النجمة اللامعة إسرائيل...بدور البطولة
تاجر البندقية (The Merchant of Venice ) ، مسرحية شهيرة غنية عن التعريف للكاتب الكبير وليام شكسبير ، حظيت بدراسات ممحصة من قبل النقاد العالميين ، ومعاداة كبيرة من قبل التوجه الرسمي لليهود ، بسبب شخصية شايلوك اليهودي .
هذه المسرحية ليست جديدة ، وإنما الجديد في الأمر إعادة إنتاجها ، ولكنها هذه المرة بطابع ( سينمائي ) جديد ومميز ، حيث لاقت إقبالا ً كبيراً على مسرح السينما العالمي ، وحققت مراتب متقدمة من حيث الأكثر رواجاً ومشاهدة ً .
حيث تقاسمت الأدوار كل من حماس وإسرائيل ، والبطلة المتألقة دوما ً ( أمريكا ) ، حيث اخذ كل منهم الدور الذي يتناسب مع شخصيته . فقامت إسرائيل بدور البطولة ( شايلوك اليهودي ) ، وبدور ( بسانيو المسكين ) الذي سيُؤخذ رطلاً من لحمه إن لم يلتزم بسداد دينه ( حماس ) إن لم تعلن استسلامها ، والنجمة اللامعة أمريكا بدور ( انطونيو الطيب ) الذي يحاول مساعدة صديقه العربي والوقوف إلى جانبه ، ولكنه حقا ً مسكين فهو يزعم أنه لا يملك شيئا ً يساعدهم به . ولا ننسى دور العرب التي أدت دورها بإتقان حيث وقفت بدور المتفرج الذي له دور كبير في دعم السينما العالمية ورواجها .
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن ، من سيلعب دور ( بوريشيا ) الفتاة الذكية التي ترافعت عن القضية ) ويخلص العرب من الشايلوكات اليهودية ؟؟!!
برأيي أن هذا دور جريء يحتاج لشخصية جريئة غير متوافرة حاليا ً في أسواق السينما العربية أو حتى العالمية ، التي نأمل أن نجدها مستقبلا ً .
فعندما شاهدت مقطع الفيديو لطفل عربي هز أوتار أشجاني ، وأشعل نار حرقتي من الداخل ، تولدت بداخلي بذرة من الأمل في الجيل القادم بعدما كانت هذه البذرة ستموت من حرقتها وتأوهها ، أتى هذا الطفل البريء ليرويها بدموع عينيه الحارقتان كالجمر ليعيد نموها من جديد .
هذا الطفل العربي الذي أدمى مقلة عقلي ، الذي دهش ولم يصدق بأن هنالك طفل يعي ما لا تعيه الحكومات العربية ، أو بمعنى أصح التماثيل العربية ، فعندما شاهد المجازر الإسرائيلية المدعومة من النجمة أمريكا كانت ردة فعله الفطرية ( رح نكبر ونشيلك من أرضك ...يا أمريكا ) دون أي تفكير ، أو ما إذا كان هنالك حسيب أو رقيب على كلامه .
أمام هذا الكم الهائل من التساؤلات التي تجول في خاطري ، ولم أقوى على مكابدتها لوحدي ،لازال هنالك سؤال محير لن أدعه في نفسي ، هل ستكتفي الشايلوكات اليهودية بأخذ رطلا ً من اللحم العربي التي استلذت طعمه ؟؟!! ، أما أنها ستحرقه بالكامل .