ربما لا يكون المرء مبالغا إذا قال إن سماع أو قراءة خبر عن جريمة بشعة لم يعد بالأمر الذي يستغربه المصريون، الذين أضحت مثل هذه الأنباء تطل عليهم مع علامات استفهام كبيرة كل يوم.
ويدعو عبد الخالق، وهو موظف حكومي، إلى تنفيذ أحكام الإعدام في الشوارع ليكون منظر إعدام الجاني رادعا لمن يعتبر. ويقول إن "الإعلام يتتبع خطوات المحاكمة بينما لا نراه يتحدث أو يصور تنفيذ الأحكام.. مما قد يجعل البعض يتخيل أن الأمور تنتهي بالشهرة وليس بالإعدام".
وكشف تقرير للمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية نشر مؤخرا أن 83.9% من الناس يرون أن الشباب "يعيش حالة من القهر والظلم في ظل ظروف البطالة وحالة الضياع التي يعيشونها"، ولم يخرج عن هذا الإحساس سوى 9.7% فقط.
وتتلاحق على المصريين في الآونة الأخيرة جرائم كل منها أبشع من سابقتها، وصلت إلى القتل بسبب مكالمة من هاتف جوال أو ثلاثة جنيهات أو إيقاف سيارة.
ذبح والده
ولا يختلف اثنان في أن من أبشع الجرائم التي سمع المصريون بها مؤخرا قصة شاب "ذبح" والده وهو يصلي في المسجد، والأبشع في الأمر أن الشاب غير نادم على فعلته.
وقال في التحقيقات إن له سبعة أشقاء، وإنه أكبر إخوته، وإن والده كان يميز أشقاءه عنه ويأخذ منه نقوده بدعوى أنه يخشى ضياعها منه ويقوم بادخارها له حتى يتزوج. وأضاف أن والده زوج أشقاءه الثلاثة الأصغر منه بأمواله هو ورفض تزويجه بحجة أنه مريض نفسي.
قصة أخرى لأم مطلقة قتلت طفلها بعدما استبد بها اليأس والإحباط والفقر. وكانت الأم قد فكرت في الانتحار إلا أنها خشيت على وحيدها من قسوة الأيام فقررت قتله ثم الانتحار. وبالفعل قتلت طفلها ولكن محاولات الانتحار التي قامت بها فشلت فأبلغت الشرطة.
ومن أبشع ما أطلت به الصحف أيضا قيام زوج بـ"تمزيق" جسد زوجته بعدة طعنات بعد مرور أشهر فقط على زواجهما، بسبب تقديمها له كوب عصير بدلا من كوب شاي، وأثناء قيام خالها بمنعه قام بطعنه هو الآخر.
ووصلت جرائم القتل إلى أوساط كان ينظر لها على أنها "مصابيح القوم"، فقد أقدم مذيع في قطاع الأخبار بالتلفزيون الوطني على قتل زوجته أثناء مشاجرة حدثت بينهما، وأغرب ما تناقلته الصحف عن المذيع تبرير فعلته في التحقيقات بأن "زوجته أحبته بجنون وخنقته بحبها".
وأغرب ما في هذه القضية أن التحقيقات كشفت تناول الزوج -الذي كان قبل الجريمة بسويعات من الأمثلة التي يحتذي بها الشباب- مواد مخدرة، الأمر الذي أثار تكهنات باحتمال أن تكون هي التي أفقدته السيطرة على تصرفاته