بس صبروكوا علينا، كلها كم يوم وبننسى
خلال الحرب على غزة، جميعنا تغير حاله، حيث كانت كل العبارات وكل التصرفات والأفعال “كلنا غزة”، حتى آخر يوم من الحرب.
يومياً نقوم بالاعتصامات ومسيرات وحملات ضد إسرائيل ونطالب بإغلاق سفاراتها في البلدان العربية، وطالبنا جميعاً بمقطاعة البضائع الاسرائيلية، يومياً تصلك رسائل على الهاتف لتذكرك بالدعوة لأهلنا في غزة وللمجاهدين وأن الجمعة ستكون جمعة غضب على ما يحدث، ودعوة لتوحيد الصيام والدعاء لهم.
وانطلقت حملات التبرع بالمال والدم من كل مكان، وأُلغيت حفلات رأس السنة وكل مظاهر البهجة والاحتفال تضماناً مع غزة، وانطلقت الدعوات والتسابيح.
وبعد أن انتهت الحرب عاد كل شيء كما كان، فلم يعد هناك ذلك الوازع الديني كما كان وقت الحرب، ولم يعد هناك تبرعات ولا اعتصامات أمام السفارات، والبعض ترك المقاطعة وعاد كما كان وإن لم يكن بصورة أكبر “تعويضاً” عن الذي فاته خلال تلك الأيام، فكأنه “هم وانزاح عن قلبه”.
أصبح ايماننا كالمواسم، فلا نتذكره إلا في وقت الشدة، وعاد كل شيء كما كان إلا قممنا باقية بلا داعي وصناديق التبرعات التي سنعيد تعبئتها قريباً في يوم شدة آخر، فنحن عدنا إلى حياتنا وكأن شيئاً لم يكن، وهم عادوا ولم يجدو شيئاً ليكون.
منور يا كراسنة
طفل فلسطيني يتحدث عن الحرب
https://www.youtube.com/watch?v=H39i5tYTxaI&eurl=http%3A%2F%2F5rbashat%2Enet%2F%3Fp%3D417&feature=player_embedded