مامضى فات ، وما ذهب مات ، فلا تفكر فيما مضى ، فقد ذهب وانقضىما أصابك لميكن ليخطئك ، وما أخطأك لم يكن ليصيبك ،جف القلم بما أنت لاق ،ولا حيلة لك فيالقضاءعش مع القرآن حفظا وتلاوة وسماعا وتدبر ، فإنه من أعظم العلاج لطردالحزن والهمتوكل على الله وفوض الأمر إليه ، وارض بحكمه ، والجأ إليه ،واعتمد عليه فهو حسبك وكافيكاعف عمن ظلمك ، وصل من قطعك ، وأعط من حرمك ،واحلم على من أساء إليك تجد السرور والأمنأكثر من الاستغفار ، فمعه الرزقوالفرج والذرية والعلم النافع والتيسير وحط الخطاياافرح باختيار الله لك ،فإنك لا تدري بالمصلحة فقد تكون الشدة لك خيرا من الرخاءكل ما أصابك فأجرهعلى الله من الهم والغم والحزن والجوع والفقر والمرض والدين والمصائبإياكوالذنوب ، فإنها مصدر الهموم والأحزان ، وهي سبب النكبات ، وباب المصائبوالأزماتلا تفرح أعدائك بغضبك وحزنك ، فإن هذا ما يريدون ، فلا تحققأمنيتهم الغالية في تعكير حياتكاجتنب الصخب والضجة في بيتك ومكتبك ، ومنعلامات السعادة الهدوء والسكينة والنظامالعلم يشرح الصدر ، ويوسع مداركالنظر ، ويفتح الآفاق أمام النفس فتخرج من همها وغمها وحزنهاأنت الذي تلونحياتك بنظرك إليها ، فحياتك من صنع أفكارك ، فلا تضع نظارة سوداء علىعينيكالعفو ألذ من الانتقام ، والعمل أمتع من الفراغ ، والقناعة أعظم منالمال ، والصحة خير من الثروةابعث رسائلك وقت السحر: مدادها الدمع ،وقراطيسها الخدود ، وبريدها القبول ، ووجهتها العرش.. وانتظر الجواب
.