الملك عبد الله الثاني بن الحسين
ينتمي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني إلى الجيل الثالث والأربعين من أحفاد النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقد تسلم جلالته سلطاته الدستورية ملكا للمملكة الأردنية الهاشمية في السابع من شهر شباط 1999م، يوم وفاة والده جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه.
ولد جلالة الملك عبدالله الثاني في عمان في الثلاثين من كانون الثاني 1962م، وهو الابن الأكبر لجلالة الملك الحسين طيب الله ثراه وصاحبة السمو الملكي الأميرة منى الحسين. تلقى جلالته علومه الابتدائية في الكلية العلمية الإسلامية في عمان عام 1966م، بداية، لينتقل بعدها إلى مدرسة سانت إدموند في ساري بإنجلترا، ومن ثم بمدرسة إيجلبروك وأكاديمية ديرفيلد في الولايات المتحدة الأمريكية لإكمال دراسته الثانوية.
في إطار تدريبه كضابط في القوات المسلحة الأردنية التحق جلالة الملك عبدالله الثاني بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة عام 1980م، وبعد إنهاء علومه العسكرية فيها قلّد رتبة ملازم ثان عام 1981م، وعيّن من بعد قائد سرية استطلاع في الكتيبة 13/18 في قوات الهوسار (الخيالة) الملكية البريطانية، وخدم مع هذه القوات في ألمانيا الغربية وإنجلترا، وفي عام 1982م، التحق جلالة الملك عبدالله الثاني بجامعة أوكسفورد لمدة عام، حيث أنهى مساقا للدراسات الخاصة في شؤون الشرق الأوسط.
ولدى عودة جلالته إلى أرض الوطن، التحق بالقوات المسلحة الأردنية، برتبة ملازم أول، وخدم كقائد فصيل ومساعد قائد سرية في اللواء المدرّع الاربعين. وفي عام 1985م، التحق بدورة ضباط الدروع المتقدمة في فورت نوكس بولاية كنتاكي في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي عام 1986م، كان قائدا لسرية دبابات في اللواء المدرع 91 في القوات المسلحة الأردنية برتبة نقيب. كما خدم في جناح الطائرات العمودية المضادة للدبابات في سلاح الجو الملكي الأردني، وقد تأهل جلالته قبل ذلك كمظلي، وفي القفز الحر، وكطيار مقاتل على طائرات الكوبرا العمودية.
وفي عام 1987م، التحق جلالة الملك عبدالله الثاني بكلية الخدمة الخارجية في جامعة جورج تاون في واشنطن العاصمة، ضمن برنامج الزمالة للقياديين في منتصف مرحلة الحياة المهنية، وقد أنهى برنامج بحث ودراسة متقدمة في الشؤون الدولية، في إطار برنامج "الماجستير في شؤون الخدمة الخارجية".
واستأنف جلالته مسيرته العسكرية في وطنه الاردن بعد انهاء دراسته، حيث تدرج في الخدمة في القوات المسلحة، وشغل مناصب عديدة منها قائد القوات الخاصة الملكية الاردنية وقائد العمليات الخاصة. خدم جلالته كمساعد قائد سرية في كتيبة الدبابات الملكية/17 في الفترة من كانون الثاني 1989م وحتى تشرين الاول 1989م، وخدم كمساعد قائد كتيبة في نفس الكتيبة من تشرين الاول 1989م وحتى كانون الثاني 1991م، وبعدها تم ترفيع جلالته الى رتبة رائد. حضر جلالة الملك عبدالله الثاني دورة الاركان عام 1990م، في كلية الاركان الملكية البريطانية في كمبربي في المملكة المتحدة. وفي الفترة من كانون الاول عام 1990م وحتى عام 1991م، خدم جلالته كممثل لسلاح الدروع في مكتب المفتش العام في القوات المسلحة الاردنية.
قاد جلالة الملك عبدالله الثاني كتيبة المشاة الآلية الملكية الثانية في عام 1992م، وفي عام 1993م اصبح برتبة عقيد في قيادة اللواء المدرع الاربعين، ومن ثم اصبح مساعداً لقائد القوات الخاصة الملكية الاردنية، ومن ثم قائداً لها عام 1994م برتبة عميد، وفي عام 1996م اعاد تنظيم القوات الخاصة لتتشكل من وحدات مختارة لتكون قيادة العمليات الخاصة. ورُقِّى جلالته الى رتبة لواء عام 1998م، وفي ذات العام خلال شهري حزيران وتموز حضر جلالته دورة ادارة المصادر الدفاعية في مدرسة مونتيري البحرية.
