منذ أن وجدت نفسي, رأسي في السماء.
يوم أن وجدت نفسي.. بصراحةو لإبدأ بالصدق هي من وجدتني لإني كنت ليلتها ممدداً على الفراش و لم أتحرّك!,ربما سمعتْ صوت نحيبي ليلتها لا أدري, المهم هيّ جاءت و لمّا جاءت ظننت إلهي أرسلها لتمسح لي دمعي و تواسيني و تهوّن علي بعض مما أنا فيه, فشكرت ربي كثيراً واستبشرت بإن ليلتي السوداء سيتيغيّر لونها إلى أخضر و كيف لا؟!و هيّ التي ما إن بدأت بالكلام حتّى أخذت تتبجّح بعذريّتها و صونها لذاتها حيث أنّ لا جنّياً ولا إنسياً و لا أيّ مخلوق من مخلوقات ربي قد مسّ شعرةً منها -هذا على حدّ زعمها- تركتها تكمل حنجلتها مغترّاً بما قد إختاره الله لي آملاً بإن ينتهي كلامها بعرضها لذاتها علي,و هي لم تخالف الظن وكانت عند الامل فأخبرتني أنها نصيبي و وعد الله لي و الله لا يخلف الميعاد, فرددت مغازلاً إياها نحن معشر الإنس ربي قد شرع لنا من النظر نظرة إلى العروس فكيف و أنا لم أرى منكِ سوى سواديّ جلبابك و خمارك, فما كان من غرورها إلّا أن يزيل ما تجلببت به, و ما إن أزالته حتّى آمنتُ بما قالته و صدّقتُ بما زعمت به ربما ليس لما تخيلته بالبداية و ليس لما إعتقدته, ففيها ما فيها ليثبت لمدرسيّ مدرسة الشك أجمعين بإنها عذراء و لم يمسسها مخلوق قط فيها ما فيها من القبح ليبقيها عذراء و إن بقيت لإخر الزمان.. لكنّي و كما كنت قبل أن أجدها -على ما أذكر- أتحاشى أن أؤذي مشاعر مخلوق قط فما كان مني إلّا التمثّل في ثوب الصالح يوسف إني أخاف الله ربّ العالمين فكانت هذة أوّل مرّة أحاول فيها خداع نفسي و الاحتيال عليها, فاستلقت نفسي عند قدماي راجية, و من يومها و أنا متحاشياً قبح نفسي أرفع رأسي إلى السماء.