جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلينا هادياً ومرشداً ومتمماً لمكارم الأخلاق ، وفي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :«والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» ومن حسن الخلق : احتمال الأذى ففي الصحيحين أن اعرابياً جذب رداء النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى أثرت حاشيته في عاتقه ثم قال : يا محمد، مر من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم ثم ضحك ثم أمر له بعطاء . وكان إذا أذاه قومه قال :»اللهم أغفر لقومي فإنهم لا يعلمون « .
وكان أويس القرني إذا رماه الصبيان بالحجارة يقول يا أخوتاه إن كان ولابد فارموني بالصغار لئلا تدموا ساقي فتمنعوني من الصلاة .
وخرج ابراهيم بن ادهم الى بعض البراري ، فاستقبله جندي فقال : « أين العمران ؟»فأشار بيده الى المقبرة ، فضرب رأسه فشجه، فلما أخبر أنه إبراهيم ، جعل يقبل يده ورجله ، فقال :«إنه لما ضرب رأسي سألت الله له الجنة، لأني علمت أني أوجر بضربه إياي فلم أحب أن يكون نصيبي منه الخير ونصيبه مني الشر».
واجتاز بعضهم في سكة، فطرح عليه رمادا من السطح، فجعل أصحابه يتكلمون فقال : «من استحق النار فصولح على الرماد ، لا ينبغي له أن يغضب».
هذه نفوس ذللت بالرياضة على حسن الخلق ، فاعتدلت أخلاقهم ونقيت عن الغش بواطنها فأثمرت بالرضى بالقضاء .