أديم
_تأكدي أنك ِ مهما كتبت لك ِ لن أصل لقمة عشقك ... لكن سأحاول أن أكتشف تلك القمة !!!_
وأعرف أنه ُلايستحب ان ابدأ الرسالة بخطاب مباشر غامض لا يستفسر عن الصحة أو الحال لكني سأجعل من رسالتي هذه مميزة ... ومن سيمنع قلمي عن التعبير بأي شكل كان ...
نعم ... يا أديم من قلبي وإستغاثات نبضاتهُ ... أهديك ِ السلام ... ومن كيان كل من عرفني أنت ِ الكون الأجمل .. ولك ِ على شفاهي أمنية بإن تحضنك .. سيدتي لك ِ كل الاشواق تنتظر العودة من نسائم هبات تداعب خضل شعرك ... فأنا يا أديم شيئا ً جميل إن رأيتكِ .. ولا شيئ إطلاقا ً إن لم أراكِ...
البارحة تسألني عنكِ دمعة في جوفي ..أتدرين ماذا قلت لها !!! ... قلت لتلك الدمعة الخجولة : ويحا ً يا حزن أما شبعت قديما ً وارتويت كثيرا ً من علّيات جروحي المخّزنه منذ زمن في صمتي !!!
الى تلك الأديم التي بياض سمائها يمحق الكحل من عيني .. ويتركني أغزّل لها من كلماتي أجمل القصص التي تروى في مجالس العشق والى الابد .... أديم وكم لنفسي مطلب ٍ بإن تقيدك ِ في سجني المخمري الجدران ... ورمش عيني فيه القضبان ... طوعا ًلو حتى كراهيتا سأحاكمك ِ _ لكني لست بقاضي _ سأتعدى حقوق الانسان وأجتاز بفعلتي أشنع جرائم هتلر التي دثرها الزمان ... حتى يكون الحكم عليك ِ بالسجن المؤبد في قلبي ... فهنيئا ً لتك المطالب .. آه لو أستطيع أن أغيّر دستور الدنيا وقوانين العالم ... وقتها كان اسمي .. محمد اديم !!!!
محمد أديم ....
نعم مثل كثير عزة و عنترة وعبلة وقبلهم قيس وليلى .. ولكن ليس كمثلهم تماما ً ... وإنما تتلون يا أديم في سماء العشق أجمل الألوان ولكن لوني ولونك ليس كمثله مثيل !!! ... أتمنى في هذه اللحظة أن أرى تلك الألوان التي كانت !! تشع بنورك فإن نورك ياسيدتي مازال على صبغته الإولى .. أو هكذا إن لم يمّحي من لوحاتي !!! ...
والآن بعد هذه المقدمة لرسالتي أعتقد أني ياقلمي يجب أن أدخل في جو الحب والغزل والتغزل ... نعم هكذا تعتقدون يا أحرف الكلمات .... واقول لها احبك ِ وأغلاك ِ ....الخ ..... لا وأفاجئكم لن أقول لها إني احبك ِ .... اتدرون لماذا ... لإن حبها هو أساس عللي وكل أوجاعي يعني تلك المقدمة الغزلية لم تكن إلا من ذكريات الماضي ..!!!!
والآن علّي وعلى كلماتي أن تثير عاصفة أوجاعي وأن شأتي يا أديم أن تقرأيها فأنا لا أنصحك ...... وحتى بعد كل ما أصابني منك أخاف عليك ِ من كلماتي ... ويحا ً للوفاءمازال يجري مع عروق دمي ... وانت ِ مازلت ِ يا أديم كالشبح في عين الطفل حينما ينام وكل الأماكن معتمه غير قلبي يتوهج نورا ً فيجلس ويختبئ عنكِ وعن كل أشباحك !!!!!!!
السيدة أديم !!!
ولا أعرف إن كنت ِ مازلت ِ تقرأي رسالتي .. ربما ضميرك يؤنبك ..وهذا أحتمال مستحيل أن يحدث ..لإني أعرف ضميرك فهو كالشيطان الأعمى .. لايراى ماتفعلين ويوسوس لكِ لكي لاتري ماتفعلين ... على كل حال هكذا هو صنع يداك ِ .... وإلا تربت يداك ِ ...
