[/SIZE]
[SIZE=5]علوم: خرافة التـنـجـيـم وعلم الفلـك
المهندس عبدالله مجيد علي المطيريفي الحديث عن اعتقادات الاقدمين بالتنجيم وكيفية ربطهم النجوم باشكال غير واقعية وليس لها موضع في الكون الحقيقي، اما الان في علم الفلك فتستخدم هذه الابراج كعلامات جغرافية ومساحية للدلالة والتأشير على مواقع النجوم والمجرات.
وفي سياق الكلام عن علم الفلك ان التنجيم اختلط به نتيجة للمعتقدات الدينية القديمة وحاجته الى معتقدات يمكنه من خلالها تفسير الظواهر الطبيعية التي لايستطيع تفسيرها لعدم وجود اوليات ومعلومات تساعده على تفسير تلك الظواهر وكذلك عدم وجود وسائل القياس والرصد التي تمكنه من تقريب الحالة.
بذلك بدأ الخلط بين علم الفلك والتنجيم. كما ان الحاجات الدينية التي اراد الكهنة منها اخضاع تابعيهم الى ارادتهم من خلال قراءة الطالع واخبارهم بالغيب وما سوف يحدث في المستقبل، ولما كانت تتطابق بعض الحوادث احيانا مع ظهور الكواكب والمذنبات والكسوف والخسوف مع موت ملك عظيم او حدوث فيضانات او كوارث زلزالية او حرائق او خسارة حرب ما بين امبراطوريتين ما يجعلهم يعتقدون ان هؤلاء الكهنة مطلعون على الغيب. فأخذوا يتشاء مون من ظهور هذه المذنبات لانها لديهم نذير شؤم نتيجة ترسخ وتطابق الحوادث مع ظهورها سابقا وهي محض صدفة بدون وجود علاقة فيزياوية علمية تدل على ذلك.
وكذلك من خلال مطالعة الصحف اليومية التي تفرد اعمدة خاصة للابراج والحظ وقراءة طالع المواليد في البرج المعين في يوم مولده، وبرامج تلفزيونية في قنوات فضائية. ان كل هذه الاشياء حفزتني للكتابة عن الموضوع وهل يمكننا ان نصنف التنجيم كعلم له قواعد علمية راسخة مثل بقية العلوم الحالية مثل الفلك، الفيزياء، الكيمياء، الاحياء، الطب، الرياضيات، والهندسة وغيرها، وهل يمكننا ان ندخله ضمن هذه العلوم وان نحترمه، اننا من خلال هذه السياحة سوف نرى ما يؤول اليه حال التنجيم وهل يمكننا احترام القائمين به ونعدهم من العلماء وهل يمكن التصديق بتنبؤاتهم وما يقرؤون في الابراج واشكالها وهل لهذه الابراج واقع حقيقي في الكون او هي مجرد تخيلات للانسان القديم وكيف تم له ربط مواقع النجوم بهذه الاشكال؟
لقد عرف الانسان التنجيم منذ فجر الحضارة الاولى في وادي الرافدين، حيث وجدت الرقم الطينية في التنقيبات الاثارية في مواقع متعددة من العراق، حيث اشار فيها قدماء العراقيين الى مواقع النجوم وحددوا الابراج وقسموا السنة الى اثنى عشر برجا (لكل شهر برج) وقد اشتهر علم الفلك البابلي شهرة عظيمة بين الاغريق، حيث الاقوال الشائعة (ان علم الفلك البابلي نشأ من المنجمين الذين كانوا يعتقدون ان مواقع النجوم لها تاثير على طبائع البشر ومصائرهم).
لذلك فان التنجيم هو اقدم خرافة تحاول ان تبقي الاشخاص وشخصياتهم تحت تأثير مواقع الشمس، القمر، الكواكب، والنجوم منذ لحظة ولادتهم كذلك فان التنجيم يدعي بأن التغير اليومي في مواقع الاجرام السماوية يمكن ان يؤثر في مجرى احداث حياتنا الشخصية. كل هذه جمعت في خريطة البروج التي رسمها المنجمون لدائرة سميت بدائرة البروج السماوية حيث ترينا مواقع الاجرام السماوية في الوقت المحدد.
