وبعد سفر طويل
نزلنا من تلك العصافير الكبيرة ومن ثم استقلينا الحافلة كان السفر مزعجا وطويلا توقفنا وترجلنا من الحافلة ومشينا الى ان وصلنا الى بناية كبيرة مكونة من عدد من الطوابق
كان في باحتها اطفال يلعبون كان هو احدهم نظر الي بعينيه الزرقاوين لم اكن اعلم حينها بانه من سيغير لي حياتي بانه سيصبح كياني وبانه سيصبح حياتي.
صعدنا الدرج ومن ثم طرق ابي الباب فتحت امرأة الباب وبدى لي بان ابي يعرفها نظرت الي بحقد وقال :
اليست هي؟
اجابها ابي موافقا حينها قال لها :
ساذهب الان وساعود اعتني بها
وذهب وتركني وحيدة
كنت تعبة جدا جلست على الاريكة وغلبني النوم فقد كنت طفلة صغيرة بحاجة الى الراحة وكنت جائعة جدا.
لكنني استيقظت على الم كنت اشعر به وعندما عدت الى وعيي ادركت بان تلك المرأة كانت تضربني وتصيح بي
شدتني من يدي بقوة وادخلتني الى غرفة معتمة باردة قالت لي وهي تصرخ:
ستنامين هنا من الان فصاعدا .
كانت غرفة باردة نعم باردة جدا
اخبرتها بانني جائعة لكنها بدات تصرخ باعلى صوتها وبدات تشتم بي.
اغلقت باب الغرفة بالمفتاح وذهبت
لم يكن هناك بالغرفة مصباح لم يكن يدخلها سوى ضياء القمر الذي كان بدرا ليلتها.
كنت ابكي وانظر الى القمر من النافذة اطلب من ربي بان ارى امي واخي مجددا ان استيقظ لارى نفسي مجددا في غرفتي ان استيقظ لاشعر بالامان.
نمت بملابسي وانا جائعة وانا اشعر بالبرد وانا انام على الارض الباردة
ودموعي تنهال على وجنتي البريئتين وكانها حبات لؤلؤ متناثرة.
غلبني النوم ونمت وانا اتمنى غدا مشرقا جميلا.
لاادري حينها بماذا حلمت لكنها بالتاكيد كانت احلاما حزينة.
وفي صباح اليوم التالي استيقظت على تغاريد احد العصافير الذي كان يقف عند نافذتي فرحت جدا لرؤيته لكنه طار مبتعدا عندما حاولت ان اقترب منه.
كان باب الغرفة لايزال موصدا ولم استطع ان اتحرك لانني كنت اشعربالجوع والبرد.
جلست على الارض الباردة في زاوية الغرفة وانا احاول ان احبس دموعي لكي لا تتساقط مثل الامطار الغزيرة.
بدأت اسمع اصوات تقترب واذا بالباب قد فتح كان ابي نعم كان ابي
ركضت اليه فرحة لكنه لم يكن بوعيه كان يتكلم مثل المجانين ولم يستطع حتى ان يقف
كانت في يده احدى الزجاجات الكبيرة حينها لم اعلم بانه امضى اليل في السكر والسمر لم اعلم لكنني شعرت بالخوف منه وبدات ابتعد للخلف لانني كنت اشعر بالخوف.
اتت تلك السيدة المخيفة قالت لي:
انا زوجة ابيك اتفهمين وانت تعيشين لدي لذلك يجب ان تطعيني بكل مااقول لك
وبدات تضحك ضحكات شريرة كنت اراها في التلفاز كانت الوحوش تضحك مثلها ياااااااااااااااااه كم شعرت بالخوف حينها.
كان يبدو بان ابي قد خطط للامر منذ فترة فقد قام بتسجيلي في احدى المدارس القريبة لانني قد تفاجأت عندما قالت لي :
خذي هذه حقيبتك فيها بعض الكتب خذيها واذهبي الى المدرسة.
حينها اخبرتها بانني لااعرف الطريق قالت وهي تصرخ:
اذهبي مع اولاد الحي فجميعهم يذهبون الى نفس المدرسة.
اخبرتها بانني جائعة لكنها قامت بضربي على وجهي.
حاولت ان لا ابكي ونزلت من البيت مسرعة.
كان هناك مجموعة من الاطفال يقفون عند باب البناية
وكان هو احدهم كنت اقف وانظر اليهم ولم اجرؤ على الاقتراب.
اقترب مني وقال لي:
انت جديدة هنا اليس كذلك؟
هززت راسي موافقة.
حينها ابتسم وقال:
اتريدين الذهاب الى المدرسة؟
قلت له: نعم ,لكنني لااعرف الطريق
قال لي:
لاتخافي ساخذك انا هيا تعالي
كان اصدقاؤه يتسابقون للوصول الى المدرسة اولا
اما هو فقد قرر ان يبقى معي كنت اشعر بالجوع الشديد وفي الطريق مررنا باحد محلات الحلوى كنت انظر اليها وكاد لعابي يسيل
لم انتبه حينها بانه كان ينظر الي
كنت ارغب بان اشتري واحدة فقط لاسكت جوعي لكنني لم املك حتى النقود.
نظر الي وقال:
انتظري هنا قليلا
دخل الى المتجر واشترى بعض الحلوى وخرج
قال لي:
خذي كلي هذه تبدين جائعة.
لم اقبل في البداية ان اخذها
لكنه اصر
اخذتها وبدات اكل بنهم شديد من شدة الجوع حتى انني نسيت ان اعرض عليه ان تقاسمها سوية
لم نتحدث عن اي شيء في الطريق فقد كنت منهمكة في الاكل وكان هو منهمكا في الصمت.
يتبع