يا أديم كل ذلك العشق ولم تجبري نفسك أن تبرريي ولو كذبا ً فعلاتك التي لطالما تكبلني بالصمت وتعذبني أسوء عذاب ... كنت أصبّر نفسي على اليقن بأنك لن تكفي عن عذابي .. لكن ويلاً من طلاسم وحجاب الحب والعشق وكم أغواني وأعماني .. وجرجرني وراء أذيال الغرام ....الغرام !!!
وأين ذلك الغرام .. ؟ ذلك الغرام وأسباب أعتناقي لإضغاث الأحلام ... ذلك الألم وأعاصير الدموع التي تسحق الندم .. يا أديم و لم أستطيع أن أكتب وأن أكمل لك ِ رسالتي ِ لا أعلم .. أصبحت أخشى أن أجمع الحروف .. وأن ألملم بقايا الشتات المنتثر على فوهة ذاكرتي .. ولكن سأمتنع قليلا عن الصمت وأرغم نفسي بالصراخ .. رغم نترت صوتي الهادئة التي أعتادها الجميع ... إذا ًزفي بورقتي هذه أسمى آيات الندم ليس ندما ً لي ولكن ندما لك ِ وكيف لا تندمين وأسمك قد كرهه الملايين ... !
اليوم تمنيت أمنية ورجائي من الرحمن أي يستجيبها .! .. هل تستطيعي أن تخمني ماهي ... ربما تبادر لذهنك الآن دعوة لي بإن يلعنك الله وبإن لايوفقك و بإن يإخذ بثأري ... أنتهيتي من تخميناتك ِ و وساوسك ِ التي لا تفكر إلا من الجهة الأخرى للأمور ... جهة الحاقدين والثائرين .... وهل يمكن أنك ِ لم تفكري بتلك الأمور .. حقيقتا لم أعرفك ِ يوما لم تفكري إلا بتلك الأمور .... ربما انا دعوت لربي دعوة أكثر من تلك حقدا . وربما وربما
..أنا سأبقى ملتزم الصمت حتى يحين الآوان بإن أخبرك ِ بماذا دعوت الله
.. سيدتي التي ضاقت وسعا ً بما قرأت من ذكرياتها هنا : هل تذكرين تلك الأوقات التي قضيناها معا ً .. هل تذكرين .... والله ِ ولإني متأكد أنك ِ لا تذكرين سإرجعك ِ للوراء رغما ًعن طموحاتك ِ التي تسبق الزمان وتعتقدين بإنها مصدر إلهامك بالتفائل بالحياة ... تفـــــائل ... نعم يا سيدة التفائل ماالذي جبركِ بإن تسحقي تاريخك ِ وتصعقي في لحن أغانيك ِ أسوأ صعقات ... كنت ِ السماء وماأخفت ورائها من أسرار .. وكنت ِ كالعصفورة تبلبلي بإعذب الإبتسامات .. كنت ِ الوطن في عيون المغتربين اللاجئين لبلاد الظلم .. كنت ِ تحفة الزمان وأروع من وصفْ كل الأنام .. ولكن ماالذي جبرك ِ بإن تعتقدي بإن تفائلك سيرفعك أكثر مما أنا رفعتك لقمة العاشقين
.. أهبطي .. أهبطي .. فلا تستحقي أن تبقى كالنجمة في جبيني .. فإن جبيني أطهر منك ِ وفيه علامات عبادتي وفيه هامتي التي لاتنحني إلا لربي عز مقامة ... يا أديم ولتتأكدي كم هو قلبك قاسي ومزيف ... لم تذرف عيناك ِ أي دمعة وكأنك ِ تقرأين جريدة الرأي أو الدستور وتبحثين عن أعلان للرشاقة .. أستفزني كلامي هذا ولم يستفزك .. وأقحم علي بعضا من ذكرياتي ..