هذه العقيدة نشأت منذ اكثر من 2000 سنة قبل الميلاد في المعتقدات الدينية السماوية للبابليين والسومريين والاكديين والاشوريين، وفيما بعد طورت من قبل المصريين (الفراعنة واليونان). ان كل هذه الحضارات اعتقدت ان آلهتها تظهر من خلال حركة الاجرام السماوية، لذا فانه من المعقول لهم تخيل هذه الاجرام على اشكال مختلفة في اوقات مختلفة يمكنها ان تؤثر على الحياة الارضية. ان الاشخاص المعاصرين لم يعبدوا الالهة السماوية القديمة، ولكن عددا من هؤلاء الاشخاص اليوم مازالوا يعلنون ايمانهم في قوة هذه الآلهة كما هي ممثلة في التنجيم.
كذلك فان الاديان القديمة قد تخلى عنها الانسان منذ 2000 سنة، اما التنجيم فقد بقي كما هو بدون تغير حتى القرن الحادي والعشرين بعد الميلاد، بالرغم من عشرات المئات من الفحوصات التي ترينا ان التنجيم لايعمل (ربما انه بقي بسبب لأننا نلجأ اليه بسبب عمق مخاوفنا وحاجتنا اليومية له).
هل التنجيم يعمل؟
علينا اولا ان نفرض سؤالين: الاول منهما: هل هنالك سبب فيزياوي نتوقعه لكي يعمل التنجيم؟ والآخر: هل هنالك حدث وقع فعليا لكي يعمل التنجيم؟ واستنادا الى ادعاءات المنجمين، فان صفات الاطفال الشخصية وحياتهم المستقبلية، تتاثر بطريقة ما بواسطة مواقع الشمس والقمر والكواكب الاخرى، على طول دائرة البروج منذ لحظة ولادتهم. في الحقيقة لاتبدوهنالك طريقة لهذه الاجرام لكي تؤثر على جسم الطفل.
ان قوة الجاذبية الارضية هي الوسيلة الاعظم المحتملة التأثير على الاشخاص، لكن مجال جاذبية الطبيب اكبر بكثير من تلك القوة التي في الكوكب. لذا فانه يبدو اكثر اهمية، اين يقف الطبيب من اي تأثير للمريخ (اله الحرب) على طول دائرة البروج؟
فاذا كانت الجاذبية هي ليست الوسيلة الوحيدة التي تؤثر، فاننا نملك عددا اخر من التاثيرات التي نفرضها، كالضوء، الاشعاعات الالكترومغناطيسية من الشمس، القمر، والكواكب التي ليست بالضرورة ان تدخل الى غرف المستشفى وان القوى الالكتروستاتيكية، والقوة النووية القوية والقوة النووية الضعيفة تكون اقل تاثيرا من الجاذبية. ليست هنالك قوى اخرى، اشعة، او تاثيرات في الطبيعة معروفة، لذا ليس هنالك واسطة فيزياوية لكي تفسر ادعاءات المنجمين، واننا ليست لدينا اسباب فيزياوية لكي نتوقع ان التنجيم يعمل.
بالحقيقة لقد فحص التنجيم العديد من المرات وانه ليس هنالك فحص صحيح قد اثبت ان التنجيم له تاثير.
دائرة البروج Zodiac
لقد تخيل القدماء ان الارض مركز الكون وان الكواكب والنجوم تنتشر على ما اسموه بالكرة السماوية المحيطة بالارض. ونتيجة لدوران الارض حول نفسها مرة كل يوم تظهر النجوم والكواكب والشمس وكانها تدور حول الارض من الشرق الى الغرب. ان مدار الشمس الظاهري او خط سيرها عبر السماء هو تقريبا مدار الكوكب الظاهري ايضا اي ان المنطقة التي تظهر فيها الكواكب السيارة في مسيرتها اليومية.
