لماذا سربت الجزيرة الوثائق الى ويكليكس ؟؟
بقلم الكاتب العراقي عبدالله الفقير
لا انكر ان لي بعض الاطلاع على ما يجري داخل قناة الجزيرة ,ولا اخفي صلتي ببعض العاملين فيها,وقد حصلت على الكثير من المعلومات عن هذا الطريق تحديدا,واحدى المعلومات الموثقة التي كنت قد حصلت عليها منذ سنوات عدة,هي قيام قناة الجزيرة وبالتعاون مع قناة البي بي سي البريطانية بتوثيق الكثير من الجرائم التي قامت بها الميليشيات الشيعية في العراق ,والتي استطاعت الجزيرة الحصول على افلام كثيرة تظهر بالصوت والصورة قيام الميليشيات الشيعية واشخاص متنفذين حاليا بارتكاب جرائم قتل وتعذيب لم يسبق لها مثيل,بالاضافة طبعا الى ما تملكه قناة البي بي سي من افلام وادلة مسربة من الامريكان انفسهم لما كانت الميليشيات الشيعية تقوم به من عمليات قتل وتعذيب بحق اهل السنة,خصوصا الافلام التي تظهر ما يتعرض له المعتقلون من اهل السنة على يد صولاغ وعصاباته,
بل ان الامريكان يملكون اشرطة موثقة تظهر اوكار الميليشيات الشيعية التي كانوا يخفون بها المختطفين من اهل السنة,
وقد نوهت اكثر من مرة لوجود مثل هذه الوثائق , وطالبت الجزيرة وغيرها اكثر من مرة ان تعرض تلك الافلام , وقد اكتفت الجزيرة مع البي بي سي بعرض فيلم وثائقي وحيد عن هذه الجرائم قبل اكثر من ثلاث سنوات , يتعلق بجرائم الميليشيات الشيعية , ورغم انه عرض لبعض جرائم الميليشيات الا انه اخفى الجانب الاكبر والاخطر منها , وكانما جاء الفلم لذر الرماد في العيون وليتستر على حقيقة الوجه البشع لتلك الميليشيات.
يبدو ان ادارة الجزيرة كانت خاضعة لضغوط سياسية اكبر بكثير من ان تسمح لها بتشويه صورة ايران او المس بقدسية حاخامها المقدس خامنئي,خصوصا مع وجود العلاقة الحميمية والقوية بين امير دولة قطر وبين ايران وعملائها (رغم ان مقارنة بسيطة بين كمية ما انفقته قطر على تعمير جنوب لبنان وما انفقته ايران,ثم قياس ذلك ببساطة الاحتفال الذي استقبل به امير قطر قياسا الى الاحتفال الكبير الذي حظي به احمدي نجاد,فسوف يتبين لنا مدى الحقد الطائفي الذي يتركب الشيعة والذي يمنعهم حتى من الاحتفال بشخص سني مهما ابدى لهم من معروف او صنع لهم من جميل!!).
وبالتالي فقد يفسر لنا ذلك السبب الذي جعل قناة الجزيرة بكل من تملكه من ثقل اعلامي , تمتنع عن نشر ما بحوزتها من وثائق وادلة واشرطة مصورة كان يمكن لها ان تفضح الكثير من الجرائم التي ارتكبت في العراق على يد الميليشيات الشيعية الايرانية,مما دفعها الى ان تضحي بوثائق وادلة بهذه الخطورة وتسربها الى قنوات من البي بي سي او مواقع مثل ويكليكس بدلا من ان تبثها هي بنفسها ثم تعود لتشتريها من تلك المواقع وتبثها مرة اخرى!.
