
:haa: وكالة كل الاردن :
كتب المحرر السياسي ـ لن أساجل في كون أسامة بن لادن عميلا للأميركان أم أن خططه تتوافق مع خططهم . هذا لا يهمني أبدا . فما فعلته القاعدة في العراق أنها اشتغلت، فعليا ، بأموال نفطية، لخدمة المحتل الأميركي عبر الآتي:
(1) ركبت موجة المقاومة العراقية ، ثم عملت على تحطيمها عن طريق قتل المئات من كوادرها وقادتها الميدانيين، وغرهاب قاعدتها الاجتماعية ، وتلويث صورتها الفكرية والسياسية، وزجها في معارك انتحارية لحساب المحتلين،
(2) أنها فرضت على أبناء المحافظات الغربية والغربية الشمالية من العراق، نظاما طلبانيا متخلفا وصل إلى حد إعدام أي مواطن لا يخضع لتعليماتهم الهمجية،
(3) لكن نشاط القاعدة الرئيسي في العراق كان ـ وما يزال ـ هو العمل كدينامو اجرامي للحرب الأهلية بين الطائفية ، وتدبير جرائم القتل الجماعي للمواطنين الشيعة واستدراج جرائم القتل الجماعي للمواطنين السنة،
(4) القيام بأعمال السرقة والقتل والفوضى والخطف الخ مما يتناقض مع شرف المقاومة الوطنية.
والآن، بعدما انهزم المشروع الأميركي في العراق ، جراء مقاومته الوطنية، المسلحة والسياسية، وجراء تجاوز العراقيين للإنقسام الطائفي، وإعادة توحيد مجتمعهم نحو التحرر وإعادة البناء ،
الآن، وبعد الفشل الكبير الذي أحاق بالقاعدة وخططها التي قدمت أفضل الخدمات للمحتل الأميركي ،
الآن، انبرى العقل الخبيث للقاعدة عن مفصل جديد للتواطؤ مع المشروع الأميركي ـ الإسرائيلي في الأردن.. وبينما تتداول الأوساط الصهيونية مناقشة سبل تصفية القضية الفلسطينية على حساب الأردن ، يدعو إبن لادن أنصاره ، مدعوما بالأموال النفطية السوداء نفسها، إلى " التوجه إلى الأردن " تحت ذريعة " الجهاد لتحرير فلسطين" .. ولكنها ذريعة مثل ذريعة نصرة المقاومة العراقية ، الهدف منها إحداث فوضى في الأردن تكون مقدمة للوطن البديل. وهي افضل خدمة يمكن تقديمها لإسرائيل اليوم وهي متأزمة سياسيا واستراتيجيا وتبحث عن مخرج لتهجير القضية الفلسطينية ، شعبا ومشروعا ، إلى شرقي النهر.
الجهاد لتحرير فلسطين هو مشروع وطني أردني متكامل ، لا بد أن تتهيأ له كافة استحقاقاته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والدفاعية. وبغير ذلك .. فنحن نتحدث عن انتحار اكيد وفوضى وهزيمة .. وهو ما لا يهم القاعدة التي تريد إيجاد ملاذ جديد بعد أن لفظها الملاذ العراقي، لكي تسفك دماء الأردنيين وتشعل الفتنة في صفوف الشعب الأردني، وتخرب انجازات البلد وتفرض عليه العودة غلى القرون الوسطى.
ليعلم إبن لادن أن الشعب الأردني عصي على خططه السوداء.. ولن يكون للرجعيين القتلة خدم الإمبريالية ، مكان في بلدنا