دفء الثلج ... !!
لم أعد أطيق ما تمرره نظرات النسوة لي من كلام ولمز وهمز ، لست أدري
لما يجعلنني قضية يتداولنها ويبحثن عن حلول لها في اجتماعاتهن اللاواعية والمليئة بالثرثرة ...!
لم أفعل شيئا يستدعي كل هذه الملاحقة في أي مجلس أحضره مضطرة إكراما لمن دعاني من صديقة أو قريبة ...
هل أجرمت أني أحبه ... ؟ نعم أحبه ، فهل الحب حرام ؟ !
لمَ الكل يصر على أنأتركه ، وأن أمضي أبحث عن مصلحتي خارج حصنه
هن لا يعلمن أنه روحي وهوائي الذي تستنشقه رئتاي ، ودمي الذي يغذى خلاياي ، الخروج من حصنه يعني موتي ...!
هل يعقل أن أفرط في واجب ، أفرط في حبيب قد احتواني ورزقني منه ربي طفلين رائعين ؟
هو أخطأ ، لكن هل يعقل أن أدمر حياتي وحياة أولادي من أجل خطأ ارتكبه هو ؟
ما ذنبي أنه كان مولعا بالبورصة حتى خسر فيها كل ما نملكه ... !
ما ذنبي وذنب أولادي وما ذنبه هو أنه لم يتحمل الصدمة فأردته مريضا لا يبرح فراشه ... !
هو يحبني ولم أر منه إلا كل خير ، نعم أحيانا كنا نتشاجر لكن ذاك دأب كل زوجين يعيشان تحت سقف واحد
تختلف رؤيتهما للأشياء
تختلف رؤيتهما للأشياء
هو كان مستبدا ،غاضبا أبدا ... لكن مهما كان هو أب لأولادي وعلي أن أتحمله
علي أن أكمل مشواري معه حتى لو أصبح طريح الفراش حتى لو تغيرت حالتنا المادية من يسر إلى عسر
دائما أومن أن مع العسر يسرا كما قال لنا رب العزة
لكن حجة النسوة أنه أوشك على الجنون بسبب خسارة كل ما يملكه ... أي جنون ؟ ! هو فقط لم يتحمل الصدمة ...
كانت فوق طاقته واستيعابه للأمور
بحثت عن عمل كي نقتات منه وأوفر لأولادي حياة كريمة
تعبت وأنا أحاول أن أعمل خارج البيت وداخله وأن أطوف بزوجي على كل طبيب أسمع أنه متخصص في حالته
وأن أستدين أحيانا من أهلي لشراء الدواء الباهظ الثمن
مرت علينا ليالي حالكات بين أنينه وأنين الحيرة التي تعصف بكل تفكيري في مهب الخوف من غد لا أملك فيه ما أشتري به دواءه
ومرت السنوات وأنا بين وظيفتي خارج المنزل ووظيفتي كممرضة لزوجي وواجباتي نحو البيت والأولاد
لكن بفضل من الله بدأ الفرج يطل علينا... يكسونا برداء الفرحة ...هاهو زوجي يتماثل للشفاء ونظراته لا تكف عن شكري
و الامتنان الذي يحيطني به ، ولسانه لا يكف عن كلمات الحب
وكانت روحي تجيبه في صمت و تفيض عليه من الحنان ما كانت تدمع له عيناه حين يراني وأنا لا أبرح أقبل يديه وأزيح
عنه ثقل الشعور أن لي عليه فضل ،فما كنت أراه فضلا ، بل واجبا ...
هو أب لأولادي وزوجاعليّ رعايته ورعاية البيت في محنته
بعد المعاناة التي ظللت بغيومها وثقل المسؤوليات الكثيرة التي تعبت من تحملها لوحدي
استطاع بعد فترة أن يمشي على قدميه ويبحث عن عمل ، ولله الحمد وجد عملا في شركة .. فعل كل ما بوسعه ليثبت وجوده
وليعيد حالتنا المادية سيرتها الأولى
وليعيد حالتنا المادية سيرتها الأولى
وفي صباح مشرق كنت أجهز الأولاد كي نذهب جميعنا للنزهة فهم بحاجة لبعض الترفيه ونسيان الألم الذي غزا نفوسهم البريئة
وهم يرون أباهم دائما طريح الفراش لا يقوى على الحركة
اليوم مميز في حياتنا، سيحشو زوجي جيبه الجائع بأول راتب سيتقاضاه من الشركة
بينما أنا منغمسة في الاستعداد للخروج ، أبدل الملابس لطفلي الصغير ... إذ بالهاتف يهتز هو الآخر فرحا لفرحتي
معلنا عن رغبته في أن أرد على من يطلبنا من وراء الأسلاك ....
رد صغيري
- " ماما إنه أبي ...! "
ياااه ... ربما يريدأن يسألني عن لون الفستان الذي سيشتريه لي
لطالما أخبرني أن أول راتب سيتقاضاه سيشتري لي هدية
لكنني لا أريد أية هدية ... شفاؤه وعودة ابتسامته وتواجده في حياتي أكبر وأغلى هدية ...
- " السلام عليكم ... نعم يا عزيزي..."
رد الصوت
آسف عزيزتي ... لن آتي ... اليوم زفافي على ابنة صاحب الشركة التي أعمل بها
اهتمي بالأولاد ...!!!