أرواحنا من الداخل وينعش لحظاتنا ويمنحنا الأمل.. ننتظره بشغف ونترقب حباته الطازجة وهي تضرب التراب المتماسك في حضن الأرض، وتخرجه عن صمته ويباسه.
المطر يعلمنا كيف نرى الأشياء بوضوح وشفافية، وكيف نمعن النظر في ماض أتعبنا حزنه وأدهشنا فرحه.. إنه يكشف الإنسان في داخلنا، ويصقل روحه.
إنه المطر يمحو من أعماقنا قسوة الأشياء، يدعونا المطر إلى أن نشبهه، وأن نسافر معه في رحلة عبر الزمن، ونعود من خلاله إلى لحظات جميلة وأجواء خلابة لا تنسى من البال، لتكون لدينا فرصة أقوى للتمسك بالدهشة.
هو طقس فيروزي جميل في ليالي الشتاء الحزينة، تناجي فيه الأغنيات السماء كي تزيد المواسم والغلال.
نحنّ لسماع أغنيات الشتاء، ونمعن النظر في شوارع امتلأت بعشاق ينسجون أحلامهم من خيوط المشاعر الصادقة والدافئة، في سبيل لحظة مختلفة وحلم جميل لن يتكرر.
وآخرون.. يصادقون المطر ويذكرونه بأيام عشق حقيقية اختبروها معه في ذاك الزمان البعيد. ولم يبق لهم منها سوى حزن الرحيل ومرارة الوحدة وألم الإخفاق، وحينها يستذكرون ما قاله شاعرالحب نزار قباني:
"أخـافُ أنْ تُـمطر الـدنيا ولستِ معي..
فـمنذ رحـتِ وعـندي عـقدةُ المطرِ
كــان الـشـتاءُ يـغطيني بـمعطفه..
فـلا أفـكّرُ فـي بَـردي ولا ضَجَري".
إنه المطر يوقظ الحب، ويترفق بالذكريات، اعتدت دائما أن أفتح نوافذ غرفتي لأستقبل حبات المطر، وأرقب اتجاهاتها وخطوطها المتوازية وهي تتهادى حتى تحط على رأسي، كانت لحظات رائعة أشعر فيها بأن المطر اختار أن يستند على قلبي بعد رحلة طويلة شقها بين السماء والأرض.
وما أزال أترقب في كل عام قدوم الشتاء وأفرح به كطفلة صغيرة، وكأنني أرتوي من عبوره الخاطف لأول مرة، تماما كما ترتوي غصون الأشجار ونباتات الصحراء بعد ألم العطش.
ومع المطر أشعر بدفء مختلف، وأستعيد كل مفردات الجمال وذكريات الحياة، وأغسل بحباته النقية أوجاعا راكمها الزمن.
إنه المطر (إكسير الحياة) الذي نفرح به كما يفرح المزارع الذي تصحرت أرضه، وجفت نباتاته، وتراخت غصون أشجاره بعد عطش طويل. ليأتي الشتاء ويلبس الطبيعة ثوبا جديدا زاهيا.
هذا الضيف العزيز يجود علينا بخيره، ويجوب بنا دروب الأرض ليرينا كيف تزدهي الأشجار وتغتسل الزهور، وتحتفل بعيد السماء.
إنه مطر كريم، يمنحنا فرصة العودة لطبيعتنا وأن نكون معطائين في عواطفنا، وأن نشبهه في أمله ووعده وصفائه.
صفحات بيضاء من حياتنا تفتح أوراقها في الشتاء فقط ووسط حديقة الأشجار المبللة بحبات اللؤلؤ.
ويعدنا المطر في كل مرة يأتي بها بأن ينعش أرواحنا ويجدد أعمارنا ويحيي الأمل في قلوبنا.
ويبقى المطر يثير حيرة الناس والعشاق والأطفال والشعراء الذين يسألون كما يسأل الشاعر العراقي عدنان الصائغ:
"مَنْ يغسلُ للمطرِ ثيابَهُ اللازورديةَ؟
إذا اتسختْ بغبارِ المدينةِ
وأين ينامُ إذا رحلتِ السحبُ؟
وتركتهُ وحيداً، ملتصقاً
على زجاجِ النوافذ المغلقة..
وحين يفكّرُ بمصاحبةِ امرأةٍ…
مَنْ ستتسكّعُ معه في الشوارعِ؟
وتتحملُ بروقَهُ ورعودَهُ؟"
تعال أيها المطر، وسوف أتحمل بروقك ورعودك، وأتسكع برفقتك في شوارع المدينة.
المهم أن تأتي أيها المطر، وأن تقيم بيننا طويلا، وتكون كريما وحنونا مع عطشنا!.
مقاله للكاتبه فرهان الحسن