اما منطقة البروج فهي منطقة يتوسطها مدار الشمس الظاهري وعرضها 18 وان عدد الابراج هو اثنا عشر برجا على شكل صور تخيلها الاقدمون موزعه بالتساوي تقريبا على منطقة الحزام، وان مدار الشمس الظاهري لا يطابق خط الاستواء الارض ولا السماوي والسبب هو ميل محور الارضي بـ23 وحيث ان الكرة السماوية مقسمة الى 360 فان منطقة كل برج هي 30 يوما او شهرا تقريبا.
لقد تخيل الاقدمون اشكال الابراج باشكال مختلفة ومساحات مختلفة وباسماء تتضمن منها الحيوانات والانسان والات واسماء خرافية حسب معتقدات وحسب بينة كل حضارة ولكنهم جميعا اتفقوا على انها (12) برجا حسب منازل الشمس واليكم الابراج واسماءها وفتراتها من بداية الربيع حتى نهاية الشتاء.
1 ـ الحمل 21 اذار 20نيسان
2ـ الثور 21نيسان 20 ايار
3ـ الجوزاء(التوأمان) 22 نيسان 21 حزيران
4 ـ السرطان 22 حزيران 22تموز
5 ـ الاسد 23 تموز 22 اب
6ـالعذراء 23 اب 22 ايلول
7 ـ الميزان 23 ايلول 22تشرين الاول
8ـ العقرب 23 تشرين الاول 21 تشرين الثاني
9 ـ القوس(الرامي) 22 تشرين الثاني 21كانون الاول
10 ـ الجدي 22 كانون الاول 20 كانون الثاني
11 ـ الدلو(الساقي) 21 كانون الثاني 18 شباط
12 ـ الحوت 19 شباط 20 اذار
لنأخذ امثلة على ما يعتقده العرب والمسلمون في الابراج وكما ورد ذلك في كتبهم ومنها كتاب الهيئة لمؤيد الدين العرضي نشر مركز دراسات الوحدة العربية تحقيق الدكتور جورج صليبا.
1- الحمل صورة كبش ذي قرنين قد التفت الى خلفه كأنه يحك ظهره بفمه وكواكبه يج وخارج صورته والمشهور من كواكبه الاول والثاني اللذان على قرنه ويسميان الشرطين - وهو اول منازل القمر بالفرض - وهما من القدر الثالث. ومنها السابع والثامن والثاني عشر، ويقال لهذه الثلثة البطين - وهي المنزلة الثانية - من القدر الرابع والخامس.
وقد ورد في كتاب ابي معشر الفلكي ما يلي.
ان المولود فيه يكون رجلا اسمر اللون طويل القامة كبير الرأس، صعب المراس، سريع الغضب قريبا الرضا وهابا نهابا سريع الانتقال من مكان الى مكان يقول الحق ويكره الباطل لايعمل الا برأيه ويكون استقلاله بمشورته، فيه بعض فساد. تارة يفتقر وتاره يستغني، حاله حسن صبور على الاهوال.
2- برج الثور وقد ورد في كتاب الهيئة ما يلي.
وصورته صورة مقدم ثور مقطوع من سرته، وقد نكس رأسه بين يديه وكواكبه لب. والمشهور منها الثريا - وهو الثالث من منازل القمر - وهي ستة كواكب من القدر الخامس، والدبران وهو المنزل الرابع - وصورته كالسبعة في حروف الهند T. وكواكبه المذكورة خمسة. والكوكب الذي على احد طرفي هذا الحرف يقال له الديران، وهو من القدر الاول، ويسمى عين الثور ويقال انه من القواطع، والباقية من القدر الثالث.
وقد ورد في كتاب ابي معشر الفلكي ما يلي.
وهو برج ناري ترابي وهو بيت الزهرة وشرف القمر في ثلاث درج منه ووياله المريخ وليس فيه هبوط لشيء من الكواكب. المولود بهذا النجم يكون كبير الرفعة عالي المنازل معتدل القامة واسع الجبهة يميل الى البياض كبير الرأس متسع الوجه اسود العينين مقرون الحاجبين عريض الاكتاف رقيق الخصر والارداف ملفوف الساقين صغير القدمين يحب اللهو واللعب والرب والمزاح ومجامعة النساء.