عندما إلتسقت أصابعي في شرايين يدك ِ .. وأبتسمتي وقلتي لما ترتعش يداك يا محمد !! حينها كانت ساعات الاصيل تستشفي الغروب في يوما صيفيا حار !! .. وزاد أرتجافي كلما أحسست بنبضك كان جسدي كله يرتعش .. كان جسدي يتكلم بلغة لا يعرفها الجميع ... كنت أتعبد في صومعة جلدي و كانت عقيدتي وأيماناتي بالحب تصب فيك ِ أنت ِ ... كنت أهتز كالجبناء كالشيوغ والعجز لكن كنت أشعر برغبة بإن أرتعش للأبد فقد كان أحساس خيالي لم أشعر به من قبل ولم اتوقع انه بهذا السحر ..
والآن ترتعش يداي في حين كتابتي لك ِ ... وتملئني التعاسة بحجم كل الألام التي كبرت وتضخمت مع مسيرتي الطويلة على طريق الحزن وسوء الطالع .. ولكن يا أديم أنا لم أكتب لك ِ رسالتي هذه فقط لتشعري بمعاناتي للإني أعرف ماهو وصف شعورك .. لو كان يستحق لفهمتي لماذا أنا كنت قديما أرتعش ..
اليوم عن غير باقي أيامي زاد يا أديم طوفان اليأس وأجتاز حواجز الأمل القصيرة التي مازلتُ أبني بها .. ولكن تدمرت وانهدمت وأغرقني اليأس من جديد .. في لحظة الذروة وانفاسي تتحشرج عندما تذكرت من أنا .. وماذا أنجزت في الحياة ماذا قدمت .... كانت الذكرى تطرح مليون لحظة حزن من صفر لحظة أمل .. كان الناتج طبعا مئة بالمئة مليون حزن وحزن وتعب وموت وعجز وفقر .. من أنا ؟؟؟ أنا صفر ... أنا لاشيئ .. أنا عدم !!!
وأرغب الآن بإن أبكي و أبكي ... وحيدا ً في غرفتي بالقرب من النافذة التي تطل على منزلكم القديم .. أتذكرينها وكم من مرات جلست مقابها اتامل طلوع الفجر من فوق ورود بستانكم التي كانت تملاني آنذاك بعبق ٍ من تخيلات جسدتني أنا وأنت ِ في بلاد الأحلام .. هاجرتي وسعيتي لهثاً وراء سراب طموحاتك ... ولكن دعيني أبكي دعيني أعتصر ذلك العبق المسموم ...
أديم لاتستغربي مازال قلمي باول الطريق !!
ماذا سأحدثك وماذا سأكتب لك ِ ... أشعر بالغثيان ... أتكبد وسيلة الأحزان ... أنت ِ !... واللهِ أحاول أن ألتزم بالصمت لكن جبروت الوحدة يرعبني .. ويختض مع أمواج الأسى أجيج من غرابة طفولتي المحزنه ... حرمني الزمان من كل ما نشئ عليه الأطفال ... يتيم !! وعَجزت برائتي أن تتمم ملامحي الطفولية .. أحيانا _ لاوالله دائما _ كنت أتفجر بكائا ً ... نعم طفل .. كنت أتمنى أن يُحكي لي حكاية لكي أنام ...كنت أجمع قواي الضعيفه يوم أمرض تمنيت أمي تضع الكمادات البارده على جبيني .. تمنيت أبي يبتسم لي ويقبلني بكل شغف .. و كنت أتخيل دمية مثل التي كانت مع أقراني تكون لي ألاعبها و أرميها بعيدا لو مللت .. كنت أنتمي ومنذ صغري لطائفة المحرومين .. فلا غريب علي يا أديم لو أكدتي لي هذا ...
آه وكم هو الأرق يتمتع بإغتصاب أنثى السهر .. علني أتكئ قليلا ً على جانبي الأخر .. جانب المظهر المزيف .. وكم من أناس رؤني وكادوا يباركوا لي يظنون ان عندي مناسبة .. فإن أبتساماتي وضحكاتي المستمرة التي تواري جثمان الحزن في قلبي .. أعتقدوا بإنها تخفي أنسان يعيش أجمل أوقاته ويتفهم الحياة ... لكن وعساهم يبقوا يظنون أخشى أنتقاداتهم أخشى أي تدخلاتهم بحياتي المعقدة .. حتى أنت ِ يا أديم كنت ِ وربما مازلت ِ لحتى قرأتك رسالتي هذه كنت ِ تعتقدين بإني شخص يتصف بروعة احساسه وبروعة حياته و و و لكن أن في أشنع أحزان البشر !
