ولا بد لنا في " الحقيقة الدولية" قبل استعراض رد وزارة الأوقاف من توضيح بعض الأمور المتعلقة بنشر هذا الخبر الإشكالي، حيث أننا لم نقم بنشر هذه القضية عبر أثير إذاعة "الحقيقة الدولية" وموقعها الالكتروني، مناكفة بوزارة الأوقاف وإنما تم طرح القضية بناء على العديد من الشكاوي التي تلقينها عبر نوافذنا الإعلامية حيث أصبح لزوما علينا سؤال أهل العلم والدين للوقوف على رأيهم الشرعي في مسألة قرار الوزارة منع قراءة القرآن بواسطة السماعات الخارجية للمساجد حيث خلصنا إلى أن آراء أهل العلم الذين اجمعوا على عدم مشروعية القرار خاصة وأنه جاء في شهر التوبة والغفران.
كما نلفت عناية الوزارة بأننا جهة إعلامية وليس مؤسسة دينية نتابع القضايا الدينية من خلال الاسترشاد برأي أهل العلم والدين موضحين في ذات الوقت بان ما أثار حفيظة مستمعي إذاعة "الحقيقة الدولية " هي تلك الفتوى التي أصدرها وزير الأوقاف الدكتور عبد السلام العبادي، عندما أكد عبر أثير إذاعة" الحقيقة الدولية" أن قراءة القرآن بواسطة السماعات الخارجية للمساجد حرام شرعا، الأمر الذي أثار ردود أفعال شعبية واسعة حولها، ومن جهة ثانية؛ كان الأولى على وزير الأوقاف الاسترشاد برأي دائرة الإفتاء لمعرفة الحكم الشرعي في هذه المسألة الفقهية قبل إطلاق الأحكام بحرمتها أو حليتها؛ لأن دائرة الإفتاء العام هي الجهة الرسمية المسؤولة عن إصدار الفتاوى التي تعبر عن موقف الحكومة في القضايا العامة.
وتؤكد " الحقيقة الدولية " رفضها المطلق لما جاء في جزء من الرد الذي أشار إلى استبعادها تصريحات الدكتور عبد اللطيف عربيات ما يوحي بأننا قمنا بزج أقواله جزافا ولا نريد نصف ما يدور في خلدكم تجاهنا كونه نابع من موقف متطرف نحونا كوننا جازمين بان القضية سببت للوزارة حرجا كبيرا لان الوزارة قد تكون أخطأت بقرارها.
ونحن بدورنا في مجموعة "الحقيقة الدولية"؛ لا نقلل من شأن وزارتكم العامرة بالعلم والإيمان، والدور الذي تلعبه في الحفاظ على الهوية الإسلامية لوطننا العزيز من خلال نشاطاتها في مختلف النشاطات الدعوية الدينية، ورعاية للأوقاف الإسلامية وإدارة شؤون الحج بعدل وإنصاف.
وتاليا نص الرد ننشره كاملا دون تصرف تطبيقاً لمبدأ حرية الرأي والتعبير:
السادة الحقيقة الدولية المحترمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إشارة إلى ما نشر على موقعكم بتاريخ 5/9/2010 بعنوان " جدل بالأردن عقب قيود على استخدام مكبرات الصوت بالمساجد" . فإننا نرجو نشر الرد التالي عملا بحرية الرأي .
وتقول أن الوزارة تتلقى يوميا عشرات الشكاوى من المواطنين وخاصة المواطنين الذين يسكنون بالقرب من المساجد يشكون من نقل الصلوات الجهرية عبر مكبرات الصوت .
وأريد ان أعطيكم أكثر من حالة فمثلا في منطقة السرو يستطيع المواطنون تسجيل الصلوات بواسطة جهاز الخلوي وهم في بيوتهم وأننا ندعوكم للذهاب إلى أكثر من مسجد والاستماع إلى الصلوات الجهرية وعندها سيجد المرء انه لا يستطيع الحديث مع من هو بجانبه نظرا لارتفاع الصوت , ونقول ان الاهم من هذا ، ان الحكم الشرعي هو الإنصات للقران الكريم عندما يتلى ، قال تعالى : ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) .
