هاهو الإنسان يخلق ضعيفا مسكينا .. يقف بكل اندهاش ...!!
حائرا أمام مفترقين خطيرين ..
أحدهما تحفه الورود والزهور وينطلق عبر سمائه عبير تلك الورود ليجد
الإنسان نفسه يمضي رغما عنه لتتخطفه يد الظالمين ليدعوه في هذا المسلك القذر ..
ليعيش حياة القذارى ويذرف دمع الحيارى .. صارخا وهو يمشي ..
فأول هذا الطريق الورود لكنه لا يلبث أن يظلم شيئا فشيئا لتبدأ أشباح
الظلام ترفرف بأجنحة الشر ..
لتقتلع تلك الزهور المخدوعة ..
وترميها بعيدا ليمسك ذلك المسكين رأسه ليصرخ ويصرخ ..
وتتردد آهاته لتصدم بجدران العذاب وترجع خائبة ذليلة ..
لتزيده ألما على ألمه .. وحسرة على حسرته ..
لتبدأ جيوش القهر تحرق جسده على ما فعل ..
أما أصحاب الطريق الآخر فطريقهم بدايته موحشة لما فيها من الأشواك والصعوبات ..
التي تتحدى سالك ذلك الطريق ..
لكنها ما تزال تنقرض رويدا رويدا حتى يبدأ بصيص الأمل يظهر من بعيد وشموس
الإنتصار تنير له دروبه ليسير نحو النصر ويقبض على ثمرته بكلتا يديه ..
فهذه الثمرة غالية لأن طريق الحصول عليها كان صعبا أيضا ..
ليخلد بنعيم هذه الثمرة التي يتمناها ويرنو الحصول عليها جميع من يعلم حقيقتها ..
هذه الثمرة التي كانت مقصدا وهدفا يصبو إليه من فطن لهذه الدنيا وسار
على درب الصراط المستقيم ..
سيار متواصلا و لا يقف إلا ليتزود بقليل من الزاد والعتاد ..
ومن ثم يواصل السير من جديد حتى يبلغ مقصده ومراده ليطل من أعلى هذا
الدرب عند نهايته على تلك الدار الكبيرة الواسعة ..
التي فيها كل ما تشتهي النفس وتريده من لذات ومحببات إليها ..
فيها الخادمات والزوجات الجميلات ..
أهداهن إليه رب السموات والأرض ..
دار يزينها ربنا سبحانه وتعالى بيديه لعباده المتقين دار لبنها من الذهب والفضة ..
وترابها المسك والزعفران ..
تجري عبر أراضيها أنهار كبيرة من اللبن والخمر والعسل ليتمشى ساكنها بكل
إرتياح ليأخذ ما يريد ..
جعلنا الله من ساكنيها ومن المتجولين فيها أيضا وسهل لنا طريق الوصول إليها ..
فأي الطريقين تختار ..؟؟
وفي أي الطريقين أنت الآن ..؟؟