المرحوم باذن الله الشيخ علي حديثه الخريشا

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ علي حديثه الخريشا شيخ ابن شيخ , من اشهر شيوخ قبيلة بني صخر, ووالده الشيخ حديثه الخريشا شيخ مشايخ بني صخر , الشيخ علي حديثه الخريشا ولد في بدايات القرن العشرين , سكن مع اهله في لواء الموقر شرقي عمان , كنيته (ابو فيحان ) له ثلاثة ابناء : فيحان (ابو مشهور) , وماجد (ابو علي ) ,وفواز (ابو خالد) ,اخوان امنيفه
توفي سنة 1969 في شهر نوفمبر 27 رمضان ,
ولهذا الشيخ الذي توقف بعض التاس عن ذكره الفضل واجمل الخصال التي لم ترى عند اي شخص اخر , حيث تربى عنده الكثير من الايتام حيث اعتبرهم ابناء لهم حتى كبروا , وكان بيته عبارة عن سوق يجتمع فيه جميع انواع الناس ولا يخرجون من هذا السوق الا راضيين ومرتاحين ومهعهم الحاجة التى اتى من اجلها , كان اشهر قاضي عشائري في الاردن , وكان عين من مجلس الاعيان في وقت لم يعرف الناس فيه معنى مجلس الاعيان في الخمسينيات , حيث كام يغيث الملهوف ويساعد المحتاج ويفك المسجون ويقضي بالحق بين الناس حتى ان البعض الذين حكم عليهم بالاعدام قدره الله تعالى ان يكون سببا في نجاتهم من الموت , وكان حليم طويل البال محبا للناس حتى انه كان يسمع مسبته باذنه ويتبم صبور , كان مضربا للمثل في المعاملة مع ابنائه وعشيرته حيث كانت تجتمع العشيرة في زمنه ولم تتفرق ابدا , كان بيته مضيافا للفقير وللغني ولامراء الاردن وحكام السعودية , كما ذكرت انه اشهر قاضي في الاردن كانت الدولة عندما يستعصي عليها مشكلة كانت تحولها الى الشيخ علي ليحلها , وهناك قصة تؤكد ما ذكرته قصة سمرة الشمرية , حيث ضاعت من ذويها وهي صغيرة ولقيها شخص من بني عطية واخذوها معهم الى السعودية , وظلت امها تبحث عنها ولكن من دون فائدة , ودائما في فصل الربيع تاتي قبيلة بني عطية الى الاردن كل سنة , حتى كان عمر سمرة 18 سنة , وكانت سمرة تعرف انها ليست ابنتهم من المعاملة التي تلقتها منه مقارنة مع اخوانها , فعندما كانت سمرة مع القبيلة في الاردن جاء خبر الى والدتها ان ابنتها سمرة مع قبيلة بني عطية , فذهبت الى المكان الذي يقطنون فيه رأت ابنتها سمرة من علامة بين عينيها وحرق على يدها اليمنى , فاتت اليها وحضنتها وكانت تريد ان تاخذها معها , فلم تقبل القبيلة ذلك لانها تزعم بان سمرة ابنتها , فذهبت الام الى الحكومة ولكن من دون جدوى , فذهبت الى اشهر قاضي في الاردن وهو الشيخ علي الخريشا وسردت له قصتها , فعرفت الام ان حل قضيتها عند هذا الشيخ الاكرم , قذهب الى سمرة واتى بها الى بيته فمكثت عنده ستة اشهر حتى حلت القضية , فاثناء مكوثها عند الشيخ علي الخريشا كانت الخلافات قائمة بين القبيلتين حول الفتاة مما جعل الشيخ علي ان يحكم ويقول اذهبوا الى الحكومة وافحصوا دم الفتاة وقارنوه مع العائلتين المذكورتين , ففحصت دمها فاتى مطابقا للذويها الاصليين , وغير مطابقا لبني عطية , فرجعت سمرة الى ذويها الاصليين وهي الان تمكث في بلدة القويرة جنوب الاردن وهي الى الان تدعي لهذا الشيخ القاضي المرحوم باذن الله مما فعله من خير لها , وهذه القصة لا تذكر مع قصص اخرى فعلها هذا الشيخ العظيم للاردن وللدول المجاورة له ,
الشيخ علي حديثه الخريشا , كان على صلة مع الملك الحسين طيب الله ثراه وكان لا يرد له طلب من جانبه وكان الملك عبدالله الثاني والامير الحسن ياتيان الى منزل ابنه السيخ فيحان علي الخريشا , وكان منزله مرتعا من الخير والعطاء وهذا الى الان متواصل , لانه علم ذلك الى ابناءه الثلاثة وبناته الاربعة , واخوانه الشيوخ المرحوم نايف الخريشا وجمال الخريشا الذي هو الان شيخ مشايخ بني صخر وحاكم الخريشا والسفير تركي الخريشا ومجحم الخريشا ونواف الخريشا, فهم طلعوا نباتات بذرها اخيهم الكبير الشيخ ابو فيحان علي حديثه الخريشا , والى الان عشيرة الخريشا قمة قبيلة بني صخر مما فعله هذا الشيخ الكبير علي حديثه الخريشا الذي واصل عطاء اباه شيخ مشايخ بني صخر حديثه علي الخريشا .
وطبعا اشتهر الشيخ علي حديثه الخريشا بالخيول الاصيلة التي كانت عنده ولقد شاهدتم خيله في فلم الرسالة التي انتقاها المخرج لشدة اصالتها وجمالها , اذ شاهدتموها وحمزة بن عبدالمطلب يمتطيها وهذه الخيل لها قصة اذ ان الشيخ اهداها الى امير القريات نايف السديري رحمه الله وبعد سنه وجدها الشيخ امام بيته في الموقر تصهل بلقائها فارسها , ولكن تم ارجاعها الى القيات بالسعودية
وعندما ذهب الشيخ علي حديثه للعلاج في بريطانيا قال الشاعر مصطفى السكران قصيدة طوياة وهذه بعض ابياتها
يا راكبين ابكار هجن احراري عشرة ركايب للسفر مستعدات
عوج الرقاب مصنعات الكواري تلفن الموقر وعرب الذهيبات
لانكم وصلتوا هذيك الدياري تقسموا ياهل الركب خمس ضيفات
اثنين لابو فيحان يودن اخباري شيخ عند الوزر يرد الجوابات
خلفة حديثه للسبايا ذعاري ممدوح ما بين الحضر والبداوات