كما ونؤكد أن الآذان والإقامة هي لدعوة الناس للصلاة ، وإعلامهم بدخول الوقت للتوجه إلى المساجد، أما الصلاة فهي لمن هو داخل المسجد قد أتى للصلاة قائما يصلي ولا أدري ما هي الفائدة من أن يستمع غير المصلي لصلاة الآخرين فالأولى أن يذهب للصلاة .
كما أننا نؤكد أن الوزارة وبالتعاون مع مؤسسة الإذاعة والتلفزيون تقوم ببث خطبة وصلاة الجمعة على الهواء مباشرة .
كما نؤكد أن هناك مساجد كثيرة متقاربة وان عملية إذاعة الصلوات الجهرية سيؤدي إلى تشويش هذه المساجد على بعضها بعضا بحيث لا يستطيع المصلون أداء الصلوات بخشوع .
ونريد أن نسأل "الحقيقة الدولية" ومعالي الأستاذ الدكتور الفاضل عبد اللطيف عربيات فيما نسب إليه ماذا يقول في قوله تعالى (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ) هل بقي بعد ذلك آراء شخصية في وجوب إلا نوقع الناس في الاثم عندما لا يستمعون ولا ينصتون ثم ماذا يقول في قول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يجهر بعضكم على بعض بالقران) أخرجه أبو داوود ، وروى أبو داوود عن أبي سعيد الخدري، قال: (اعتكف رسول الله في المسجد فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستر وقال : إلا أن كلكم مناج ربه فلا يؤذين بعضكم بعضا ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة ، أو قال : في الصلاة). لذا نتوجه لمعاليه فيما نسب إليه ونستبعد صدوره عنه لما عرف عنه من علم وفقه بسؤال حول حرمة ما قيل في عدم الإنصات للقران أثناء نقله خارج المساجد بأن هذه ليست قاعدة صحيحة، دون بيان أو استدلال على كلامه ، فما القاعدة الصحيحة في هذا المجال . وأيضا لا ندري ماذا يعني استأذنا بكلامه (المنسوب إليه) أن على الحكومة ووزارة الأوقاف أن تخدم الناس وان الغالبية الكبرى من الجمهور تطالب بإذاعة القران بطريقة ترضيهم ولا تزعجهم، ولا ندري كيف تذيع الوزارة القران الكريم بطريقة ترضيهم ولا تزعجهم؟ وكذلك القول انه كان يجب على الوزارة أن لا تمنع وإنما تنظم بصورة تجنب فيها الناس الوقوع في المحظور؟ والواقع أن هذا ما فعلته الوزارة فهي وبعون الله تعالى تابعت إقامة إذاعة القران الكريم فلا تقبل أي مزاودة بهذا الخصوص، فلا يجوز بحجة الغيرة على كتاب الله أن يتطاول على من هو أكثر غيرة على كتاب الله.
أما إذا قصد أن يعلو صوت قارئ القران في الشوارع والطرقات ويخترق البيوت فكيف تنظم الوزارة هذا الأمر لتجنب الناس الوقوع في المحظور. هل تبث العسس لإسكات الناس بالقوة أو الالتحاق بالصلوات وهم في السيارات أو في الطرقات، نسأل الله العلي القدير أن يهدينا جميعا لسواء السبيل .
انتهى رد وزارة الأوقاف
ويشار إلى ان وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية أصدرت قرار خلال شهر رمضان المبارك منعت بموجبه بث صلاة التراويح وخطبة الجمعة وقراءة القرآن الكريم على السماعات الخارجية للمساجد.
وجوبه قرار وزارة الاوقاف، باستنكار عارم من قبل شخصيات دينية وفعاليات شعبية ومواطنين.