تتجه أنظار عشاق كرة القدم حول العالم مساء اليوم إلى مدينة برشلونة الإسبانية التي ستحتضن أقوى مباريات الموسم بين فريقي ريال مدريد متصدر الليغا وبرشلونة خلفه في الترتيب بفارق نقطة واحدة فقط.
وفيما يتساوى الفريقان في عدد الأهداف المسجلة في الدوري، تبرز بعض الاختلافات بين الفريقين على مستوى التشكيلة والنواحي الفنية وطريقة اللعب، فيما يلي أبرز نقاط القوة للفريق المضيف والتي قد تحسم المواجهة في الصراع على اللقب حيث يسعى برشلونة لتحقيق اللقب للمرة الثالثة على التوالي والـ 21 في تاريخه.
الأرض والجمهور
يحلو لجمهور برشلونة الوفي ترديد الهتافات المميزة بأحد أكبر وأجمل ملاعب العالم بسعة تفوق 99 ألف متفرج، وكحال لاعبي الفريق، يظهر الجمهور العريض معدنه الحقيقي في اللحظات الصعبة، احتضن استاد كامب نو 27 مواجهة بين الفريقين في الليغا الإسبانية، كانت الغلبة فيها في 18 مباراة للبلو غرانا، مقابل 7 تعادلات وخسارتين فقط، وهو نفس الاستاد الذي طالما شكل عقدة لمورينيو حيث زاره في 5 مناسبات مع تشيلسي 3 مرات ومرتين مع الإنتر ولم يذق فيه طعم الفوز أبداً، ليحقق تعادلين و3 خسائر.
رغم صغر سنه وحداثة عهده في تدريب فريق كبير كبرشلونة، لدى المدرب المتواضع في موسمين الكثير من الألقاب لم يحققها مدربون في 10 سنين، بعد فوزه بالسداسية التاريخية مع البلوغرانا، توقع الكثيرون بأن يهبط مستوى فريقه ففاجأهم في الموسم الجديد برفع مستوى التمريرات 13% وبالتالي نسبة الاستحواذ على الكرة وتسجيل الأهداف، لينهي الموسم برقم قياسي في عدد النقاط ويضيف لقباً جديداً لخزائن النادي، عندما وصل مورينيو لليغا صرح المدير الفني بأن حضور مورينيو يجعله مدربأ أفضل، وهو قادر على أن يخرج من لاعبيه بأفضل مستوى لهم في اللقاء الكبير، وتترقب الأوساط الرياضية تكتيكاته الجديدة في صراع الأدمغة مع الرجل الخاص.
التفوق المعنوي
أثبت برشلونة علو كعبه في آخر 4 مواجهات كلاسيكو، وفي 360 دقيقة من اللعب تمكن من تسجيل 11 هدفاً بينما تلقت شباكه هدفين فقط، وهو الفريق الوحيد الذي وصل الى هذا المعدل من الفوز في الكلاسيكو في تاريخ الدوري الإسباني، ومع تميز لاعبي البلوغرانا بالحضور الذهني في المباريات الأخيرة وثقتهم في أنفسهم، تبدو مهمتهم بتحقيق سجل جديد بفوز خامس أسهل من محاولة الريال الخلاص من لعنة الهزيمة أمامهم، لا سيما مع سعي رفاق تشافي وانيستا ليكون فريقهم هو الأول الذي يلحق الهزيمة بكتيبة مورينيو.
الوافدون الجدد
استعان برشلونة مؤخراً بثلاثة نجوم ذوي خبرة عالية أبرزهم أفضل هداف إسباني في التاريخ، دافيد فيا الذي خاض 16 مباراة أمام الريال، عرف طريقه بها إلى شباك كاسياس في سبع مناسبات، هدفين حينما كان لاعبا في سرقسطة، وخمسة مع فالنسيا.
ولاعب الوسط الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو، القادم من الدوري الإنكليزي الأكثر تطلباً على المستوى البدني حيث معدل اللاعب للركض بين الصندوق والصندوق 10.3 كلم بينما لا يتجاوز 9.5 كلم في الليغا، زميل ميسي في المنتخب أثبت نفسه بالتأقلم بسرعة مع المهام الدفاعية والهجومية مع فريقه ولا ينقصه التحدي الجديد بعدما شارك مع ليفربول في إقصاء الريال بدوري أبطال أوروبا موسم 2008/2009، عندما فاز الريدز 1-0 في إسبانيا، و4-0 في إنكلترا.
