يا من رحلت من حياتى
أتذكر حين أعطيتك حفنة من الرمال ..
وناولتك الواحدة تلو الأخرى ..
لتبني لي ذلك البيت الصغير ..
عند تلاطم الأمواج ..
وتصافحها مع الشاطئ الذي ما زال يذكرك ..
نعم ما زال يذكرك ..
فهل من كائن حي يستطيع أن ينساك ..
فذكراك ما زالت خالدة .. رحلت عني..
أخبرتني أنك ستعود قريبا ..
وها أنا أبحث عنك في كل مكان ..
لكن لا جواب يرد على صدى قلبي إلا بصدى مثله ..
انتظرك عند شروق يومى ..
واظل فى الانتظار حتى المغيب..
أنتظرك بين حنايا دموعي ..
أطوي ذكرياتي معك كل يوم لأتصفحها صفحة تلو الأخرى..
فأنت معي في كل يوم .. في كل حين ..
ومثل كل يوم قد بعثرت أوراقي ..
لأكتب بعض من نزف قلبـــي ..
وها أنا سأعاود الكرة
ألملم أوراقي .. وأجمع ذكرياتي ..
و أشتت أحشائي للبحث عنك في هذا البلد قبل أن أغادر..
إلى بلد آخر قد أجدك فيه ..
لكنني أظن أنك لست سوى في عالم أحلامي وآمالي ..
فقد محت الرياح ذلك البيت الصغير على الشاطئ ..
وهاجرت برماله الأمواج ..
فلم تعد سوى بقايا أمل كنت اعيش عليه ..