بالاضافة لخدمة جلالته العسكرية كضابط، فانه قد تولى مهام نائب الملك عدة مرات أثناء غياب جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه عن البلاد. وقد صدرت الارادة الملكية السامية في 24 كانون الثاني 1999م، بتعيين جلالته ولياً للعهد، علما بأنه تولى ولاية العهد بموجب إرادة ملكية سامية صدرت وفقاً للمادة 28 من الدستور يوم ولادة جلالته في 30 كانون الثاني 1962م ولغاية الأول من نيسان 1965م.
ومنذ تولي جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين العرش، وهو يسير ملتزما بنهج والده الملك الحسين طيب الله ثراه، في تعزيز دور الأردن الإيجابي والمعتدل في العالم العربي، ويعمل جاهدا لإيجاد الحل العادل والدائم والشامل للصراع العربي الإسرائيلي. ويسعى جلالته نحو مزيد من مأسسة الديمقراطية والتعددية السياسية التي أرساها جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه، والتوجه نحو تحقيق الاستدامة في النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية بهدف الوصول إلى نوعية حياة أفضل لجميع الأردنيين. وقد عمل جلالة الملك منذ توليه مقاليد الحكم على تعزيز علاقات الأردن الخارجية، وتقوية دور المملكة المحوري في العمل من أجل السلام والاستقرار الإقليمي. وقد انضم الأردن في عهد جلالته، إلى منظمة التجارة العالمية، وتم توقيع اتفاقيات تجارة حرة مع ست عشرة دولة عربية، وتوقيع اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأمريكية، واتفاقية الشراكة بين الأردن والاتحاد الأوروبي، مما أرسى أساسا صلبا لإدماج الأردن في الاقتصاد العالمي.
وشارك جلالة الملك عبد الله الثاني بصورة شخصية ناشطة في إرساء قواعد الإصلاح الإداري الوطني، وترسيخ الشفافية والمساءلة في العمل العام. وقد عمل دون كلل على تقدم الحريات المدنية، جاعلاً الأردن واحدا من أكثر البلدان تقدمية في الشرق الأوسط. كما عمل باهتمام على سن التشريعات الضرورية التي تؤمن للمرأة دورا كاملا غير منقوص في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المملكة.
وقد اقترن جلالة الملك عبدالله الثاني بجلالة الملكة رانيا في العاشر من حزيران 1993م، ورزق جلالتاهما بنجلين هما سمو الأمير حسين الذي ولد في 28 حزيران 1994م، وسمو الأمير هاشم الذي ولد في 30 كانون الثاني 2005م، وبابنتين هما سمو الأميرة إيمان التي ولدت في 27 أيلول 1996م، وسمو الأميرة سلمى التي ولدت في 26 أيلول 2000م. ولجلالته أربعة أخوة وست أخوات.
ويحمل جلالة الملك عبدالله الثاني العديد من الأوسمة من الدول العربية والأجنبية. وهو مؤهل كطيار، وكمظلي في مجال الهبوط الحر بالمظلة. ومن هواياته سباق السيارات (وقد فاز ببطولة سباق الرالي الوطني الأردني)، وممارسة الرياضات المائية والغطس خاصة أنه قد تدرب على أعمال الضفادع البشرية، ومن هواياته الأخرى اقتناء الأسلحة القديمة.
الملك المؤسس عبد الله بن الحسين
(1882 - 1951)
سوف تتحدث صفحات التاريخ دوماً عن جلالة المغفور له الملك عبد الله بن الحسين، مؤسس المملكة الأردنية الهاشمية، باعتباره شخصية فريدة وجليلة وخالدة برزت مع تاريخ العالم العربي المعاصر. فقد كان رحمه الله مرشداً لحفيده جلالة العاهل الأردني الراحل الملك الحسين الأول. كما كانت شخصيته مزيجاً تجمع التقليدية والحداثة. وكان في مسيرة حياته العامة عصرياً يتطلع إلى الأمام. وقد تجسد هذا فيه لكونه واحداً من أوائل الزعماء العرب الذين تبنوا نظاماً ملكياً دستورياً خلال السنوات الأولى التي أعقبت تأسيس بلده كما تمثل ذلك بتجربته الواقعية ومشاركته لشعبه.
قاد عبد الله القوات العربية إبان الثورة العربية تحت الراية الهاشمية واستلهم أفكار والده الكبرى مع إخوانه علي وفيصل وزيد. ومع نهاية الحرب العالمية الأولى، حررت الثورة العربية الكبرى دمشق والأردن الحديث ومعظم شبه الجزيرة العربية. وتولى جلالة الملك فيصل عرش سوريا ولكن وبعد معركة ميسلون تتسارع الاحداث، وينتقل سمو الامير عبدالله الى الاردن ليؤسس الدولة، ومن ثم يأتي الملك فيصل لتسلم عرش العراق.
