وعندما وصلنا الى المدرسة الجديدة كنت انظر الى الاطفال وامهاتهم
كان كل واحد منهم يودع امه بقبلة وابتسامة عريضة الا انا فلم اكن اعلم اين انا ولا حتى اين امي الان.
نظر الي مبتسما وسالني:
مااسمك؟
قلت له:
اثير
ابتسم وقال لي:
اسمي سامي
ومن ثم اشار بابهامه الصغير وقال ذاك هو صفنا اسبقيني الى هناك وسالحق بكي
هززت له راسي
وذهبت.
وعندما دخلت الى الصف كنت اشعر بالخوف
كنت مجردة فتاة ذات شعر اشقر وبفستان وردي ووحيدة
عندها كنت ارغب بالبكاء
لكنني انتبهت بان هناك سيدة تجلس
اقتربت مني وقالت:
أأنتي جديدة هنا ياعزيزتي؟
اجبتها :
نعم
قالت لي وهي تلعب بشعري الاشقر
مااسمك ياعزيزتي؟
قلت لها:
اثير
قالت لي :
اين والدتك؟
عندها لم استطع ان احبس دموعي اكثر وصرت ابكي
حينها بدات تقول لي:
لماذا ياعزيزتي لماذا تبكين؟
لم اجبها فقد كنت ابكي بحرقة
حينها دخل الطلاب الى الصف
واخذ الجميع يحدق بي وانا ابكي
اقترب مني وقال:
خذي هذه وامسحي دموعك
لم اعرف حينها لما كنت استمع له لكنني كنت اشعر بالحنان والامان له
قال للمعلمة:
اسمها اثير وقد انتقلت لتسكن هنا البارحة وقد اوصلتها اليوم الى المدرسة
قالت له:
احست ياسامي احسنت
طلبت مني ان اجلس بجانبه في المقعد
كنت احس بانه يريد ان يحميني لكنه كان يخجل فقد التصق بالحائط من اجل ان يفسح لي المجال لاجلس
وفي اثناء الاستراحة خرج الجميع ليعلب ولياكل
لكنني لم اكن اعرف احدا ولم املك مالا لاشتري ولاكل
حينها احسست بمن يقترب مني نظرت واذا به خلفي
لاادري حينها لما ابتسمت له
لكن وجنتيه اصبحتا كحبة الطماطم
جلس بجانبي وقال هذه الشطيرة ساتقاسمها معكي
قلت له بانني لست جائعة
نظر الي بغضب وهو يعلم بانني اكذب
قال لي:
وانا جائع وستاكلين هذه معي هيا
حينها لم اعلم لما ترك اصدقاءه وقرر ان يجلس معي
لكنني كنت انظرر اليه وهو ياكل
كنت احس بانني اعرفه منذ مدة لكنني كنت اشعر بالامان معه نعم
بالامان معه
وعندما انتهى اليوم الاول كان جميع الاهل بانتظار اطفالهم خارج المدرسة من اجل ايصالهم الى منازلهم
حينها لم اكن اعلم اي طريق اسلك لارجع الى هناك الى حيث معاناتي
بحثت عن سامي لكنني سمعته يقول لاحد اصدقائه بان قريبا له سياتي لاخذه
عندها قررت ان اعود لوحدي ومشيت وحيدة في الشارع
كان هناك احد الشوارع التي يجب ان اقطعها لاصل الى الجهة المقابلة
وعندما داست اقدامي الصغيرة اطراف الشارع
رايت شاحنة مسرعة تتجه نحوي كانت مثل الوحش الذي يريد ان يهاجمني
ولكن قدمي تجمدتا في مكانهما فلم اعد اقوى على التحرك
ولكنني احسست بان هناك من امسك بيدي وشدها الى الرصيف مرة اخرى
عندما نظرت اليه كان هو نعم كان سامي
قال لي :
اذا قطعتي الشارع من هنا ستدهسك السيارت يجب ان تقطيعيه من عند تلك الخطوط هناك
ربما كان يراقبني ليطمئن علي
حينها لم اعرف لما.
وبقي يمسك بيدي الى ان اوصلني الى باب المنزل
قال لي نحن نسكن في الطابق الرابع فوقكم اذا اردتي اي شيء فقط اطرقي الباب وسافتح انا لكي.
وابتسم وذهب
حينها لم اكن اريده ان يذهب لكن ماذا افعل لم يكن لدي ما افعله فقد كان لزاما علي ان ادخل الى هناك الى الجحيم.
يتبع