3- برج الجوزاء او التوأم ان وقد ورد في كتاب الهيئة ما يلي.
وهي صورتا صبيين عريانين متسايرين وقد اعتنقا بيديهما فوضع احدهما يده اليمنى على منكب الاخر الايمن ووضع الثاني يده اليسرى على منكب الاول الايسر، وكواكبهما يح. والمشهور كوكبا الذراع الشامية وهما من القدر الثاني، وهما على رأسي/ التوأمين. ومنها كوكبان من كواكب الهنعة وهذه ايضا من منازل القمر وخارج الصورة.
وقد ورد في كتاب ابي معشر الفلكي ما يلي:
وهو برج مذكر ذو جسدين طبيعته الحرارة والرطوبة المولود فيه يكون رجلا حسن الوجه ابيض اللون بصفرة او حمرة واسع الفم معتدل القامة جيد الحاجبين مليح العينين صاحب صنعه فاخرة، كاتبا حاسبا منجما لبيبا ذا رأي صائب بوجهه علامة او اثر جدري وبرجليه قروح او طبوع وبرأسه شامة.
وهكذا بقية الابراج تستمر على نفس الوتيرة، فاذا قمنا بفحص هذه الاشكال حاليا وما تعنيه فسوف نجد ان هذه الاشكال ليس لها واقع حقيقي في الكون وانما هي من خيالات الاقدمين نتيجة مخاوفهم وتصوراتهم انها الهة تعبد وهي بالواقع لايوجد بينها ترابط فيزياوي او مكاني حيث ان هذه الاجرام هي نجوم بعيدة ومنفصلة بعضها عن البعض الاخر ولا يربطها اي رابط سوى وقوعها في هذه الاشكال التي تصورها.
الى هنا ننتهي من الحلقة الاولى وسنكمل الحديث في الحلقة الثانية مما ينشر في الصحف والكتب عن التنبؤات والتوقعات اليومية للاشخاص في ابراجهم.
التنجيم وعلم الفلك
اذا قمنا بفحص اعمدة الصحف التي تنشر اخبار الابراج ونقرأ الطالع سنرى انها ليست مشتقة من مجموعة قواعد نظامية وعلمية. فالتنبؤات هي لبرج الميزان من احدى الصحف بتاريخ 11 كانون الثاني 1984.
ان كل من اشارة دائرة البروج او التاريخ اختبرت بصورة اعتباطية وهي كالاتي:
- يظهر انك تكسب من خلال الكلمة المكتوبة، عين وثائق رسمية، مخطوطاً خاصاً، وان تكون مطلعا على الحقوق.
- من الافضل لك فرز القطع.
- نوبة الغضب الغزيرة تدفع بك الى الاعلى في دوامة الاثارة، اجعل تاكيدك على كل المفاوضات المالية، ان تكون في الترتيب العالي، ان المساء يسمح بالحب والعاطفة كثيرا.
- كرر باهتمام الاتفاقات مع الاصدقاء، المادة الدنيوية يجب ان تخلط مبكرا، كن حيويا.
صفات المولود في برج الحمل
الصفات الايجابية والسلبية للمرأة الحمل من كتاب (موسوعة خفايا الابراج) جمانة قبيسي.
الصفات الايجابية:
تمتاز مولودة الحمل بنشاطها الفكري والجسدي ومعنوياتها العالية وقدرتها على تحقيق اهدافها فهي لاتعترف بوجود مستحيل، ودائما تسعى للوصول الى ما تريد مهما كانت الصعاب، وبذكائها تجد جوابا لكل سؤال.
وهذا ما يجعلها محبوبة ومقبولة لدى الناس حولها، فتجذبهم بذكائها وبمعاملتها اللينة وتفهمها لهم، اضافة الى انها جريئة ومتمسكة بالمبادئ والتقاليد الشرقية، وهي صادقة وامينة ويمكن الاعتماد عليها، وهي قادرة الى الوصول الى اعلى المراكز الاجتماعية والسياسية نظرا لجرأتها وثقافتها واختلاطها بالعظماء والاكابر.