أسس المغفور له الملك عبد الله إمارة شرق الأردن في 21 نيسان 1921م عندما أقام أول نظام حكومي مركزي في مجتمع معظمه عشائري وبدوي. وطوال السنوات الثلاثين التالية، ركز على بناء الدولة، ووضع الأطر المؤسسية للأردن الحديث. وبتصميم ورؤية عظيمين، سعى إلى الحكم الذاتي والاستقلال، بإقامة شرعية ديمقراطية، بوضع أول دستور للأردن في عام 1928عرف باسم المجلس التشريعي، وإجراء الانتخابات لأول برلمان في عام 1929م. وخلال هذه العقود الثلاثة أيضاً، عقد الملك سلسلة من المعاهدات بين إنجلترا وشرق الأردن، كان آخرها في 22 آذار 1946م بالمعاهدة الإنجليزية-الشرق أردنية التي أنهت الانتداب البريطاني وحققت لشرق الأردن استقلالا كاملاً ولتصبح الدولة باسم "المملكة الأردنية الهاشمية" في 25 ايار 1946م.
وبتحقيق الاستقلال التام اخذ الاردن يمارس دوراً منقدماً عربياً ودولياً ويشارك في المؤتمرات واولها مؤتمر قمة انشاص في 28 أيار 1946م بعد ايام من استقلال الدولة، ومن ثم يتبوأ الاردن مركزاً متقدماً في خدمة القضية الفلسطينية.
وخلال الحرب العربية الإسرائيلية في عام 1948، كان الجيش العربي الأردني فعالاً في الدفاع عن القدس وأجزاء أخرى من فلسطين. وأبدى الجيش الأردني شجاعة وبطولة وعرف عنه على نطاق واسع مستواه العالي في الاحتراف وثبات العزم والشجاعة أمام قوة متفوقة في العدد والعدة.
ونجح الجيش العربي في إلحاق الهزيمة في القوات اليهودية في باب الواد اللطرون والقدس وحافظ على القدس الشرقية رغم الهجمات الإسرائيلية الشديدة اللاحقة، التي حاولت دون جدوى انتزاعها من الجيش العربي الأردني. وانتهت الحرب في منتصف شهر تموز 1948م وبعدها جرى توقيع عدد من اتفاقيات الهدنة بين الأطراف العربية وإسرائيل في مؤتمر رودس. وبموجبها تم ترسيم حدود منطقة شرق الاردن مع فلسطين.
في 20 تموز 1951م توجه الملك عبد الله إلى القدس لأداء صلاة الجمعة مع حفيده الشاب، الحسين. ولكن ليكون القدر بانتظاره وليسقط الملك شهيداً عند درجة المسجد الاقصى وعلى مقربة من ضريح والده الحسين الذي ضحى من اجل كل العرب.
وكان الملك الحسين الامير الشاب حينها الى جانب جده، يشهد الموقف وتنزلق رصاصة من على وسام على صدره، ويعيش جلالته لحظات حاسمة مع الاحداث، وكان لاغتيال جده الملك عبد الله أثر عميق في حياته، من حيث إدراكه لأهمية الموت وحتميته، وإحساسه بأهمية واجبه ومسؤوليته في السنوات اللاحقة. ففي سيرة حياته، التي كتبها بالإنجليزية تحت عنوان Uneasy Lies the Head، أي "مشاكل الملوك"، يروي الملك الحسين كيف أن جده التفت نحوه قبل ثلاثة أيام من ذلك اليوم المشؤوم في القدس وقال له: أرجو أن تدرك، يا ولدي، أنك ستتولى المسؤولية ذات يوم. وأنا أطمح في أن تبذل قصارى جهدك حتى تتأكد أن عملي لن يضيع. أتطلع إليك لتستمر فيه خدمة لشعبنا. وعد الأمير الشاب جده بجدية وخشوع بأنه سيبذل كل ما في استطاعته للقيام بواجبه. لكن الملك والأمير لم يكونا يعرفان قصر الوقت أمامهما."
الملك طلال بن عبدالله
(1909 - 1972)
تولى جلالة المغفور له الملك طلال بن عبدالله العرش بعد وقت قصير من استشهاد والده جلالة المرحوم الملك عبدالله في القدس بتاريخ 20 تموز 1951م. لكنه، ولأسباب صحية، لم يتمكن من الاستمرار في الحكم، فأعفي جلالته، بعد أقل من سنة، من العرش، في 11 آب 1952، وأنجز الملك طلال، خلال عهده، الكثير لتطوير العلاقات بين الأردن من جهة والسعودية ومصر من جهة أخرى.
