رائده الشلالفه - خلط الكاتب ناهض حتر الحابل في النابل في معرض رده على كلمة سمو الامير غازي بن محمد التي ألقاها يوم أول من أمس في مسجد الملك الراحل الحسين بن طلال طيب الله ثراه وبحضور بابا الفاتيكان بندكت السادس عشر ، حيث أقحم حتر في معرض رده على كلمة سموه وتر التمذهب والطائفية على مقطوعة الحقوق الطبيعية والسياسية المكتسبة في آن لمسيحيي الاردن.
وما كان لـنا أن تتبنى الرد على الرد الخطاب (النهضوي الحتري) الا بعد وصول اكثر من مخاطبة عبر البريد الالكتروني على موقعها تطالب بمحاكمته على ما جاء في تعليقه من نفس غريب دخيل على أردنية الدولة والدستور والدين.
لماذا تجرأ حتر على تحاوز الخطوط الحمراء والتشكيك بالنهج الهاشمي ومغالطته؟؟
ناهض حتر أثار ريبتنا قبل دهشتنا وهو يغدق على مسامعنا في تعليقه على كلمة سمو الامير غازي بكثير من (التنطح) لا المنطقية، معتبرا كل من يخالفه ندا له!!
هل نسي حتر أن سمو الامير غازي بن محمد هو الممثل الشخصي والمستشار الخاص لجلالة الملك؟؟
لا ندري حقيقة، هل هي برغماتية شخصية ما دفعته لكتابة تعليقه وتوزيعه على الصحف والمواقع الاخبارية الزميلة ، أم هي أجندة غريبة دخيلة لا تشبه إسلاميتنا ومسيحيتنا وقبلا أردنيتنا التي نفخر ونباهي بها الامم.
ما قال به سمو الامير من ان نسبة التمثيل السياسي لمسيحيي الاردن 8% هو حقيقة تستند الى وعي الدولة الاردنية في المنظومة السياسية خاصتها، مستندة خلالها على الارث الفاعل والنابض للوجود المسيحي في الاردن ولا مصلحة هناك لتغييبه ، وما كان لحتر ان يشكك بكلام الامراء الهاشميين وان يتجاوز خطوط حمراء لا تسمن او تغني من جوع الا لغاية في نفس يعقوب تبتعد وتيرتها عن الولاء للوطن وهاشميته.
كلنا شرق أردنيون.. وكلنا هاشميون.. وليس في جعبتنا سوى الفخر والامتنان لهاشمية الدولة الاردنية التي ننطوي تحت جناحها وفق الخارطة الاردنية شمالا وجنوبا شرقا وغربا، وما عهدنا يوما باي كان ان يشكك ويغالط ويقرر من تلقاء نفسه بخطأ ورد على لسان الهاشميين كما فعل حتر بقوله في بداية توضيحه على ما ورد في كلمة سمو الامير غازي بن محمد حيث قال ( ورد خطأ نرجو توضيحه لسمو الامير)
هل يهدف ناهض حتر الى تقليص الوجود المسيحي في الاردن والتعامل معه كأقلية؟؟
توضيح ناهض حتر زاد المشهد ضبابية بوصفه ان التمثيل السياسي لمسيحيي الاردن لا يساوي نسبتهم في التكوين الاساسي الاردني وان كان يزيد على نسبتهم "الحالية" من اجمالي الحاصلين على الجنسية الاردنية) انتهى كلام حتر ليدخل بنا الى معادلة تخلو من احداثياتها ومتناقضة تماما حيث
اذاكانت نسبه المسيحيين 20% من الشرق اردنيين وبما اننا نعرف ان الشرق اردنيين يشكلون النسبة الاعلى من الاردنيين فمعناها ان نسبة التمثيل السياسي مسيحيي الاردن 8% هو تمثيل حقيقي وعادل.
