أما آن للذين أمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق إلام الدموع
ألأجل ماض فاتك فأحزنك ..!أم لأجل حبيب أهملك ...أم لأجل فارس أحلام عاهدك فخانك..!أم لأجل لذة عاجلة في هذه الدنيا الفانية لم تصب منها ...!
أدموعك هذه لأجل نهاية مأساوية شاهدتها في الفضائية ......!على رسلك أخي ..أختي ..فدموعك على حطام دنيا لاتغني عنك من الله شيئا.
تأملوا معي أحبتي بكاء خير الأنام .. وصحبه الكرام وتابعيهم... بكى المصطفى صلى الله عليه وسلم وبكى أصحابه وبكى التابعون ولكن على ماذا كان بكاؤهم ؟!وكيف؟! كان بكاؤهم لله لا لغيره بكاؤهم من خشيتهم ..خوفهم ..اشتياقهم للقاء حبيبهم الله تعالى()
بكاء خير البشر ..
يوم من الأيام قرأ عليه الصلاة والسلام آيتان من كتاب الله على لسان ابراهيم عليه السلام(إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم )
يرفع يديه عليه الصلاة والسلام ويبكي ويقول (اللهم ..أمتي ..أمتي )
فقال الله لجبريل عليه السلام ياجبريل اذهب إلى محمد واسأله مالذي يبكيك ( والله أعلم به )
فجاء جبريل يسأله عليه الصلاة والسلام لم تبكي يا محمد ؟فقال يا جبريل أمتي أمتي فرجع جبريل إلى الله وأخبر بأنه يبكي أمته فيقول الله عزوجل يا جبريل أخبره (أن سنرضيك في أمتك)...أي رحمة أي قلب يحمله بأبي هو وأمي.
وبكى عليه الصلاة والسلام لموت ابنته وابنه ابراهيم وذرفت دموعه لموت واستشهاد أصحابه ..
وكل هذا من الرحمة التي في قلبه ( وماأرسلناك إلا رحمة للعالمين )
قال بأبي هو أمي لابن مسعود أقرأ علي فقال ابن مسعود أقرأ عليك وعليك أنزل يا رسول الله فقال عليه الصلاة والسلام أحب أن أسمعه من غيري فلما تلا ابن مسعود رضي الله عنه ووصل عند قوله تعالى ( فكيف إذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا )قال صلى الله عليه وسلم (حسبك ..حسبك )
فنظر ابن مسعود فرأى عيناي رسول الله تذرفان ...خشوعا لآيات الله.
أحبتي فهلا ذرفنا دموعنا خشية لله الواحد الأحد ( أما آن للذين أمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق )
وهذا الصديق صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم
إذا جن الليل قام وتوضأ وصلى ثم يظل يتلو القرآن ويبكي ويسجد ويبكي ويدعو ويبكي.
وعمر وما أدراك ما عمر الشامخ الصارم الذي يتفجر قوة كان في وجهه خطان أسودان من كثرة بكاءه رضى الله عنه وأرضاه.
أما عثمان فكان يقف عند القبر وتبلل دموعه لحيته ويقول إن القبر أول منازل الآخرة…..و كان علي يجلس في المحراب يقبض على لحيته ويبكي.
يبكون نعم يبكون ولكن ليس على الدنيا وشهواتها ولذاتها كما هو حال أغلب الناس إلا من رحم ربي …...(والذين أمنوا أشد حبا لله )
يبكون ولكنهم أسعد الناس وأشرحهم صدورا
أحبتي في الله
هذا الربيع بن خثعم كان يقول له ابن مسعود رضى الله عنه والله لو رأك النبي لأحبك ياربيع..كان رضى الله عنه يبكي بكاءشديدا.في يوم دخلت عليه أمه فقالت يا بني لما كل هذا البكاء لعلك قتلت نفسا .فقال لها نعم يا أماه قتلت نفسا فقالت يا بني ومن قتلت .قال قتلت نفسي دعيني ابكي حتى يرضى الله عني
سبحان الله!!
هذا بكائهم فهنيئا لهم تلك الدموع يا ترى كيف حالنا وبكاؤنا نحن ..حال يرثى لها ..الله المستعان
أخي ..أختي
)امسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك )
ألا يا عين ويحك أسعفيني
بطول الدمع في ظلم الليالي
لعلك في القيامة أن تفوزي
بخيري الدهر في تلك العلالي
أجمل دمعة
لا تستغربون أحبتي فهذه دموع تفرح القلب عند سقوطها من أعينينا
لحظة التوبة بعدالمعصية
لحظة ركوعك و سجودك.
لحظه استجابة الدعاء .
لحظه سماع خبر سار.
لحظه لقاء الأهل بعد فراق.
لحظة رؤيتك الكعبة.
لحظة سلامك على قبر الرسول.
لحظة رضا والديك.
لحظة الصلاة في جوف الليل. (.)اللهم اجعلنا من الذين اذا ذكروك في خلوتهم فاضت أعينهم.