الصفات السلبية:
احيانا تضخم الامور، وتعمل من الحبة كبة، وغالبا لاتهتم بالتفاصيل وتدعي معرفة كل شيء في الوقت الذي لاتملك فيه اية معلومات عن الموضوع الذي تتحدث فيه، تغامر كثيرا واحيانا تعتمد على اهلها وتكثر اخطاؤها خاصة عندما تكون صغيرة السن.
مثل كل التنبؤات التنجيمية، هذه الكلمات المتفائلة والغامضة العامة والظنية تعطينا انباء جيدة، وتعتمد على الصفات العامة في حياتنا اليومية مثل الاصدقاء، تحب احدهم، موارد حالية، اعمال مفاوضات وهكذا وحتى ان تضاربت فيما بينها فهي لاتعدوا كونها ظنية غير يقينية لاشيء يتحقق منها على الاطلاق فان صادف وتحققت احدى هذه التنبؤات فهي لاتعدو كونها محض صدفة فقط لا غير، من هذه الاستنتاجات المنطقية والعلمية نرى ان التنجيم لايمكنه ان يدعي انه نظامي ويستند على القواعد العلمية الثابتة في طريقة فحص العلوم اليقينية.
من هذا المنظور التاريخي والاستعراضي للتنجيم سوف نقرر هل ان التنجيم هو علم كما يدعي ممارسوه.
في الحقيقة لقد تم فحص التنجيم من قبل علماء اكفاء مرات ومرات ولم يجدوا هنالك فحصا صحيحا يبرهن على تاثير التنجيم. لقد اجري عدد من الفحوصات الايجابية في تقرير لصحف مخازن البقالة، ولكن عندما اعيدت هذه الفحوصات بواسطة سلسلة من خبراء الاحصاء فشل التنجيم. لقد تم بحث فحوصات واسعة في فراغ لايجاد علاقة بين تاريخ الميلاد وبعض الصفات الشخصية مثل نوع الدم، حجم الصدر، صفات اليدين، الحرفة، الانبساط، الانطواء الذاتي، معدل الطلاق وغيرها فالتنجيم سيكون مفيدا لو انه كان يعمل، ولكن ليست هنالك علاقة وجدت حتى الان، فهل بامكاننا احترام التنجيم؟ كلا.
اننا كفلكيين، يجب علينا ان نقرر كيفية النظر الى التنجيم هل يجب علينا احترامه كعلم مختلف، مثل الدين، مثل خرافة غير مؤذية.
ان بعض المنجمين يدعون ان التنجيم هو علم، وانه يستند على طرق علمية، وانهم يستشهدون بنظريات مفصلة حول وجود اشعة غير معروفة من الكواكب فاذا كان ذلك صحيحا فان التنجيم يجب ان يستحق احترامنا كعلم، ولكن بالحقيقة لاتوجد ادلة علمية نقول ان التنجم صحيح، بالحقيقة كل الادلة العلمية تجادل ضد التنجييم. بالاضافة الى كل ذلك، فالتنجيم لايستند الى الطرق العلمية كما اسلفت. فوق كل ذلك على العلماء ان يكونوا مستعدين لتعديل الفرضيات العلمية في وجه الادلة المتناقضة فالنظريات العلمية دائما مفتوحة للتنقيح وهذه هي اهم مميزات العلوم الحالية. اما مبادئ التنجيم فهي غير مستعدة للتنقيح لاكثر من 2000 سنة من قبل الميلاد وحتى هذه اللحظة.
ان التقدم في مواقع الارض والشمس قد غير مواقع الاعتدال الربيعي خلال القبة السماوية. لذا فان اشارات دائرة البروج هي الان على القبة السماوية خارج الموقع الذي كانت عليه في السابق السحيق. كذلك فان التنجيم يرفض روتينيا الادلة المتناقضة في فحوصات التنجيم.
لهذا وحتى لو فسرنا العلم الى معنى نظامي وضيع، فان التنجيم ليس علما قطعا.