وعندما توفي عام 1969 رثاه بقصيدة منها هذه الابيات
انا الذي قد صدع البين خاطري ما كثر ما تجري على الناس امور
انا عشير اجواد والعز بينهم مسرور قلبي والكرم بحور
علي الحديثة يطري ببالنا منواي انه بالدياوين حضور
لا تحزنوا يالشيوخ الشيخ حاضر هو بس جسمه غايب بالقبور
تسلم الحكام ما شفا الغل حاسد غله بقلبه يجرع الصبر ممرور
بقضي ويرضي من الشيوخ مناهل ضد الذي مدور دروب الزور
الحمد لله بيت الاجواد عامر ماكر احرار وعقبهم جملة صقور
اخوان فلو تقهر الضد بالوغى كم عايل قوطر معيف مجبور

ذهب الشيخ علي حديثه الى العراق وكان والده الشيخ حديثه على قيد الحياة فمرض الشيخ مرضا شديدا الزمه الفراش وعندما عاد ابنه من العراق قال الشيخ حديثه على ابنه المحبوب قصيدة طويلة لم احفظ منها الا هذه الابيات
يا علي يا مشكاي دابي تداديت ياعلي يا مشكاي لزمت الاوثار
يا علي كم جفرية بها تمشيت ما بها غير اثار المها والامطار

في سنه من السنين حيث الربيع الوفير في الاردن حيث كان ياتي من الدول المجاورة طلبا للمراعي من اجل ابلها وغنمها حيث كان المرحوم علي في ارضه المشاش حيث المياه الكثيرة والربيع الكثير فنزل عليه قسم من عشائر السبعة واكرم ضيافته وامضوا عنده فترة طويلة لم يلقوا فيها الا الحب والتقدير والاحترام
وقال احد افراد السبعه قصيدة على المرحوم علي حديثه , يقول فيها الشاعر
يا هيه يا راكب وضيحان بخيص والدرب يندله
سلم الياجيت لي راكان لا جيت شيخ الوطن قله
قله نزلنا على الخرشان سلاية القلب عن خله
مسيارنا يم ابو فيحان نجلس على الجوخ والزله
بدلة صبها عدوان وبهلرها يجلب العلة
صينية جابها دامان والعبد ينخا خوي له
يا شوق من رشة الريحان بنت الاجاويد كفو له


اثناء الاستعمار الفرنسي في سوريا ولبنان حيث كان بيت الشيخ حديثه الخريشا مأوى للاحرار امثال شكري القوتلي ويوسف العظمى وغيرهم حيث كان الشيخ حديثه يبعث ابنه علي مع هؤلاء الاحرار ليوصلهم الى الحجاز

فما يسعك ايها القارئ من فعل وقول عند قرائتك لمثل هذه الافعال لمثل هذا الشخص العظيم , الذي يجب علينا ان نبقيه على السنتنا وفي عقولنا وما زال عطاء هذا العطاء متواصلا مع ما يفعله ابناءه الشيوخ , الشيخ ماجد علي الخريشا والشيخ فواز علي الخريشا وابناء ابنه المرحوم الشيخ فيحان علي الخريشا واخوانه الشيوخ الكرماء
رحم الله الشيخ علي حديثه الخريشا الكريم وادخله الله فسيح جناته ....

عشيرة الخريشا التي تقطن الان في لواء الموقر شرقي عمان .....................