تكلمت كثيرا عني نفسي . أريد أن أتكلم عنك ِ ..اه نعم ياسيدة التفائل وإلى أين اوصلك طموحك الذي كنت ِ تلهثين وراءه ونسيتي مابادئك أو بالأحرى تناسيتيها .. علمت مؤخرا ً من أحد أقاربك أنك يا أديم في حاله يرثى لها .. صراحتا لم أصدق .. ولكنه أكد لي ذلك .. لن أشمت ولن أتقهقه ضحكا ً ... هل وجدتي الدفئ مابين جدران ذلك القصر المزخرفة والمنقوشه بأشكال هندسية تمتع وتسحر العين .... هل وجدتي الهيبة في سيارتك المرسيدس السوداء .. هل زدتي جمالا ً بتصفيفات وقصات الكوفير الذي تزوريه كل يوم . هل زدتي جمالا أخبريني ... !!
وكأني أسمعك وكأني لن أسمعك بعد الآن وهكذا خنقتني الكلمات و تمنعني أن أتنفس من جديد هواء مدينتك الملوث و أفضل الموت في قرتي الفقيرة ولكن سأموت وكل من حولي سيبقوا يتذكروني للأبد لأني بقيت أعتز بهم للأبد .. فهم جروحي وكثيرا ً من المجهولين
في النهاية ويجب علي أن أختم رسالتي بالود والحب لأني عازم على الرحيل كان الله في عونك يا أديم ..... يا أديم أودعك بلا لقاء ولكن سأقول أخر كلماتي لك ِ
يارب أمنحها الحب و أستر عليها
هذه كانت دوعتي التي حدثتك عنها ... !!
أديم ويالا الأسف .. حاولت أن أكتشف تلك القمة لكن هويت من عال ٍ
وإذ بي أصبح ذكرى مؤسفه
محمد الحويطات
6 7 2009
بقلمي
_تأكدي أنك ِ مهما كتبت لك ِ لن أصل لقمة عشقك ... لكن سأحاول أن أكتشف تلك القمة !!!_
وأعرف أنه ُلايستحب ان ابدأ الرسالة بخطاب مباشر غامض لا يستفسر عن الصحة أو الحال لكني سأجعل من رسالتي هذه مميزة ... ومن سيمنع قلمي عن التعبير بأي شكل كان ...
نعم ... يا أديم من قلبي وإستغاثات نبضاتهُ ... أهديك ِ السلام ... ومن كيان كل من عرفني أنت ِ الكون الأجمل .. ولك ِ على شفاهي أمنية بإن تحضنك .. سيدتي لك ِ كل الاشواق تنتظر العودة من نسائم هبات تداعب خضل شعرك ... فأنا يا أديم شيئا ً جميل إن رأيتكِ .. ولا شيئ إطلاقا ً إن لم أراكِ...
البارحة تسألني عنكِ دمعة في جوفي ..أتدرين ماذا قلت لها !!! ... قلت لتلك الدمعة الخجولة : ويحا ً يا حزن أما شبعت قديما ً وارتويت كثيرا ً من علّيات جروحي المخّزنه منذ زمن في صمتي !!!
الى تلك الأديم التي بياض سمائها يمحق الكحل من عيني .. ويتركني أغزّل لها من كلماتي أجمل القصص التي تروى في مجالس العشق والى الابد .... أديم وكم لنفسي مطلب ٍ بإن تقيدك ِ في سجني المخمري الجدران ... ورمش عيني فيه القضبان ... طوعا ًلو حتى كراهيتا سأحاكمك ِ _ لكني لست بقاضي _ سأتعدى حقوق الانسان وأجتاز بفعلتي أشنع جرائم هتلر التي دثرها الزمان ... حتى يكون الحكم عليك ِ بالسجن المؤبد في قلبي ... فهنيئا ً لتك المطالب .. آه لو أستطيع أن أغيّر دستور الدنيا وقوانين العالم ... وقتها كان اسمي .. محمد اديم !!!!