كما كان مسؤولا إلى درجة كبيرة عن تطوير دستور جديد عصري، هذا الدستور الذي جعل الحكومة جماعياً، والوزراء فردياً، مسؤولين أمام البرلمان، وصودق عليها في الأول من كانون الثاني 1952م.
الملك الحسين بن طلال
(1935 - 1999)
سيبقى جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال في الذاكرة والوجدان بوصفه زعيماً قاد بلده عبر النزاعات والاضطرابات إلى أن أصبح الأردن واحة للسلام والاستقرار والاعتدال في الشرق الأوسط. وينظر الأردنيون إلى ذكراه بكل حب وتقدير باعتباره مصدر الإلهام لمناخ الانفتاح والتسامح والتعاطف الذي يتمتع به الأردن. وقد أرسى المغفور له الملك الحسين - تراثاً مزدهراً يبشر بتوجيه دفة الأردن لسنوات طويلة قادمة.
كان جلالته عند رحيله في السابع من شباط 1999م قد أمضى أطول فترة حكم بين جميع زعماء العالم. كما وكان يحتل أهمية عظيمة بين المسلمين في شتى أنحاء العالم نظراً لانتمائه إلى الجيل الثاني والأربعين من أحفاد النبي محمد عليه الصلاة والسلام.
الملك الحسين عند اعتلائه العرش في 2 أيار 1953
ولد الملك الحسين في عمان في 14 تشرين الثاني 1935، وهو الابن البكر للأمير طلال بن عبد الله والأميرة زين الشرف بنت جميل. وبعد أن أكمل دراسته الابتدائية في عمان انتظم جلالته في كلية فكتوريا في الاسكندرية في مصر، ومن بعدها في مدرسة هارو في انجلترا. وتلقى جلالته بعدها تعليمه العسكري في أكاديمية ساندهيرست Sandhurst الملكية للعلوم العسكرية في انجلترا.
في السادس من أيلول 1951م ، اعتلى الملك طلال - أكبر أبناء الملك عبد الله سناً - العرش. وسرعان خلفه ابنه البكر - الحسين - والذي نودي به ملكاً على المملكة الأردنية الهاشمية في 11 آب 1952 ولكن لأن جلالته لم يكمل بعد الثمانية عشر سنة قمرية تم تشكيل مجلس وصاية ليتولى إدارة البلاد إلى حين الاستحقاق الدستوري لتسلم جلالته سلطاته الدستورية يوم 2 ايار 1953م حيث جرت مراسيم تسلم جلالته لسلطاته وفقاً للدستور.
التتويج
© أرشيف الديوان الملكي الهاشمي
ركز الملك الحسين بعد ذلك مباشرة على بناء بنية تحتية اقتصادية وصناعية لتكمل وتعزز التقدم الذي أراد أن يحققه في مجال نوعية حياة شعبه. وخلال عقد الستينات من القرن العشرين، تطورت صناعات الأردن الرئيسية، بما في ذلك الفوسفات والبوتاس والإسمنت. كما وتم إنشاء شبكة من الطرق تغطي أنحاء المملكة كافة.
تتحدث الأرقام عن إنجازات الملك الحسين على الصعيد البشري. فبينما كانت خدمات المياه والمرافق الصحية والكهرباء متاحة أمام نسبة لا تزيد على 10% من الأردنيين في عام 1950، قفزت هذه النسبة لتبلغ 99% في وقتنا الحالي. وارتفعت نسبة المتعلمين إلى 85,5% في عام 1996، بعد أن كانت 33% فقط عام 1960. وتظهر إحصائيات منظمة اليونيسف أن الأردن قد حقق في الفترة من عام 1981 إلى عام 1991 أسرع نسبة سنوية في العالم في مجال انخفاض وفيات الأطفال دون السنة من عمرهم 70 حالة وفاة لكل 1000 حالة ولادة في عام 1981 إلى 37 وفاة لكل 1000 ولادة في عام 1991، أي بانخفاض مقداره 47%. ولطالما آمن الملك الحسين بأن الشعب هو أغلى ما يملك الأردن، فقد شجع طيلة سنوات حكمه جميع المواطنين - بما في ذلك الأقل حظاً والمعاقين والأيتام - على تحقيق المزيد لخدمة أنفسهم وبلدهم.
