نشامى فعل وكلمة : من قصص مرشحي أهل الهمة
زاد الاردن -
سويلم بسيم الريحاني
«مرض السرطان لم يعد يخيفنا ، فرُبَّ حياةْ تكون في الموت وربَّ موتْ يجيءُ من طلب الحياة»
بدأت قصة سويلم الريحاني عندما عَلًم بأنه مصاب بسرطان الدم في أوائل عام ألفين وثلاث ، و كان يبلغ من العمر حينها خمسة عشر عاماً ، وعندما شعر بالتحسن في نهاية ذلك العام بدأ بالتطوع في مركز الحسين للسرطان ليساهم في التخفيف عن الأطفال المصابين بالسرطان من خلال التطوع في المخيمات الصيفية التي يعقدها المركز.
وهو على مقاعد الدراسة في الجامعة ، يعمل كمنسق بين مكتب خدمة المجتمع في جامعته ومركز الحسين لتقديم أي شكل من أشكال الخدمة لمرضى السرطان من خلال برنامج "نسائم أمل" الذي يقيم النشاطات المختلفة لمرضى السرطان كأن يأخذوا سيدات مصابات للسينما أو يقيموا حفلة يشارك فيها مصابون من مختلف الأعمار. واليوم وبعد مأسسة "نسائم أمل" داخل مؤسسة الحسين للسرطان وأصبح البرنامج يحمل اسم "سوار" ويشمل سبع جامعات أخرى ، يعمل سويلم كمنسق لـ"سوار" في الجامعة الأردنية. وبالإضافة لذلك كان حريصاً على عمل جلسات توعية وتوزيع منشورات توعوية وأوسمة تشجع الكشف المبكر عن سرطان الثدي في أماكن مختلفة في عمان.
وبهمته وعزيمته استطاع سويلم أن يشكل في المركز مجموعة مكونة من عشرين شخصا من مختلف أطياف المجتمع ، بعضهم متطوعون غير مصابين من المدارس ، و بعضهم ممن كان يتلقى علاجه ، والبعض الاخر ممن أنهى العلاج و كان يعود للمجموعة وبعضهم توفي. وتمكن في الجامعة من تحفيز حوالي ستين متطوعا من خلال الاحتكاك المباشر مع بعضهم ومن خلال مكتب خدمة المجتمع.
كما أنه حفز مجموعة مكونة من حوالي أربعين طفلا في كل المخيمات الصيفية التي كان ينظمها مركز الحسين للسرطان منذ عام ألفين وثلاث وحتى الآن بالإضافة إلى الزيارات التي يقوم بها إلى المركز أيام السبت أو الخميس لقضاء بعض الوقت مع الاطفال الذين ينتظرون الحصول على علاجهم.
لم تكن إصابة سويلم بمرض السرطان بالمرحلة السهلة ، ولكنها جعلته يدرك ويتفهم وبعمق ما يمر به أي مريض سرطان. الأمر الذي قد لا يستطيع فهمه شخص غير مصاب.
عندما أصيب سويلم بالمرض لم يجد حوله غير أهله وكان بحاجة إلى صديق يسمعه حتى لو لم يفهمه. لذلك فهو اليوم يستثمر من ثلاث الى اربع ساعات أسبوعياً ، ويقضي ساعات في المخيم الصيفي يومياً تقريبا لتقديمه ما افتقده خلال علاجه للمصابين في المركز.
تتمثل التحديات التي يواجهها سويلم بتعارض مواعيد المحاضرات والامتحانات مع عمله التطوعي الذي يؤدي أحيانا الى انقطاعه عن المركز لمدة ثلاثة أو أربعة أيام. إلى جانب أنه كان من الصعب عليه مغادرة المنزل في بداية علاجه لضعف جهاز المناعة لديه. ولكن السعادة التي رسمها على وجوه الاطفال من خلال الاستماع لمعاناتهم ومحاولة التخفيف عنهم ، أضافت له الكثير من القوة والطموح ، والاحساس بأن المرض ليس عذراً للحزن وعدم محاولة تخطي المصاعب وانتظار الحلول السحرية.
