حكايتي قصيرة
تَعلَّمُ بها الدموع
تَعلَّمَ الحزن منها معنى الحزن
نسجتها أناملي من أشواك الأيام
نزفت دمائي أنهاراً لتكوي بها قلوب حيارى الدرب
حكايتي تَعلَّمَ منها الطير السجن
وراء القضبان...
حكايتي مدرسه لكل التعساء
تحمل عنوان "مدرسه الأحزان"
تُعلِّم بحروف الزمن الغدّار
تكتب حروفها بحبر جُمِعَ
من دماء قلب كل حزين على هذه الأرض
حكايتي تحمل معنى الكره والجفاء
كره تعلمته من أيامي القاسية
تعلمت معنى كل حرف فيه
بكل دقه فحرفُ الكاف يعني
" كما تحب الناس تصدم وتقتل
بخنجر الغدر الحاقد"
وحرف الراء
"رسم ابتسامه على وجوه البشر
تحمل معاني البغض والحقد المؤلم"
وحرف الهاء
" همسات قيلت في ماضٍ يحمل
ذكريات حفرت في الصميم لتبقى
حاجز بينك وبين السعادة"
كنت صغيرة لم أتعلّم سوى كلمه
الحب للناس وكانت كلمه الكره لا
يوجد لها معنى في قاموس حياتي
حتى بدأ الناس بخلع أقنعة الحنان
والإخلاص لتكتشف وجوه بشعة
لا تحمل سوى القد والقسوة والأذى لك
وأخذت أتعلم كرهي لهم يوم بعد يوم
حتى وصلت إلى أن اكره نفسي لأن
نفسي سبب في حزني العميق واكتشافي بأنني
أملك قلب رقيق بدأ يتحجر يوم بعد يوم
حتى وصل إلى قسوة الصخور بعد أن
كان كورق الزهور...
أصبحت أيامي كالحريق الذي يبقى يأكل ويأكل
إلى أن يدمركل شئ في طريقه ليصبح رمادا منثورا
حكايتي مع كل البشر حكاية أسير
حكم عليه بالمؤبد فهذا الأسير ينتظر
يوم مماته لأنه أرحم له ومع علمه
بأنه يموت كل يوم آلاف المرات
في سجنه المظلم الذي يسوده لون أسود
قاتم لا يعرف غير هذا اللون الحزين...
حكايتي بكل برائه
كانت مع شخصٍ أردت أن ابحث
معه عن السعادة المفقودة والتي انتهت
بتعلمي الحزن بعمقٍ أكثر...
حكايتي كانت مع كل زهرة
حاولت قطفها فأدمت أناملي بأشواكها
حكايتي كانت مع كل نسمه
تمر من أمامي
تحولت بعد ذلك لريح عاصفه
حملت الرمال لتدمع عيناي
لتعلمني معنى الدموع...
حكايتي كانت مع كل
كأس ماءٍ صافيه حاولت أن أشربه فتحول
إلى غصه في حلقي حاولت قتلي
لتعلمني معنى الألم
حكايتي كانت مع القمر
الذي حاولت أن اسرد له حكايتي
فغطاه غيمٌ أسود أنزل أمطراً غزير
ليعلمني معنى الوحدة
حكايتي كانت مع قلمي
الذي حاولت كتابه حكايتي به
فجفَ ليمتنع عن الكتابة
ليعلمني معنى القسوة
حكايتي كانت مع كل المخلوقات
التي حاولت أن أصرخ بصوت
يسمعونه فصدمت أن صوتي لا يخرج
لأقف باكيه متألمة وحيدة
لأتعلم الحزن لا غير
وكبرت وكبر حزني معي حتى انني
أصبحت لا أجيد سوى
الحزن.. والكره.. والدموع
والألم... والقسوة...
هذه هي حكايتي يا ساده
ومن يرد تعلم الحزن
فليسأل عن مدرسه الأحزان
شارع الألم... رقم التعاسه... مدينه الوحدة
دوله الدموع...
وسيجد المدرسة مبنية من صخور سوداء
تحيط بها رمال تنبت فوقها أشواك
صفراء لونها شاحب...
تغطيها غيوم رمادية لا تحمل الأمطار
ومن يجدها سيجد نفسه أنه كتب له الحزن و التعاسه والألم
والوحدة للأبد
مُدَّرسَه الأحزان