هل يهدف حتر بتذكيره عن الكوتا المسيحية السياسية في عهد الامارات الى تعامل الدولة مع ابنائها ومواطنيها المسيحيين كأقلية؟؟ وأين هي بالمقابل اعداد المسيحيين الشرق اردنيين المقيمون بالخارج والمهجر من على خارطتك يا ناهض حتر، هل ستلغي وجودهم أيضا؟؟
ناهض حتر لم يسء للفسطينيين بقوله (ان اللجوء الفلسطيني هو في النهاية مؤقت ولا يدخل في صلب التكوين السياسي الاردني)لأن فلسطينيي شرقي النهر وغربيه هم اردنيون أصلاء، وكأن به لم يطالع ما قالت به مواد قانون الجنسية الاردنية، وما لفته أن كل من يحمل الرقم الوطني هو اردني شاء ناهض أم أبى!!
من أعطى الحق لناهض حتر أن يصبغ على اللاجئين صبغة التوقيت في الاقامة، وقد نسي ولا بد انه تناسى من أن الانتماء الحر لا يقاس برقم وطني وحق عودة والاردن كان ولا زال الوطن والاهل والعشيرة.. أردن الهوية لا أردن التشرذم والعصبية.
ناهض حتر فاته ان ينهل من قاموس الهاشمين الذين حاربوا مبدأ الفئوية والتصدي لتوظيف فكرة المنابت والاصول، وقد نبذها ودحرها من القاموس الوطني جلالة الراحل الملك حسين بن طلال ظيب الله ثراه، وهو الذي وصف من يبتغون فتنة الديمغرافيا بأنهم أعداؤه الى يوم الدين.
سمو الامير غازي وفي معرض كلمته المشار اليها كان على وعي تام بقضية وجود المسيحية في الاردن كديانة عريقة امتدت جذورها عبر قرون في المنطقة، وكان على وعي أكبر ومسؤولية أعمق في الابتعاد عن التشظي الذي تقوده بوصلة الفئوية والجهوية في استخدام بغيض لمعيار المنابت والأصول كحق أراد به باطل!!
سمو الامير غازي بن محمد لفت اليه الجموع خلال القائه لكلمته وترحيبه بقداسة البابا باستخدامه مفردة " كهاشمي" (كهاشميّ ، من ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أرحب بقداستكم في هذا المسجد في الأردن)، كما استخدم مفردة "كعربي" (كعربي - ومن أحفاد إسماعيل عليه السلام، وقوله "أقدم لقداستكم الترحيب كأردني. في الأردن الجميع متساوون أمام القانون بصرف النظر عن الديانة أو العًرق أو الأصل أو الجنس)، وهذا ما لم يعيه حتر وابتعد عنه مليا!!
وكأن به حتر يغرد خارج سرب الوطن ودون أن يدري، بيد أنه يرد على ما أورده سمو الامير (خُصص للمسيحيين بموجب القانون ، 8% من مقاعد البرلمان كما خصصت لهم حصص مشابهة في كل مستويات الحكومة والمجتمع - مع أنّ أعدادهم أقلّ من ذلك في الواقع - هذا بالإضافة إلى قوانين الأحوال الشخصية الخاصة بهم والمحاكم الكنَسية) ليتلقف حتر بدوره كلام سموه ويورد إزاءه توضيحا نصّب به نفسه الدولة بسلطاتها التشريعية وأخذ يتحدث عن المنابت والاصول في التكوين الاردني الديني والسياسي على حد سواء، وممعنا في "مغالطاته منصبا نفسه الحكم والفيصل من أن مسيحيي الاردن من أصول فلسطينية لا يدخلون معادلة التمثيل السياسي كما يراه، حيث يقول (يكون من الواضح أن التمثيل السياسي للمسيحيين لا يساوي نسبتهم في التكوين الأساسي الأردني وإنْ كان يزيد على نسبتهم الحالية من اجمالي الحاصلين على الجنسية الأردنية ان أولا) في تفرقة مؤذية تتعارض مع أردنية الموقف الاردني.
ويصر حتر على فصل مسيحيي الاردن في بوتقة المنبت والاصل بقوله (حقوق المسيحيين الأردنيين السياسية وسواها هي حقوق طبيعية لمواطني البلاد الأصليين منذ ما قبل الميلاد) فهل عرف الدين يوما بقعة ارض دون سواها، الا يعلم حتر ان الدين لله والوطن للجميع؟
جريدة سرايا