يتمنى المرشح أن يدرك الناس بأن السرطان مرض قابل للشفاء ، وأن الشفقة على المرضى لا تجدي بينما تقديم المساعدات لمؤسسة قائمة على هذا الموضوع هو أثمن بكثير وخصوصاً وأن كل مرضى السرطان يعالجون على حساب الدولة.
جمال هلال القطيفان
«من عطاء
قائدنا نعمر وطننا»
أراد جمال القطيفان أن يوفر لأبناء منطقته التعليم الذي استطاع بحمد الله أن يوفره لأبنائه. فبدأ بخدمة منطقته منذ عام خمسة وسبعين ، عن طريق تعزيز التعليم ، والرعاية الصحية. قام ببناء مدرسة ، وتبرع بأرض من ورثته الخاصة مساحتها ستة دونمات ، واحضر كتاباً من دائرة الاراضي وسجل هذه الارض باسم التربية والتعليم. وعندما شيدت هذه المدرسة اطلق عليها اسم "مدرسة الياهون للذكور" ، وتم افتتاحها عام تسعة وسبعين. كذلك تبرع بقطعة ارض اخرى مساحتها دونم ونصف لبناء مسجد ، بني عام أربعة وثمانين.
ولم يتوقف عند ذلك الحد ، فعمل على تشجيع تعليم الاناث ، حيث قام بشراء أرض مساحتها دونمان عام تسعة وثمانين وسجلها باسم وزارة التربية والتعليم لبناء مدرسة اناث بدأت بست غرف صفية عام تسعة وتسعين. وفي عام ألفين وستة خاطب الوزارة مرة أخرى لبناء ست غرف أخرى. كما تبرع بمنزله لمدة خمس سنوات لوزارة الصحة لفتح مركز صحي ، حيث جمع عائلته في بيت واحد. وحرصا منه على استمرار الخدمة التي يقدمها المركز الصحي تبرع بأرض مساحتها دونمان ونصف لبناء مركز صحي شامل للمنطقة. وقام بشراء ارض مساحتها ثلاث دونمات وسجلها باسم وزارة الاوقاف لجعلها مقبرة.
كان لمجموعة من العوامل أثر كبير في رغبة جمال في توفير التعليم لأبناء منطقته ، وضمان ولوجزء بسيط من الخدمات غير المتوفرة لهم. منها رؤيته ومعايشته للظروف الصعبة التي عانى منها أهالي المنطقة نتيجة عدم توفر بعض الخدمات ، وعدم قدرته على إكمال تعليمه نتيجة بُعد المدارس عن مكان سكنه وصعوبة توفر المواصلات.
وبمساهمته هذه استطاع جمال تغيير حياة ما يقارب المائة عائلة في بلدة الياهون. فهويبني جيلاً سوف يبقى مستمراً في المنطقة لمئات الأعوام.
إلى جانب التبرع بممتلكاته لتنفيذ مشاريع خدمات لأهالي المنطقة ، لا يبخل جمال بالتطوع بوقته: فهوعلى استعداد تام ، وفي أي وقت لتقديم الخدمة التي يستطيع أن يقدمها.
بُعد المنطقة عن الخدمات ، الى جانب عدم وجود مواصلات تسهل عليه عملية الانتقال من مكان إلى آخر ، وعدم استجابة بعض الجهات له الا بعد وقت طويل ، ونقص الموارد المادية لاتمام المشروع كاملاً: فهويمتلك الاراضي التي يتبرع بها ولكنه لا يمتلك النقود لانشاء ما يريد عليها من مشاريع خدمية ... كلها صعوبات يواجهها جمال في عمله التطوعي. لكنه يتخطى هذه الصعوبات بحبه لتقديم الخدمة والعمل لما يفيد أهالي منطقته.
يريد أن يرى الاردن بلداً مزدهراً ، بلداً تتوفر فيه الخدمات في كل المناطق .. في المدينة والقرية والمناطق النائية. كما يتمنى أن يصبح للشباب المثقفين المتعلمين دور أكبر في خدمة مجتمعاتهم المحلية ، وأن ينوبوا عن المنطقة في مراجعة ومتابعة المسؤولين وشرح ما تحتاجه قراهم وأهاليهم من خدمات.
