بســـــــــــــ الله الرحمن الرحيم ـــــــــــــــــــــــــــــم
الســــــ عليـــــكم ـــــــــــلام
أيهما خلق الله قبل الزمان أم المكان
الســــــ عليـــــكم ـــــــــــلام
أيهما خلق الله قبل الزمان أم المكان
المعلوم أن الزمان في حياتنا ينتج عن تعاقب الليل والنهار
من دوران الأرض حول نفسها ...
وهذا يدل على أن المكان قد خلق قبل الزمان...
ولكن القرآن الكريم ذكر الليل والنهار عند قوله عن خلقهما قبل الشمس والقمر...
يقول الله تعالى:"وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ",
وعن عكرمة: أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: ما يوم الأحد فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم:
خلق الله فيه الأرض وبسطها، قالوا فالاثنين قال: خلق الله فيه آدم،
قالوا: فالثلاثاء قال: خلق فيه الجبال والماء وكذا وكذا وما شاء الله،
قالوا: فيوم الأربعاء قال: الأقوات، قالوا: فيوم الخميس قال: خلق السموات،
قالوا: فيوم الجمعة قال: خلق الله في ساعتين الليل والنهار،
ثم قالوا: السبت -وذكروا الراحة- قال: سبحان الله! فأنزل الله:
"وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ".
فهذا يدل على أن الزمان خلق قبل المكان...فكيف يمكن أن نوفق بينهما
الزمن...هذا المفهوم الذي حير العلماء وهو محط أنظارهم وأبحاثهم ,
وكلنا يهتم به ويحاول أن يعرفه ...فأعمارنا تقاس به وكل شئ يقرن به ..
حتى المسافات الشاسعة أصبحت تقاس بالسنة الضوئية...
وطالما أن الكون له بداية زمنية محددة فلا بد أن يكون قد أوجده ( مبدىء )
لأنه لا يمكن أن يكون قد بدأ بنفسه .
وقد حث القرآن الإنسان على البحث والإستدلال والدراسة في نشأة
الكون وبداية الخلق,يقول الله تعالى:"قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ"
...وأما قوله تعالى:"وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ"...
فالأيام هنا المراحل او الأطوار وليست أيامنا هذه التي نعهدها
وذلك لأن اليوم لغة عبارة عن زمان مكث الشمس فوق الأرض
من الطلوع إلى الغروب، وحينها لم يكن هناك لا أرض ولا شمس.
وكذلك لم يذكر القرآن قرينة تدل على ماهية هذه الأيام كما فعل في
غيرها من الآيات كما في قوله تعالى:
" وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْماً عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ",
او في قوله تعالى:
"يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ"...ففي هاتين الآيتين ذكر الله تعالى عبارة:"مِّمَّا تَعُدُّونَ"
قرينة تدل على أيامنا هذه وأما في آية خلق السموات والارض لم يذكر ذلك...
وقد أجمع المفسرون على أن الأيام الستة للخلق قسمت إلى ثلاثة أقسام
متساوية كل قسم يعادل يومين من أيام الخلق بالمفهوم النسبي للزمن .
وعلى ما تقدم فالزمن بمفهومنا الارضي خلق مع الكون, أي أن بدء الزمان والمكان
قد وقع مع خلق الكون.