محمد أديم ....
نعم مثل كثير عزة و عنترة وعبلة وقبلهم قيس وليلى .. ولكن ليس كمثلهم تماما ً ... وإنما تتلون يا أديم في سماء العشق أجمل الألوان ولكن لوني ولونك ليس كمثله مثيل !!! ... أتمنى في هذه اللحظة أن أرى تلك الألوان التي كانت !! تشع بنورك فإن نورك ياسيدتي مازال على صبغته الإولى .. أو هكذا إن لم يمّحي من لوحاتي !!! ...
والآن بعد هذه المقدمة لرسالتي أعتقد أني ياقلمي يجب أن أدخل في جو الحب والغزل والتغزل ... نعم هكذا تعتقدون يا أحرف الكلمات .... واقول لها احبك ِ وأغلاك ِ ....الخ ..... لا وأفاجئكم لن أقول لها إني احبك ِ .... اتدرون لماذا ... لإن حبها هو أساس عللي وكل أوجاعي يعني تلك المقدمة الغزلية لم تكن إلا من ذكريات الماضي ..!!!!
والآن علّي وعلى كلماتي أن تثير عاصفة أوجاعي وأن شأتي يا أديم أن تقرأيها فأنا لا أنصحك ...... وحتى بعد كل ما أصابني منك أخاف عليك ِ من كلماتي ... ويحا ً للوفاءمازال يجري مع عروق دمي ... وانت ِ مازلت ِ يا أديم كالشبح في عين الطفل حينما ينام وكل الأماكن معتمه غير قلبي يتوهج نورا ً فيجلس ويختبئ عنكِ وعن كل أشباحك !!!!!!!
السيدة أديم !!!
ولا أعرف إن كنت ِ مازلت ِ تقرأي رسالتي .. ربما ضميرك يؤنبك ..وهذا أحتمال مستحيل أن يحدث ..لإني أعرف ضميرك فهو كالشيطان الأعمى .. لايراى ماتفعلين ويوسوس لكِ لكي لاتري ماتفعلين ... على كل حال هكذا هو صنع يداك ِ .... وإلا تربت يداك ِ ...
يا أديم كل ذلك العشق ولم تجبري نفسك أن تبرريي ولو كذبا ً فعلاتك التي لطالما تكبلني بالصمت وتعذبني أسوء عذاب ... كنت أصبّر نفسي على اليقن بأنك لن تكفي عن عذابي .. لكن ويلاً من طلاسم وحجاب الحب والعشق وكم أغواني وأعماني .. وجرجرني وراء أذيال الغرام ....الغرام !!!
وأين ذلك الغرام .. ؟ ذلك الغرام وأسباب أعتناقي لإضغاث الأحلام ... ذلك الألم وأعاصير الدموع التي تسحق الندم .. يا أديم و لم أستطيع أن أكتب وأن أكمل لك ِ رسالتي ِ لا أعلم .. أصبحت أخشى أن أجمع الحروف .. وأن ألملم بقايا الشتات المنتثر على فوهة ذاكرتي .. ولكن سأمتنع قليلا عن الصمت وأرغم نفسي بالصراخ .. رغم نترت صوتي الهادئة التي أعتادها الجميع ... إذا ًزفي بورقتي هذه أسمى آيات الندم ليس ندما ً لي ولكن ندما لك ِ وكيف لا تندمين وأسمك قد كرهه الملايين ... !
