احتدت المشاكل والتهبت النيران, وازدادت الشكوك ... اننا نرى في هذه الدراما مفاجآت عديدة تزداد يوما بعد يوم, ينتج عنها ازيادنا المستمر في الترقب بروي وعناية بكافة التفاصيل والأحداث, خطوة بخطوة ,نستذكر "الأيام الخوالي".! تلك الحياة البسيطة ... وأولئك "الأبضايات"الذين لا يهضم لهم حق و يجعلون من أنفسهم جسد واحد.. وتلك النساء اللواتي يهبن انفسهن لخدمة بيوتن وأزواجهن ... والكثير الكثير من البصمات اللافتة التي نشهدها في هذا المسلسل ... تلك البصمات التي مازلنا نشهدها إلى يومنا هذا,ولكن بشكل غير ملحوظ... لو قمنا بإجراء مقارنة بسيطة مابين تلك الأيام العريقة من جهة, وعصرنا هذا من الجهة المقابلة...لوجدنا فجوة عميقة لو سقط فيها أحد لوقع دون خروج أو نجاة....
عزيزي المشاهد... أيها الجالس أمام التلفاز.. هل سبق لك وأن سألت نفسك : لماذا أرى الجميع يجلسون من حولي ويحدقون بالشاشة كما وكأنهم لم يتابعون التلفاز من قبل... لما كل هذا الاهتمام بمتابعة أحداث تلك الرواية الشامية العريقة الأصل؟؟
إنها لأسباب بسيطة تتمثل بـ:
الحنين لصلة الرحم....الحنين لوقوف الأخ المسلم الى جانب بقية إخوانه المسلمين بمافيها من رجولة ومواقف رجولية مشرفة ..الحنين الى إيلاء المصلحة العامة على المصلحة الشخصية....الحنين إلى تبسمك في وجه أخيك المسلم في اي وقت واي مكان....ولكن الوازع الديني والتمسك بالدين واعتصامهم بحبل الله جميعا, هي من أهم أسباب تمسكهم.....
ليس هناك مجتمع لايخلو من المشاكل..كما وشهدنا في باب الحارة إحتدام المشاكل بشكل كبير.... ولكن ثمة ظروف قاهرة عانى منها عامة الشعب ليسوا فقط رجالات "باب الحارة" فحسب... وإنما وبشكل عام وهي ظروف الاستعمار الفرنسي الذي شهده تاريخ سوريا القديم ...ببساطة تلك هي أسباب قهرهم وذلهم..
لو أمعنّا النظر بشخوصنا واحدا" للآخر ..لوجدنا أنفسنا عبارة عن أناس يعيشون في دولة أمان وسلام وطمأنينة ... هذه من أكبر النعم التي أحمد الله على وهبها لي في ذلك الزمن الهمجي...
لماذا أرى هذا على صفحة الأحداث في الصحيفة؟؟ جريمة قتل...انتحار...سرقة.... وما إلى ذلك...؟؟ كلها تحدث نتجة ظروف قاهرة أيضا ولكن للأسف تحدث نتيجة تصرفات طائشة لاتمت بصلة بالقيم الي اقتدينا بها واتبعناها من القرآن الكريم وسنة نبينا محمد-عليه افضل الصلاة وأتم التسليم- لذلك وفي نهاية هذه المقالة البسيطة أود أن الفت عناية السادة القراء بالأمتثال لقوله تعالى: (اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) . وقوله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) صدق الله العظيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بقلم: دعاء المجالي
doaa.majali1990@live.com