حسام حسني عياد
«اذا ساعدت ابنك وشجعته بلكي يصير بطل حقيقي ، وما تفقد الامل رح يجي يوم تكون فيه فخور بانجازات ابنك»
عندما يُذكر اسم الكابتن حسام عيّاد بين مجموعة من الأطفال ، ترى الحماس والفخر في عيونهم. هو مدرب كراتيه ، قرر منذ خمسة عشر عاماً أن يُدرب الاشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة لتطوير مهاراتهم وإدماجهم في المجتمع ، إلى أن شكل أول فريق كاراتيه أردني لهذه الفئة من المجتمع.
تغلب على خجل بعض الأهالي من إخراج أبنائهم للعلن ، وكرس الكابتن حسام نصف يومه تقريبا على مدار خمسة أيام في الاسبوع لتدريب ذوي الاحتياجات الخاصة ، واستطاع أن يدرب حتى اليوم حوالي ألف شخص.
ولأن الخير يجد دائماً من يدعمه ، وكشهادة على قوة تأثير الكابتن على طلابه وإيمانه بقدرة هذه الفئة على تحقيق ما يمكن لأي انسان آخر أن يحققه ، وشعوره بأن الأطفال والشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة يحتاجون أيضاً التغيير ، اختار خمسا وثلاثين شاباً من طلابه الآخرين ليدربوا مع الكوتش حسام الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة.
بدأ أبو محمد "حسام" عطاءه وعمله التطوعي ، عندما أصيب أحد طلابه بشلل نصفي نتيجة ورم دماغي. ولو لم يتمسك به حينها ويلتزم بمواصلة تدريبه ، من يعلم ما كان قد حل بذلك الشاب،، فباصرارهما وتشجيع ودعم الكابتن له ، استطاع الشاب الحصول على الحزام الاسود.
"لا مستحيل مع الحياة" ... وكانت أول خطوة في طريق تحقيق حلم الكابتن بأن يصبح هؤلاء الشباب أبطالاً .. فكان أول شاب يحصل على الحزام الاسود في العالم من ذوي الاحتياجات الخاصة أردنيا تدرب على يده.
كما ساعد طفلاً رآه جالساً وحيداً يتابع حركات وضحكات أقرانه وهم يلعبون من بعيد بألم ، فتوجه له بالسؤال "لماذا لا تشاركهم؟" ، فأجابه الطفل بأنه يعاني من صعوبة حركية نتيجة إصابته بالكساح. فأراد أن يغير نظرة الحزن التي رآها في عيون ذلك الطفل إلى نظرة أمل وتفاؤل ، فما كان منه إلا أن قام بتدريبه حتى مكنه من المشاركة في افتتاحية الدورة العربية التاسعة لابساً الحزام الاسود.
ولم تكن قصة شاب تعرض لحادث أدى الى إصابته بشلل في يده أقل ألماً أو حزناً ، إلا أن تلك الحادثة لم تثبط من عزيمته فحصل بالتدريب المكثف على الحزام البني.
ورغم الرفض الأولي لعمل الكوتش ، إلا أن صبره واصراره ومثابرته استطاعت أن تدمجهم وتغير من نظرة المجتمع لهم ، والأهم أن نظرة أهالي هؤلاء الاشخاص تغيرت ، وازدادت ثقة الشباب بأنفسهم وتحسنت نظرتهم لأنفسهم الأمر الذي أدى إلى تغيير حياتهم.
رؤيته يقوي من عزيمة هذا ، ويشد من أزر ذاك وحماسه لتغيير واقع رآه مؤلماً ، أوصلت رسالة خاصة بتوقيعه للمجتمع بأن كل شخص جدير بالاحترام الذي تمليه إنسانيته على الغير. وعندما تسأله عما يريده كخطوة قادمة ، يجيب بأنه يأمل بالوصول الى اكبر عدد ممكن من هذه الفئة ، ومنحهم الفرصة للاندماج في المجتمع. ويتمنى ان يأتي اليوم الذي يتمكن فيه من تدريب طلابه من ذوي الاحتياجات الخاصة في قاعة خاصة مجهزة بكل الوسائل التي تسهل تدريبهم.
غدا قصص لمرشحين آخرين
ترقبوا بدء التصويت المجاني في العاشر من حزيران