ان معظم الاشخاص يقابلون التنجيم في الصحف اليومية والمجلات، وان تنبؤاتها لا تكون محققة اية ثمرة استنادا الى القواعد النظامية، ولكي تثمر دائرة بروجك، فان المنجمين يجب عليهم ان يعرفوا التاريخ، الوقت، خطوط الطول والعرض وميلادك وحتى اذا كانت دائرة بروجك في الصحيفة متطابقة معك، فانها لاتكون متطابقة مع اشخاص اخرين في العالم.
فالتنجيم لايمكن الادعاء بانه علم، انه غير مفتوح للتنقيح كما تملي عليه التجربة ولا هو نظامي ومتماسك في طرقه، فاذا ما اخبرنا احدهم بان التنجيم علم، فلنا كل الحق في الاحتفاظ باحترامنا له.
لكن ربما يجب علينا ان نحترم التنجيم كدين، بالتاكيد ان معظم المصدقين الورعين بالتنجيم لهم ايمان في مبادئه التي تقترب من التشدد الديني. فالتنجيم يمكن ان ينشأ كعبادة سماوية قديمة. اما الان فالتنجيم دين كاذب، بسبب انه لايتضمن اي سلوك اخلاقي قياسي. صحيح ان المصدقين الحقيقيين بالتنجيم يمكنهم ان يسرقوا ويقتلوا عمدا ومن ثم يضعوا جرائمهم على الحظ في انحياز النجوم عند ولادتهم. لذا فان الفلكيين لايمكنهم احترام التنجيم كعلم او كدين، فمن ثم ربما يجب علينا احترامه كخرافة غير مؤذية قديمة.
ففي بعض الاحيان اننا نضرب على الخشب لجلب انتباه الاشباح، ذلك انهم يجب ان يوافقوا على رغباتنا، فالتنجيم هو نوع اخر من الاستعاذة بالالهة وليس عبادة. حتى الان التنجيم ليس خرافة مؤذية. انهم يطلبون منا التصديق بان شخصياتهم ثابتة منذ لحظة ولادتهم. فاذا كان ذلك صحيحا فمن ثم ان قدرنا يكون محتوما. وان من كان خجولا لايمكن ان يكون علاقات صداقة ابدا، وان من كان ضعيف الشخصية لايمكنه تقويتها ابدا. وان من كان حزينا لايمكنه ان يكون سعيدا ابدا.
ان الاسوأ من ذلك حتى الان، التنجيم كخرافة يخبرنا ان الاحداث اليومية خلال حياتنا هي ما وراء سيطرتنا. فاذا كانت حياتنا العاطفية تتعثر في يوم ما، فانه من الميؤس منه محاولة الحفاظ عليها. فاذا كانت دراستنا جيدة باستمرار، فانها لاتعود لاعتمادنا على انفسنا، ولكن نجومنا هي التي تعمل فحسب، اننا رهائن عند نجومنا، في معظم الاحوال فالتصديق الوهمي في التنجيم يكون غير شخصي وان هؤلاء الذين يخبرونا انهم يصدقوا بالتنجيم كخرافة فانهم يستحقوا التعاطف او المشاركة الوجدانية فضلا عن احترامنا لهم.
الموقف من التنجيم
كذلك فانه يجب على كل شخص لديه ألمام بعلم الفلك ان يطور موقفه الشخصي المستقل تجاه التنجيم. انه يبدو واضحا الان اننا لايمكننا احترامه كعلم او كدين او كخرافة. ربما يمكننا ان ننظر اليه كتعبير عميق وقديم لاحتياجاتنا الانسانية لتصديق ان حياتنا لها معنى خارج احداثها اليومية.
ومع ذلك، فان حتمية التنجيم، توجب علينا ان نكون مطمئنين مع بقاياه، انه اعتقاد قديم انه لايعمل. انه ليس علم ولا دين، ولكنه خرافة مؤذية كامنة، ان كوننا ملاذاً كبيراً وانيقاً وطاقة اكبر من كل القوى تلك التي يوهمنا التنجيم في تفسيرها.
صدق الله وكذب المنجمون
كذب المنجمون ولو صدقو؟