[SIZE="3]يسير محمود العميري
عمان- يرى كثيرون من مشجعي الكرة الأردنية أن ثمة شبها كبيرا بالمعنى المجازي طبعا، بين المنتخب الوطني لكرة القدم و"البندورة"، ذلك أن كلا منهما أصاب المواطن بـ"خيبة أمل" وتسبب في "ارتفاع ضغط الدم"، كيف لا وقد أصبحت أسعار البندورة "فلكية"، وبات شراء كيلو بندورة أمرا صعبا، بعد أن كان الكثيرون يشترونها بـ"البكسة" نتيجة رخص سعرها وحاجة المطبخ لها، فيما أصر نجوم المنتخب الوطني على مواصلة سياسة هدر الأهداف والنقاط وتضييع الانتصارات بسهولة ورعونة، وكأن الامر لا يعني اللاعبين رغم الاهتمام و"الدلال" الذي يحظون به رسميا وشعبيا.
وفي حقبة الثمانينيات، كانت الجماهير النادوية تتبادل فيما بينها "على سبيل المناكفة"، عبارات شعبية مفادها "مين قلك تلعب كورة... يا بندورة"، واليوم ثبتت أوجه الشبه بين منتخب الكرة والبندورة، لا سيما وأن كلا منهما ربما يعد مطلبا مهما للمواطن، الذي كان يمني النفس بمشاهدة المنتخب وقد حصل على لقب بطولة غرب آسيا، وليس الخروج من الدور الأول تاركا الميدان لأربعة منتخبات ليست أفضل منه بأية حال من الأحوال.
وإذا كانت "حشرة صانعة أنفاق البندورة" هي "المتهم" في خراب محصول البندورة وبالتالي ارتفاع سعر الكيلو منها الى 170 قرشا، فإن "الانفاق" التي فتحت في نصف ملعب المنتخب وخطه الخلفي أمام نظيره الكويتي، بحاجة الى من يتحمل مسؤوليتها ويعترف بالخلل، ولعل مقولة "إعادة النظر" باتت معروفة لجمهور الكرة، الذي خذلته نتيجة التعادل في المباراتين أمام سورية والكويت، بعد أن كان صاحب الكلمة الاولى في كليهما، لكنه لم يكن صاحب الكلمة الأخيرة.
وفي خضم الحديث عن عناوين متكررة تبدأ عند "هل كان بالامكان أحسن مما كان" ولا تنتهي عند "هل تم اختيار أفضل اللاعبين للمنتخب؟"، تقحم "العاطفة" نفسها في هذا المقام، حيث رأى البعض أن المنتخب كان بمثابة "فريق الوحدات" مطعما ببعض اللاعبين من أندية أخرى، من خلال وجود عامر شفيع ومحمد الدميري وباسم فتحي وحسن عبدالفتاح ومحمد جمال وعامر ذيب وأحمد عبدالحليم، وهذه مسألة قد تختلف التفسيرات بشأنها ولها إيجابياتها وسلبياتها، حيث ظهر أن خط الوسط هو أقوى الخطوط، نتيجة للتفاهم بين اللاعبين ووجود الانسجام النادوي فيما بينهم، لكن العمق الدفاعي كان فاشلا بامتياز، ويحتاج الى لاعبين بوزن أنس بني ياسين وحاتم عقل، اللذين غابا عن غرب آسيا بسبب إصابة أنس واحتراف حاتم في السعودية.
ووجود عدد كبير من فريق واحد في المنتخب ليس أمرا استثانيا أو غير مرغوب فيه، فالمنتخب طالما لعب بعناصر أكثرها من فريق الفيصلي أو من فريقي الفيصلي والوحدات فقط، والمنتخب المصري طالما اعتمد على نجوم الأهلي كركائز أساسية وهو حال المنتخب الاسباني الفائز بلقب مونديال جنوب أفريقيا، عندما اعتمد على لاعبي برشلونة، لكن رؤية الجماهير تقول إن المنتخب يجب أن يوسع دائرة الاختيار، بل رأى مشجعون بأن غياب لاعب مثل رأفت علي كشف عن حاجة المنتخب لوجود لاعب مهاري صاحب حلول فردية، في ظل مشاركة بسيطة للاعب مؤيد أبو كشك في المباريات وغياب اللاعب مهند المحارمة بسبب الاصابة، كما ظهرت واضحة حاجة المنتخب الى المهاجمين الهدافين، بعد أن تحول لاعبو الوسط الى مهاجمين "حسن عبدالفتاح وعبدالله ذيب"، بعد أن فشل "السندباد" عدي الصيفي في إصابة الشباك، رغم أنه أمضى أيام البطولة "رايح جاي" بين قبرص وعمان.
ويأمل الجمهور بأن يتم تصويب وضع المنتخب، لا سيما وأنه سيخوض مباراة ودية مهمة أمام المنتخب المصري في 22 تشرين الأول (أكتوبر) الحالي، وهذه المباراة تحتاج الى لاعبين جاهزين فنيا وبدنيا ونفسيا وذهنيا، ويمتلكون إرادة الفوز ولا يستسلمون للخسارة بسهولة.[/SIZE
:h3h3::h3h3::h3h3::h3h3::h3h3:
