ارد على تصريحات الارهابي ارئيل الداد من حزب الاتحاد القومي وهو عضو في الكنيست الاسرائيلي وقد قدم اقتراحاً الى جدول اعمال الكنيست ضد فكرة حل الدولتين وعلل اقواله ومعارضته زاعماً انه يجب ان تقوم دولة فلسطينية شرقي نهر الاردن نظراً للكثافة السكانية الفلسطينية هناك وغرب النهر تكون دولة واحدة هي اسرائيل وهذا هو حل الدولتين الوحيد الممكن في ادعائه واذكر بما كان سبق من تصريحات شبيهة في اذار عام 2006 على لسان الجنرال الاسرائيلي يائير نافيه فقد رد الملك انذاك عبر وكالة الانباء الفرنسية في 16/3/2006 بقوله الاردن هو الاردن وفلسطين هي فلسطين.. هناك خيار فلسطيني فقط وعلى الاسرائيليين والعالم ان يتعاملوا مع هذه الحقيقة. وكان الملك يومها قد حذر من ان اي توجيه ضربة الى ايران سوف يفجر الوضع الاقليمي برمته..
على ماذا تراهن اسرائيل في استمرار عدوانها وادعاءاتها الخطيرة الجديدة هل تراهن على المدّ الاسلامي المتطرف ليصنع لها العدو الذي تريده ويمكنها من الهروب من استحقاقات عملية السلام.. اذا كان الامر كذلك فردّ الملك انذاك كان على مثل هذه التصريحات نحن في الاردن لا نقلق من فوز الاسلاميين طالما انهم منضوون تحت الدستور ويخدمون انظمتنا وقوانينا وطالما كان ولاؤهم واولويتهم الاردن ومصالح الاردنيين اذن ليلعب اليمين الاسرائيلي غيرها وليبحث عن ذرائع لعدوانه لم تعد مكشوفة فالاردن يعرف ما يريد وعلى الاسرائيليين قبول الرؤية الدولية في حل الدولتين..
لا يجوز التطيّر من الترهات الاسرائيلية ولا يجوز تكرار صداها البائس او المغرق في مناقشتها وترويجها فقد طالب الملك بادارة الظهر لمثل هذه التصريحات وترك الرّد عليها للقنوات الرسمية والدبلوماسية والاوساط الدولية لفضح السياسات الاسرائيلية بمزيد من الوعي الذي لا تريد اسرائيل ان تستعمله وتعمل على اغراقه بتصريحاتها المجنونة لاستقطاب تصريحات شبيهة..
الاردن قادر على مواجهة التصريحات اليمينية الارهابية الاسرائيلية المتطرفة بمزيد من العمل لاجبار اسرائيل على دفع استحقاق عملية السلام ، ولابد من ان تؤخذ تصريحات الملك التي قالها في اعقاب لقائه مع الرئيس اوباما بمنتهى الجدية حين قال ان العالم يجب ان يجبر اسرائيل على حل الدولتين وانفاذ هذا الحل والاّ فان الصراع الذي يمكن ان يكون حرباً سيقع خلال عام او عام ونصف..
وكذلك لقائه الجاف مع رئيس الوزراء نتنياهو في العقبة وقد خرج نتنياهو فاشلاً فقد واجهه الملك بحل الدولتين فقط..
الكرة الان في ملعب اسرائيل ومؤيديها.. هل تقبل حل الدولتين ؟ وهو ما سننتظر لنراه خلال الايام القادمة الحاسمة والتي سيتحدث فيها الرئيس اوباما في القاهرة مخاطباً العرب والمسلمين والعالم من اجل شرق اوسط مستقر تجبر فيه اسرائيل على وقف عدوانها المسبب لعدم الاستقرار. فالموقف الاوبامي كان واضحاً في الطلب من اسرائيل وقف الاستيطان على الارض الفلسطينية وفي قبول حل الدولتين وهو موقف يوازيه الموقف الاوروبي وموقف معظم دول العالم وهذا الموقف يجري الشغب عليه ومحاولة رده واحتوائه من جانب اسرائيل التي اطلقت موجة جديدة من الاستيطان في غور الاردن والقدس عشية زيارة نتنياهو للبيت الابيض وهاهي تطلق عبر الكنيست ومن يمينها الحاكم المتطرف ما هو اخطر من ذلك حين تقترح التصويت في الكنيست وتضمين جدول اعماله مشروع قرار يقول بأن الاردن هي فلسطين. وهذا يأتي عشية زيارة الرئيس اوباما للقاهرة..
لابد من وضع حدّ للترهات الاسرائيلية واجبار اسرائيل التي قفزت عن كل حواجز واطارات الشرعية الدولية ان تجبر للعودة الى هذه القرارات لتكون دولة ليست فوق القانون..
لقد انتهى الزمن الذي يمكن لاسرائيل فيه ان تعربد في المنطقة وان تركب اعلى دباباتها وطائراتها لتقوم بحرب يسميها يمينها نزهة.. فقد انكسرت شوكتها اكثر من مرة ولم يعد صديقها الاميركي في البيت الابيض الان يؤيد حماقاتها وغلوها وعنادها. وقد تدفعها عقلية اليمين المغامرة الى ارتكاب مغامرة جديدة حمقاء تودي بها سواء على شكل التفرد بقيام بضربة لايران او على شكل تصدير ازمتها وكونها تحت الضغط والحساب الدولي بالخروج مرة اخرى لضرب سوريا أو حزب الله في لبنان..
اسرائيل الان تفقد صوابها بهذا اليمين الذي يحكمها والذي لا يستعمل الاّ لغة الحرب والعدوان وضرورة الرّد على العرب. فالعرب الذين انجزوا مبادرة السلام العربية وحملوها وكلفوا الملك عبد الله الثاني الترويج لها بعد قمة الدوحة تواجههم اسرائيل بكل هذا الغثاء من الردود والدعوات فماذا هم فاعلون ؟ وهل بدأ العد التنازلي للدولة التي نفخها اليمين كالبالون ليأتي يوم تنفيسها وقد فهم العالم ضرورة ذلك فقد اصبحت كلفتها على الاستقرار اكثر من قدرتها على استمراره..والايام بيننا!!!:Jordan:
لمن اصابهم العمى........... الاردن هو الاردن!!