اليوم تمنيت أمنية ورجائي من الرحمن أي يستجيبها .! .. هل تستطيعي أن تخمني ماهي ... ربما تبادر لذهنك الآن دعوة لي بإن يلعنك الله وبإن لايوفقك و بإن يإخذ بثأري ... أنتهيتي من تخميناتك ِ و وساوسك ِ التي لا تفكر إلا من الجهة الأخرى للأمور ... جهة الحاقدين والثائرين .... وهل يمكن أنك ِ لم تفكري بتلك الأمور .. حقيقتا لم أعرفك ِ يوما لم تفكري إلا بتلك الأمور .... ربما انا دعوت لربي دعوة أكثر من تلك حقدا . وربما وربما
..أنا سأبقى ملتزم الصمت حتى يحين الآوان بإن أخبرك ِ بماذا دعوت الله
.. سيدتي التي ضاقت وسعا ً بما قرأت من ذكرياتها هنا : هل تذكرين تلك الأوقات التي قضيناها معا ً .. هل تذكرين .... والله ِ ولإني متأكد أنك ِ لا تذكرين سإرجعك ِ للوراء رغما ًعن طموحاتك ِ التي تسبق الزمان وتعتقدين بإنها مصدر إلهامك بالتفائل بالحياة ... تفـــــائل ... نعم يا سيدة التفائل ماالذي جبركِ بإن تسحقي تاريخك ِ وتصعقي في لحن أغانيك ِ أسوأ صعقات ... كنت ِ السماء وماأخفت ورائها من أسرار .. وكنت ِ كالعصفورة تبلبلي بإعذب الإبتسامات .. كنت ِ الوطن في عيون المغتربين اللاجئين لبلاد الظلم .. كنت ِ تحفة الزمان وأروع من وصفْ كل الأنام .. ولكن ماالذي جبرك ِ بإن تعتقدي بإن تفائلك سيرفعك أكثر مما أنا رفعتك لقمة العاشقين
.. أهبطي .. أهبطي .. فلا تستحقي أن تبقى كالنجمة في جبيني .. فإن جبيني أطهر منك ِ وفيه علامات عبادتي وفيه هامتي التي لاتنحني إلا لربي عز مقامة ... يا أديم ولتتأكدي كم هو قلبك قاسي ومزيف ... لم تذرف عيناك ِ أي دمعة وكأنك ِ تقرأين جريدة الرأي أو الدستور وتبحثين عن أعلان للرشاقة .. أستفزني كلامي هذا ولم يستفزك .. وأقحم علي بعضا من ذكرياتي ..
عندما إلتسقت أصابعي في شرايين يدك ِ .. وأبتسمتي وقلتي لما ترتعش يداك يا محمد !! حينها كانت ساعات الاصيل تستشفي الغروب في يوما صيفيا حار !! .. وزاد أرتجافي كلما أحسست بنبضك كان جسدي كله يرتعش .. كان جسدي يتكلم بلغة لا يعرفها الجميع ... كنت أتعبد في صومعة جلدي و كانت عقيدتي وأيماناتي بالحب تصب فيك ِ أنت ِ ... كنت أهتز كالجبناء كالشيوغ والعجز لكن كنت أشعر برغبة بإن أرتعش للأبد فقد كان أحساس خيالي لم أشعر به من قبل ولم اتوقع انه بهذا السحر ..
والآن ترتعش يداي في حين كتابتي لك ِ ... وتملئني التعاسة بحجم كل الألام التي كبرت وتضخمت مع مسيرتي الطويلة على طريق الحزن وسوء الطالع .. ولكن يا أديم أنا لم أكتب لك ِ رسالتي هذه فقط لتشعري بمعاناتي للإني أعرف ماهو وصف شعورك .. لو كان يستحق لفهمتي لماذا أنا كنت قديما أرتعش ..
اليوم عن غير باقي أيامي زاد يا أديم طوفان اليأس وأجتاز حواجز الأمل القصيرة التي مازلتُ أبني بها .. ولكن تدمرت وانهدمت وأغرقني اليأس من جديد .. في لحظة الذروة وانفاسي تتحشرج عندما تذكرت من أنا .. وماذا أنجزت في الحياة ماذا قدمت .... كانت الذكرى تطرح مليون لحظة حزن من صفر لحظة أمل .. كان الناتج طبعا مئة بالمئة مليون حزن وحزن وتعب وموت وعجز وفقر .. من أنا ؟؟؟ أنا صفر ... أنا لاشيئ .. أنا عدم !!!
وأرغب الآن بإن أبكي و أبكي ... وحيدا ً في غرفتي بالقرب من النافذة التي تطل على منزلكم القديم .. أتذكرينها وكم من مرات جلست مقابها اتامل طلوع الفجر من فوق ورود بستانكم التي كانت تملاني آنذاك بعبق ٍ من تخيلات جسدتني أنا وأنت ِ في بلاد الأحلام .. هاجرتي وسعيتي لهثاً وراء سراب طموحاتك ... ولكن دعيني أبكي دعيني أعتصر ذلك العبق المسموم ...