والبرازيلي ادريانو كوريا يتميز بقدراته على اللعب كمدافع ومتوسط ميدان إضافة الى استعمال كلتي قدميه ومشاركته في صناعة الأهداف، خلال الخمسة أعوام التي قضاها مع إشبيلية، شارك أمام الريال 10 مرات، فاز فيهم بخمس مباريات، وخسر في أربعة وتعادل في واحدة.
الناشئون
اعتاد برشلونة على مفاجئة خصومه بصغار السن الصاعدين من مدرسة النادي العريقة، وفيما أصبح بوسكيتس وبيدرو وبويان نجوما يعتمد عليهم في المباريات الكبيرة، لا زال لدى النادي الكتالوني المزيد من المواهب التي أبانت عن قدرات كبيرة في مبارايات الدوري والكأس في الموسم الحالي، ولا ينقص غوارديولا الجرأة للدفع بهم في مباراة حتى وإن كانت حاسمة.
ميسي
برصيد 13 هدفاً في 10 مباريات في الليغا، يواصل ليونيل ميسي ممارسة هوايته بتحطيم الأرقام القياسية في تسجيل وصناعة الأهداف، وفيما أودع النجم الأرجنتيني حتى الآن 7 أهداف في مرمى ريال مدريد في سن الـ 23، إضافة إلى رغبته الدائمة في مساعدة فريقه على الفوز بصناعة الأهداف، سيسعى يوم الاثنين لتحقيق إنجاز شخصي جديد بزيادة الغلة للتفوق في الصراع على لقب هداف الليغا(البتشيتشي) حيث يتخلف عن كريستيانو رونالدو بهدف، والدخول في قائمة أفضل هدافي الكلاسيكو على مدار التاريخ.
المرونة واللياقة
يبدو الفريق الكتالوني في أحسن حال على المستوى البدني والذهني، وفيما لا يعاني لاعبوه الأساسيون من أية إصابات، يخوض اللاعبون مرانهم ومباراتهم على أرضهم بعكس الفريق المسافر، وفيما يمتاز الفريق الملكي بدفاع مميز، تبدو مهمة رفاق رونالدو معقدة حيث إن تمكنوا من مراقبة ميسي ورفاقه في الهجوم، قد يأتيهم الهدف من رأسية للمدافع بويول أو من هجمة يبنيها زميله بيكيه أو تسديدة صاروخية من الظهير ألفيس، الكل يسجل في البلوغرانا ومن المستحيل مراقبة 10 لاعبين على مدار شوطين خاصة وأن لاعبي برشلونة اعتادوا على تبديل المراكز بفاعلية استثنائية فضلاً على إمكانية إجراء التغييرات التكتيكية في المباراة لإرباك الخصوم وإحباط خططهم.
وعلي عكس الفريق الملكي المكون حديثاً والذي يفقد الكثير من الكرات في منطقة الخصم، تبدو تشكيلة برشلونة أكثر انسجاماً وقدرة على الاستفادة من الكرات وترجمتها لأهداف وهي ميزة أخرى في مباراة كبيرة قد لا تتاح فيها الكثير من الفرص للجانبين.
خط الوسط
يندر أن تشاهد هدفاً لبرشلونة بدون بصمة لكل من تشافي وأنيستا، ولا يقتصر دورهما على صناعة الأهداف والتسجيل أحياناً، بل يمتاز كل منهما بمقدرة استثنائية على الاحتفاظ بالكرة وضبط إيقاع المباراة بحسب الحاجة، فضلا عن المهارات في تنفيذ وتبادل التمريرات القصيرة القادرة على تفكيك أقوى خطوط الدفاع، يتقن نجمي خط الوسط تنفيذ التمريرات الطويلة الحاسمة في صناعة الأهداف، وفيما يملك الملكي على لاعبي وسط من طراز رفيع إلا أن خبرة أبناء برشلونة تفوق بمراحل خط وسط ريال مدريد.