يقول البعض او موقع ويكليكس سرب بعض الوثائق قبل ايام الى بعض القنوات المشهورة ومنها الجزيرة لكي تتبنى نشرها زيادة في الترويج لذلك الموقع , لكني اعلم بان قناة الجزيرة تملك خزينا كبيرا جدا من الافلام المصورة عن عمليات مسلحة نفذت ضد القوات الامريكية لم تبثها,كما تملك افلاما مصورة عن عمليات اختطاف وقتل وتعذيب قامت بها الميليشيات الشيعية لا يملك موقع ويكليكس عشرها!
والامر ليس مقصورا على قناة الجزيرة
(سنفضح لاحقا دور قناة الجزيرة الخبيث في شق الصف الجهادي في العراق من خلال دعمها في السنوات الاولى للاحتلال احد فصائل المقاومة على حساب الفصائل الاخرى , وكيف استغلت ذلك الدعم لاحقا لشق صفوف المجاهدين اسوة بما كان يفعله مشعان الجبوري بقناته الخبيثة),
فهنالك ادلة بحوزة قناة البابلية التابعة لصالح المطلك,وادلة اخرى بحوزة الشرقية وبغداد وقنوات اخرى,بل وما يملكه طارق الهاشمي واياد علاوي واخرون من وثائق هي اكثر بكثير مما بثه موقع ويكليكس واكثر فضاعة لو تم عرضه على الجمهور,
لكن هؤلاء الذين رضعوا من حليب العمالة يعلمون جيدا بانهم يركبون مع ايران وعملائها في سفينة واحدة,وان خرقهم لتلك السفينة بمثل هذه الادلة سوف يغرقهم معها,ولهذا فهم يحجمون عن عرض تلك الوثائق,رغم ان الكثير مما عرضه ويكليكس كان قد سرب اليه من قبل من ذكرتهم اعلاه
ان كان لي من نصيحة اقدمها الى قناة الجزيرة,
وقبلها الى امير قطر,
فهي قولي لهم بان ارتمائكم في احضان المشروع الايراني في المنطقة وترويجكم له سوف ينقلب قريبا وبالا عليكم , وان ايران التي تناصرونها الان سوف تكون اول من ينهش لحمكم غدا بمجرد ان تصل الى اهدافها, وان بامكان الجزيرة التي فقدت الكثير من جماهيرها بعد ان فقدت مصداقيتها بترويجها للمشروع الايراني على حساب "الحقيقة" وعلى حساب قضية الامة,بامكانها ان تعيد لها بعض تلك المصداقية حين تعلن هي بنفسها عما تملكه من وثائق تدين النظام الايراني وجرائمه ليس بحق اهل السنة في ايران فحسب,وانما الجرائم التي ارتكبها في العراق ولبنان والبحرين وحتى في قطر,بدلا من ان تسربها الى مواقع وقنوات اخرى !
وكل ذلك لن يكون مجديا ما لم تبادر مؤسسة الجزيرة اولا الى طرد كل كل الصحفيين والمراسلين والفنيين الذين اخترقت بهم ايران مؤسسة الجزيرة واحالتها بهم وبصورة مقززة الى بوقا ايرانيا خالصا
كانت مبادرة الجزيرة في تخصيص ساعات خاصة لعرض وثائق ويكليكس مبادرة جيدة لتسليط الضوء على الجرائم التي ارتكبتها ايران والامريكان بحق العراقيين,
فهل ستكون تلك اولى بوادر انفصال الجزيرة عن المشروع الايراني؟؟,
وما هو السبب في هذه الصحوة المتاخرة للجزيرة؟,
هل هو الرغبة في اعادة المصداقية لاخبارها والجماهيرية لبرامجها بعد ان فقدتهما في الفترة الماضية ؟, ام هي محاولة من الجزيرة للنأي بنفسها عن المشروع الايراني خصوصا بعد ثبات تورط مكتبها في لبنان بملف اغتيال الحريري؟؟, ام هي ردة فعل من قبل امير قطر بعد ان راى الاستقبال الحافل الذي استقبل به احمدي نجاد وتحسره على ما انفقه على شيعة لبنان ثم جاء شكرهم لغيره؟؟.
والسلام عليكم