أديم لاتستغربي مازال قلمي باول الطريق !!
ماذا سأحدثك وماذا سأكتب لك ِ ... أشعر بالغثيان ... أتكبد وسيلة الأحزان ... أنت ِ !... واللهِ أحاول أن ألتزم بالصمت لكن جبروت الوحدة يرعبني .. ويختض مع أمواج الأسى أجيج من غرابة طفولتي المحزنه ... حرمني الزمان من كل ما نشئ عليه الأطفال ... يتيم !! وعَجزت برائتي أن تتمم ملامحي الطفولية .. أحيانا _ لاوالله دائما _ كنت أتفجر بكائا ً ... نعم طفل .. كنت أتمنى أن يُحكي لي حكاية لكي أنام ...كنت أجمع قواي الضعيفه يوم أمرض تمنيت أمي تضع الكمادات البارده على جبيني .. تمنيت أبي يبتسم لي ويقبلني بكل شغف .. و كنت أتخيل دمية مثل التي كانت مع أقراني تكون لي ألاعبها و أرميها بعيدا لو مللت .. كنت أنتمي ومنذ صغري لطائفة المحرومين .. فلا غريب علي يا أديم لو أكدتي لي هذا ...
آه وكم هو الأرق يتمتع بإغتصاب أنثى السهر .. علني أتكئ قليلا ً على جانبي الأخر .. جانب المظهر المزيف .. وكم من أناس رؤني وكادوا يباركوا لي يظنون ان عندي مناسبة .. فإن أبتساماتي وضحكاتي المستمرة التي تواري جثمان الحزن في قلبي .. أعتقدوا بإنها تخفي أنسان يعيش أجمل أوقاته ويتفهم الحياة ... لكن وعساهم يبقوا يظنون أخشى أنتقاداتهم أخشى أي تدخلاتهم بحياتي المعقدة .. حتى أنت ِ يا أديم كنت ِ وربما مازلت ِ لحتى قرأتك رسالتي هذه كنت ِ تعتقدين بإني شخص يتصف بروعة احساسه وبروعة حياته و و و لكن أن في أشنع أحزان البشر !
تكلمت كثيرا عني نفسي . أريد أن أتكلم عنك ِ ..اه نعم ياسيدة التفائل وإلى أين اوصلك طموحك الذي كنت ِ تلهثين وراءه ونسيتي مابادئك أو بالأحرى تناسيتيها .. علمت مؤخرا ً من أحد أقاربك أنك يا أديم في حاله يرثى لها .. صراحتا لم أصدق .. ولكنه أكد لي ذلك .. لن أشمت ولن أتقهقه ضحكا ً ... هل وجدتي الدفئ مابين جدران ذلك القصر المزخرفة والمنقوشه بأشكال هندسية تمتع وتسحر العين .... هل وجدتي الهيبة في سيارتك المرسيدس السوداء .. هل زدتي جمالا ً بتصفيفات وقصات الكوفير الذي تزوريه كل يوم . هل زدتي جمالا أخبريني ... !!
وكأني أسمعك وكأني لن أسمعك بعد الآن وهكذا خنقتني الكلمات و تمنعني أن أتنفس من جديد هواء مدينتك الملوث و أفضل الموت في قرتي الفقيرة ولكن سأموت وكل من حولي سيبقوا يتذكروني للأبد لأني بقيت أعتز بهم للأبد .. فهم جروحي وكثيرا ً من المجهولين
في النهاية ويجب علي أن أختم رسالتي بالود والحب لأني عازم على الرحيل كان الله في عونك يا أديم ..... يا أديم أودعك بلا لقاء ولكن سأقول أخر كلماتي لك ِ
يارب أمنحها الحب و أستر عليها
هذه كانت دوعتي التي حدثتك عنها ... !!
أديم ويالا الأسف .. حاولت أن أكتشف تلك القمة لكن هويت من عال ٍ
وإذ بي أصبح ذكرى مؤسفه
محمد الحويطات
6 7 2009
بقلمي