في سلسلة حلقات ردود رئيس وزراء مصر السابق الدكتور عاطف عبيد على مزاعم محمد حسنين هيكل وأكاذيبه، حول بعض الوقائع والاحداث والشخصيات التاريخية لمصر والعالم العربي عموماً.
وقد كشفت هذه الردود الصادرة من أبرز القيادات التي عايشت كثيراً من الاحداث والوقائع التشويه المتعمد الذي مارسه هيكل للاساءة الى التاريخ ورموزه، وانتزاع ادوار لبطولات زائفة بتأليف قصص وحكايات ومزاعم لا اساس لها من الصحة.
وكانت الصحافة المصرية قد التقت بعدد من القيادات في لقاءات مطولة للرد على أكاذيب وافتراءات هيكل مدعمة بالادلة والشواهد والتواريخ الموثقة، كما كشفت هذه الردود عن سبب لجوء هيكل الى قناة الجزيرة ليبيعها معلومات كاذبة وملفقة بعد ان تعذر نشرها في الصحافة المصرية.
وقد نشرت صحيفة اخبار اليوم هذه الردود بعنوان "شهادة للتاريخ من د. عبيد يرد بها على هيكل" حيث فند رئيس وزراء مصر السابق أكاذيب وتهيؤات هيكل التي اذاعتها قناة الجزيرة ونشرتها بعض الصحف وامتلأت بالأكاذيب، وابتعدت عن الحقائق والمعلومات الدقيقة والموثقة.
وقدم الدكتور عاطف عبيد رئيس وزراء مصر السابق الذي عايش كل التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي شهدتها مصر طوال سنوات حكم الرئيس محمد حسني مبارك.. قدم الوقائع والاحداث بما تقتضيه الامانة وقول كلمة الحق في وجه هيكل الذي قلب الحقائق وفقاً لهواه، وبالطريقة التي يفضلها، دون ان يرتقي مرتقى صعباً.. الى درجة ان هيكل اعتمد على شهود اموات لاثبات زيفه واكاذيبه، كما انه تلاعب بالتواريخ، واسماء الشخصيات، ونسج من خياله روايات وسيناريوهات لم تحدث اصلاً..
كل ذلك لتسجيل حضوره الباهت والممل على صفحات التاريخ الذي ألفه هو لوحده.. ولم يطلع عليه أحد سواه.
كما قدم الدكتور عبيد حقائق مثيرة من حيث دقة المعلومات وصحة توثيقها وقوة الحجة والبرهان وتسمية شهودها وتواريخها لفضح أكاذيب هيكل وتعريته امام الملأ.
"الرياض" تقدم هذه الحقائق كما عبر عنها أحد أبرز القيادات المصرية في عهد الرئيس مبارك، والمعاصرين لأحداثها، والقريبين من شخصياتها، والصانعين لأبرز قراراتها، وذلك حسب ما جاء في صحيفة اخبار اليوم.
(ليس من حقك يا هيكل..!)
في البداية شن د. عاطف عبيد رئيس وزراء مصر السابق هجوماً على هيكل لما تناوله ضد الرئيس المصري محمد حسني مبارك وفترة حكمه، وقال "من حق هيكل ان يعيش في خيال وان تكون له تهيؤاته ولكن ليس من حقه الادعاء بأن القادة والزعماء يعيشون في خيال".
وعبر الدكتور عاطف عبيد عن اسفه بمرارة ما وصل إليه هيكل من أكاذيب أطلقها عبر فضائية الجزيرة لمرحلة حكم الرئيس محمد حسني مبارك، مفنداً مزاعم هيكل بتقديمه بالوثائق والمستندات عن مرحلة التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي شهدتها مصر أبان حكم مبارك.
وأكد د. عاطف عبيد "ان معلومات هيكل في هذا الصدد تفتقر إلى المعلومة الصادقة وتبتعد عن الحقائق داعياً إلى الاستعانة بالحقائق المسجلة والمحفوظة بالمركز الوطني للوثائق، لكشف الحقيقة، وتبيان اكاذيب هيكل التي طالت فترة حكم الرئيس مبارك".