كما كافح الملك الحسين عبر سنوات حكمه السبع والأربعين لإرساء السلام في الشرق الأوسط. إذ كان له دور محوري في بلورة قرار مجلس الأمن رقم 242، الذي صدر بعد الحرب العربية - الإسرائيلية في عام 1967. وينادي هذا القرار بانسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية التي احتلتها خلال حرب عام 1967 مقابل السلام. وقد شكل هذا القرار العمود الفقري الذي استندت عليه جميع مفاوضات السلام اللاحقة. وفي عام 1991، قام الملك الحسين بدور جوهري في انعقاد مؤتمر مدريد للسلام، وفي توفير "مظلة" تمكن الفلسطينيين من التفاوض حول مستقبلهم كجزء من وفد أردني - فلسطيني مشترك. وتعتبر معاهدة السلام الموقعة بين الأردن وإسرائيل عام 1994 خطوة رئيسية نحو تحقيق سلام عادل وشامل ودائم في الشرق الأوسط.
الملك الحسين أثناء زيارته لقاعدة جوية خلال زيارته لبريطانيا عام 1955
© أرشيف الديوان الملكي الهاشمي
كما عمل الملك الحسين على حل الخلافات بين الدول العربية. فقد بذل جهوداً جبارة خلال أزمة الخليج بين عامي 1990 - 1991 لضمان انسحاب عراقي سلمي واستعادة الكويت لسيادتها وصدر عن الدولة الأردنية الكتاب الأبيض الذي يشرح الموقف الحقيقي والعقلاني للقيادة الأردنية من أزمة الخليج تلك.
كذلك كان سعيه هذا إلى تحقيق مصالحة عربية حقيقية، حافزة للتوسط في الحرب الأهلية اليمنية. وعلاوة على ذلك، كان جلالته ينادي في معظم خطاباته ومن معظم المنابر بتقديم مساعدة إنسانية دولية للتخفيف من المعاناة اليومية للشعب العراقي.
أسهم التزام الملك الحسين بالديمقراطية والحريات المدنية وحقوق الإنسان في جعل الأردن نموذجاً يحتذى بين دول المنطقة. وتحظى المملكة باعتراف دولي بأن سجل حقوق الإنسان لديها في الشرق الأوسط، في الوقت الذي فتحت فيه الإصلاحات الأخيرة الباب أمام الأردن ليستأنف خياره الديمقراطي الذي لا رجعة عنه. وفي سنة 1990، عين الملك الحسين لجنة ملكية تمثل جميع أطياف الفكر السياسي الأردني لوضع مسودة الميثاق الوطني، الذي يعتبر اليوم - جنباً إلى جنب مع الدستور الأردني- بمثابة خطوط توجيهية لعملية المأسسة الديمقراطية والتعددية السياسية في البلاد.
وقد أجرى الأردن في الأعوام 1989 و1993 و1997 انتخابات برلمانية كانت باعتراف العالم من أكثر الانتخابات حرية وعدالة في تاريخ منطقة الشرق الأوسط.
اقترن الملك الحسين بالملكة نور في الخامس عشر من حزيران 1978. وفي أواخر عمره كان الحسين قد أصبح جداً ينظر بفخر إلى أحفاده الآخذ عددهم في الازدياد.
كان جلالته طيلة سنوات عمره رياضياً دؤوباً. فقد كان طياراً وسائق سيارات ودراجات رياضية بارعاً. كما كان يستمتع بالرياضيات المائية والتزلج على الجليد والتنس. كما كان معروفاً حق المعرفة لدى هواة الإرسال اللاسلكي في جميع أرجاء العالم، الذين طالما سمعوا صوته الودود الذي كان يجيء عبر محطته الخاصة "JY1". وفي سنوات عمره الأخيرة، كان الملك الحسين يستمتع في الإبحار عبر شبكة الإنترنت، وكان يثمن عالياً الإنترنت كقوة قادرة على إحداث التقدم والتفاهم وما إرشادات الحسين بتزويد كل مدرسة أردنية بخدمة الإنترنت سوى دليل ساطع آخر على تراثه الخالد.
كانت حياة جلالته محور العديد من الكتب. وقام هو نفسه بتأليف ثلاثة كتب هي كتاب مشاغل الملوك (1962) والذي تناول طفولته وسنوات حكمه الأولى وكتاب حربي مع إسرائيل (1969) وكتاب مهنتي كملك
:Jordan::Jordan::Jordan::Jordan::Jordan::Jordan::Jordan::Jordan::Jordan::Jordan::Jordan::Jordan:
تحـــــــــــــــــــــــــــــــياتي اردنية هاشمية مرت من هنا :nAshOomA (25)::nAshOomA (25)::nAshOomA (25)::nAshOomA (25)::nAshOomA (25):