قبل الحافة :
لاشيء ..
حقا لاشيء .. !!
الساعة الآن السادسه مساء ، كل الساعات تشبه بعضها عند المساء ،
حيث غياب الذين نحبهم ..
كل الشفاة ترتسم حنينا .. كل الشفاة مائلة للصمت ..
الآن أمضي وقتي في كتابة نص لآخر لا يسمعني ،
ولكنه قريب جدا ..
أعلم أنه قريب .. قريب جدا ..
أكاد أشعر بأنفاسه تمر بمحاذاة ضجر يتـلبسني الآن ..
ربما أفعل ما قررته منذ زمن ..
أظنني أكثر جرأة من أي وقت آخر ..
هذا ما أدبره الآن ..
دعاء يدور في داخلي :
" اللهم دبرني ، فإني لا أحسن التدبـير "
...
الآن عرفت ما هو أسرع من الضوء ..
وأسرع من الصوت ..
تبا لك أيتها الخيبة ..
تبا لك أيها الخذلان ..
ما أسرعكما !!
...
أظنني محتاج الآن لهذا القرار ..
وأظنه هو من يملك رصيدا كافيا للصرف في عقلي ..
ربما أكون مبالغا .. ولكن هذا ما أجيده .. ولست أجيد غيره ..
...
هذا ما سأفعله الآن ..
"سـأتـركـني هـنـا "
وألوذ بالفرار .. سأغادر عني ، ولن أترك عنوانا لأعود إليّ ..
سأمضي هكذا دون أن أخبر نفسي ، أين سأقيم ..
لن أترك علامة للقاء ..
أنفاسي سأتركها على الطاولة للتموية ..
عيناي سأضعهما في محلول كي لا تـفسدا ..
سأثبت جسدي بمسمار إلى الجدار ، سأرفعه عن الأرض قليلا ..
سأترك حذائي أمام الباب ، وأخفي فيه صوتي كي لا يشعر بالملل ..
مضطر أنا لهذا القرار ..
فمن أين لي بممحاة تكفي لمحو عمري بالكامل ..؟؟
سأضّيع كل الخرائط كي لا أعود ..
سأنسى جغرافية العالم ، بما فيها مناخ حزني وطقسه ..
سأطمس عنوانا خططته على قلبي ذات مرة ..
سأنساني .. كي لا أتذكرني ..
....
بحاجة أنا لهذا القرار ..
" اللهم دبرني ، فإني لا أحسن التدبـير "
على الحافة :
أقسم لك أنه لاشيء ..
امنيه : ان يكون مسائكم افضل من مسائي اللعين