لوحة للفنان ميلان كوهوت تقارن بين الغطرسة الأميركية والغطرسة الإسرائيلية
تسبب الفنان التشكيلي الأميركي ذو الأصل التشيكي ميلان كوهوت المعروف بسخريته اللاذعة، في طرد مدير صالة عرض بوسط العاصمة براغ بسبب عرضه لوحة كتب عليها مقارنة تساوي بين السياسة الأميركية والسياسة الإسرائيلية عبر قيام الأولى بطرد الهنود الحمر والثانية بطرد الفلسطينيين وقيام إسرائيل.
وأفاد للجزيرة نت بعض مستأجري المحلات في حي دلوها حيث توجد صالة روكسي التي أقيم فيها المعرض، أن مالك البناية يهودي الأصل وأن المعرض استأجرته إحدى الجمعيات الخيرية التشيكية.
وأشاروا إلى أنه تقام في تلك البناية أغلب نشاطات الجالية الإسرائيلية الأمر الذي لم يستغربه هؤلاء عند سماعهم بطرد مدير الصالة، بل أبدوا استغرابهم أكثر عند سماعهم أن مثل هذا المعرض قد أقيم هناك حسب قول رومان تفردي مالك أحد المطاعم في الحي.
مدخل صالة روكسي حيث أقيم المعرض
حادثة مماثلة
وقال المشرف على تقديم الخدمات في قاعة العرض ميروسلاف شراميك إن مدير قاعة روكسي للعرض ميلان ميكولاشتيك المقال، لم يلتزم الصمت بعد تلك الضجة التي تسبب فيها والتي كانت السبب في إقالته بعد أن سمح بمعرض مماثل قبل شهر للفنان البولوني بيتر فووس شبه في إحدى لوحاته نجمة داود بشعار النازية.
وأوضح شراميك أنه بعد نصف ساعة من افتتاح معرض الفنان البولوني طلب من ميكولاشتيك إزالة اللوحات، لكن الفنان رفض فقام شخصان بتحطيم اللوحات وطرد الفنان البولوني وتحميل ميكولاشتيك المسؤولية عن إقامة المعرض.
وقال شراميك للجزيرة نت إن تلك الحادثة إضافة إلى حادثة معرض الفنان كوهوت تسببتا في إقالة ميكولاتشيك، وقد نصحه بعض أصدقائه بأن لا يقوم بتصعيد الموقف، لكنه نشر مؤخرا مقالة في مجلة أ2 البراغية المعروفة بتغطيتها لأخبار الثقافة شرح فيها كل ملابسات القضية.
كما شرح في المقالة طريقة تحطيم لوحة الفنان البولوني من قبل أشخاص اعترف أحدهم بأنه كان قبل تعاطفه مع اليهود يناصر النازيين لكنه تراجع عن ذلك بعد اكتشافه أن أحد أقربائه من أصل يهودي انضم إلى جاليتهم في براغ، حسب قول ميكولاتشيك للمجلة.
كوهوت في صورة له تحاكي معتقلي سجن أبوغريب
غطرسة أميركا
ويجسد الفنان كوهوت عبر صور كبيرة في المعرض ما تفعله الولايات المتحدة في العالم من غطرسة وتمرد نتج عنه قتل وتعذيب الأبرياء، ومن هذه الصور صورة له يحاكي فيها معتقلي سجن أبوغريب ويعلق عليها بالقول "قليل من الضحك فقط".
وتوضح اللوحة التي تسببت في إقالة مدير صالة العرض بالكلمات كيف نشأت الولايات المتحدة بعد إبادتها للهنود الحمر السكان الأصليين وعدم اختلاف ذلك عما يحصل في فلسطين من قتل وتشريد هناك من أجل قيام دولة إسرائيل.
ويكرر الفنان نفس اللوحة مع تناقص في عدد الكلمات لتظهر آخر لوحة بدون كلمات إشارة إلى أنه لا يوجد من يقرأ تلك الكلمات وبالتالي فالأمر مدبر.
يذكر أن كوهوت كان قد هرب من النظام الشيوعي في بلاده عام 1986 إلى الولايات المتحدة وانتقد النظام الشمولي أيام الاتحاد السوفياتي لكنه فوجئ حسب قوله بنظام رأسمالي لا يكل عن الكذب والدجل.
وحوكم كوهوت أكثر من مرة في ولاية بوسطن الأميركية بسبب مواقفه المناهضة للسياسة الأميركية الأمر الذي دفعه إلى زيادة نشاطه في العديد من الدول وقد تعرض للأذى الجسدي في عدة أماكن وانتهى به الأمر إلى المستشفى في بعض الأحيان.