(معلومات هيكل خاطئة)
وفند الدكتور عاطف عبيد المعلومات المغلوطة التي زعمها هيكل في إحدى حلقاته على قناة الجزيرة من أن مصر حصلت بعد حرب 1967م على معونات من الأشقاء العرب قدرها عشرون مليار دولار، وقال: "الحقيقة تغاير هذا تماماً، والصحيح أن مجموعة من الأشقاء العرب في دول الخليج استجابوا لدعوة المرحوم الرئيس السادات لمساعدة مصر بعد حرب عام 1973م أسست أربع دول شقيقة هيئة باسم (هيئة الخليج لتنمية مصر)، وقدمت لهذه الهيئة ملياران من الدولارات، واشترط النظام الأساسي لهذه الهيئة أن يتم تقديمها لمصر على شكل قروض لتمويل مشروعات التعمير التي تقدم إلى الهيئة وتتم الموافقة عليها، وقد اقترضت مصر ما بين تاريخ تفعيل دور الهيئة وقرار المقاطعة الفاً وثمانمائة مليون دولار، وبقي في حسابها يوم صدور القرار مائتا مليون دولار، ونقل المقر فور اتخاذ قرار المقاطعة من القاهرة إلى الرياض، وتم تحويل هذا الرصيد المتبقي لحساب وديعة باسم الهيئة في احد بنوك البحرين، حيث تزايد رصيد الوديعة إلى 400مليون دولار عام 1990م، وكلفت بمراجعة الموقف، وتقديم تقرير عنه إلى المرحوم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد، والذي كانت تربطه بالرئيس مبارك علاقة أخوة واحترام وتقدير متبادل، حيث وافق على الفور بأن تتم اتاحة هذا المبلغ كقرض لمصر، ثم ادرج هذا القرض بعد ذلك ضمن الديون التي تنازل عنها الأشقاء العرب، حيث بلغ اجمالي الديون المتنازل عنها سبعة مليارات دولار، ووثائق التنازل موجودة لدى وزارة المالية والبنك المركزي".
(محاولة الوقيعة بين السعودية ومصر)
وتناول الدكتور عاطف عبيد محاولة هيكل وغيره من الكتاب وبكل أسف للوقيعة بين مصر والمملكة، وقال: "لقد خرجوا علينا بكتابات مليئة بالإسفاف والبعد عن الحقيقة في محاولات يائسة لدفع السلطات السعودية لاتخاذ اجراءات غير عادية في تعاملها مع الجالية التي تستضيفها على أراضيها..
وأضاف عبيد "لقد أدرك حكام المملكة ان العلاقة بين البلدين تمثل الدعامة الرئيسة للاستقرار في المنطقة، وقابلوا الاساءة بالإحسان، واستعانوا بالصبر على من تطاولوا، وهنا أسجل حديث المرحوم الملك فهد في آخر زيارة لمصر، قال فيها: (لقد أوصانا المرحوم الملك عبدالعزيز بمصر.. وشبه لنا الأمة العربية بطائر يمثل السعودية ومصر جناحيه اذا تماسكنا علا هذا الطائر، وإذا انفصل احدهما لا قدر الله فلابد وأن يهبط وتهبط معه أحوال الأمة)، وقد أكد هذا الحديث والتزم به في توثيق روابط الأخوة مع مصر الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فكانت محاولة الوقيعة عكسية تماماً، فقد زادت آفاق التعاون بين البلدين وفي جميع المجالات، فالمملكة تستضيف عمالة مصرية تقترب هذا العام من مليون مصري، وتتدفق الاستثمارات السعودية بشكل متواصل وأصبحت في المرتبة الأولى بين الاستثمارات العربية، كما يزداد حجم التجارة بين البلدين في الاتجاهين سنة بعد أخرى".
محاولات فاشلة
كما كشف د.عبيد محاولات هيكل الفاشلة للوقيعة بين مصر والكويت التي تستضيف ما يقارب ثلاثمائة ألف مصري، يعملون في جميع المجالات، لا سيما بعد الموقف المشرف الذي قاده مبارك أثناء حرب الخليج الثانية، عندما غزا صدام حسين دولة الكويت.
كذلك فشلت محاولات هيكل الوقيعة بين مصر ودول حوض النيل رغم وجود اتفاقات دولية تنظم توزيع حصيلة الزيادة السنوية في المياه التي تتدفق في نهر النيل، حيث فند د.عبيد معلومات هيكل الخاطئة حول هذا الموضوع، مؤكداً على أن مصر أدركت منذ توقيع هذه الاتفاقيات أهمية الحفاظ على علاقات طيبة بالدول المشاركة وهي (مصر، السودان، اثيوبيا، أوغندا، كينيا، تنزانيا، بورندي، اريتريا، الكنغو الديمقراطية، راوندا)، مشيراً إلى أن مصر حريصة على مصالح هذه الدول بقدر حرصها على مصلحتها، باعتبار أن مياه النيل هي العامل الحاكم لمساحات الأراضي الممكن زراعتها.
هيكل يشكك في إنجازات مبارك..!!
