أشياء كثيرة تستفزنا بسادية تطغى على الأشخاص، وتبعثر فينا ما أخذ منا عمراً في ترتيبه، وإعادة صياغته
أشياء تتفرد في تعذيبنا، تأتينا على هيئة أشباح ماضينا، تحيي ما بتنا دهراً في قتله، تهز فينا شعيرات أجسادنا، وتتربص بنا حتى تنتهي منا..
نحن قادرون على مواراة أحدهم مقبرة النسيان، ولكننا لا نستطيع أن ندفن أشياءه الخاصة معه، لا نستطيع أن نحمّله رائحته التي علقت على أيدينا، ولا كلمات ترن في مسامعنا، ولا طعم قهوة أحبها، ولا نقدر أن ندفن معه جملة من الأماكن التي طبع عليها ختم وجوده فيها...
الأشياء لا تموت، مهما كانت صغيرة، إنها أكبر ما يعلق بنا، ونتعثر به ليحل بنا، ويأبى أن يغادرنا، ..
أشياء كهذه،.. تحتاج إلى ثقوب في الذاكرة...،
آخر الهمس
"نحن لا نشفى من ذاكرتنا!
ولهذا نحن نكتب، ولهذا نحن نرسم،
ولهذا يموت بعضنا أحياناً....!"