وعرض د.عاطف عبيد بإسهاب مستفيض جهود الرئيس مبارك في إدارة العلاقات الدولية والنتائج التي تحققت لصالح مصر وشعبها في عدة مجالات، وذلك على أكثر من صعيد.
أولاً: إدارة الرئيس مبارك وإشرافه اليومي والمباشر على المفاوضات التي تمت لاسترداد كل شبر من الأراضي التي احتلت عام 1976من قبل العدو الإسرائيلي، وبتلك المفاوضات تمت استعادة كامل الأرض دون إراقة نقطة دم واحدة.
ثانياً: إدارة الرئيس مبارك وعمله اليومي كقائد للعمل التنفيذي لمصر "بحكم الدستور وبحكم الالتزام الشخصي والأخلاقي" يقول د.عبيد: "إن إدارة مبارك هي التي أعدت المخطط العاجل لرفع مخلفات حرب 1967والتي كانت غارقة في قناة السويس، فكان هدفه الاستراتيجي هو الاسراع في عودة حركة الملاحة لخدمة مصر أولاً والعالم أجمع".
ويواصل د.عبيد منتقداً هيكل بالقول: "إن العمل وليس الخيال هو الذي حقق لمصر دخلاً سنوياً من عبور قناة السويس، فكان الدخل القومي وصل في السنة الأولى لعودة الملاحة ما بين العام ( 1975- 1976م) (277.1) مليون دولار، ووصل العام الماضي إلى (3564.1) مليون دولار".
ثالثاً: الرؤية والعمل المخطط والمتابعة للإنجازات التي شهدتها أرض سيناء في عهد الرئيس مبارك، حققت التنمية بعدما أدرك أن الأرض الفضاء تكون مطمعاً للغزاة، وبالتالي وضع الرؤى لحتمية الإسراع بالتنمية والتواجد المؤسسي والبشري.
رابعاً: الرؤية والعمل والتواجد الميداني في مواقع المشروعات هو الذي حرك المجتمع في تلك المنطقة لتنمية قطاع الزراعة. يقول د.عبيد: "توجد في أرض سيناء أربعمائة ألف فدان يتم استصلاحها بعد تنفيذ مشروع لنقل المياه من النيل إلى وسط سيناء، بكلفة (5) مليارات جنيه، وتم تدبيرها من خلال الثقة والعلاقات الوطيدة بين الرئيس مبارك وقيادات دول الخليج الشقيقة (المملكة والإمارات والكويت).
خامساً: الرؤية والعمل اليومي واستثمار العلاقات مع قادة الدول الكبرى هي التي أعادت لمصر وبسرعة حقول البترول الموجودة في جنوب سيناء، حيث كانت هذه الحقول تنتج وقت استردادها نصف احتياجات مصر من المواد البترولية أدى هذا إلى الوفاء باحتياجات مصر الضرورية.
سادساً: الرؤية والعمل الجاد والمتابعة المستمرة من خلال التقارير والزيارات الميدانية للإنجاز، هي التي أتمت في شمال وجنوب سيناء محطات وشبكات لجميع المرافق وإنشاء المطارات والموانئ المتطورة.
سابعاً: الزيارات المتكررة لمواقع التنمية السياحية والحوارات التي يجريها مع الوفود السياحية والاتصالات المباشرة مع قادة العالم لقبول عقد لقاءاتهم في شرم الشيخ، هي التي وضعت جنوب سيناء على خريطة السياحة العالمية.
ثامناً: الرؤية لحركة التاريخ والمتغيرات المتسارعة على الساحة الدولية وليس الخيال، هي التي أقنعت رؤساء الولايات المتحدة من الرئيس بوش الأب إلى كلينتون والعديد من رؤساء الدول الأوروبية، بالتحرك وتكثيف الجهود ولعدة سنوات بهدف صياغة مشروع لاتفاق بين السلطة الفلسطينية و(إسرائيل).
تاسعاً: الرؤى والإدارة العلمية للحكم والعمل الشاق مع الغالبية العظمى من رؤساء العالم، وليس الخيال، هي التي حققت لمصر انهاء غير مسبوق حيث نجح مبارك في اعفاء نصف الديون الخارجية التي كانت تقدر ب 22مليار دولار.
وبهذا، قدم رئيس وزراء مصر السابق د.عاطف عبيد المعلومات بالوثائق والأرقام لجملة من التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي شهدتها مصر طوال سنوات حكم الرئيس محمد حسني مبارك، ليدحض افتراءات وأكاذيب هيكل التي طرحها على قناة الجزيرة.
نقلا عن صحيفة أخبار اليوم المصرية
.gif)
