الكفر الاخلاقي" في جامعاتنا!
ربما يكون مقبولاً أن يشير البعض إلى وجود توجه حكومي وجاد داخل الجامعات بحيث تصبح مؤسسات تعليمية ربحية، أو يتم تخصيصها. لكن .. من غير المقبول أن تتحول الجامعة من صرح أكاديمي تعليمي إلى مفرخة فساد!.
قبل حوالي عشرين سنة مضت كان طلاب الجامعات طلاب علم ومعرفة، ونادراً ما كنت تجد طالباً داخل الحرم الجامعي لديه مآرب أخرى في الجامعة خارجة عن نطاق العلم والمعرفة. أما في الوقت الحالي فإنّ طلاب الجامعة (البعض منهم) أصبحوا طلاب ورقة تثبت أنهم يملكون بكالوريوس لا طلاب علم ومعرفة.
يمكنك أن تتجول في إحدى الجامعات-في حال لم يمنعك الأمن الجامعي إذا كنت لا تملك هوية جامعية-، سترى أمام عينيك واقع الطلبة غير سار، هذا واقع لم يتوقف فقط عند "الانحراف الأخلاقي" الموجود داخل الجامعة، بل وصل الحد الى "الكفر الأخلاقي"!.
طلاب المستقبل؛ الكثير منهم ليس لديهم أهداف أو غايات يسعون إلى تحقيقها في المستقبل، ومنظره الخارجي لا يوحي بأنّه طالب جامعي بقدر أنه يوحي كعامل في "نوفتيه" لعرض الموضات الشبابية "الفايعة"، وربما يُقبل به أيضا داخل محل للحلاقة لعرض "القصات الغربية" للزبائن في شارع عبدون(منطقة مترفة بالاردن) اذا تقدم بطلب. ناهيك كذلك عن الاخلاق التي يتميز بها.
في حين تنظر إلى الطالبات، فتلاحظ أن المنظر الخارجي (من لباس وتزين ومكياج بما هب ودب) ، يوحي وكأنها "عارضة أزياء" في روما أو ربما في باريس. لا نريد أن نختلف؛ المهم أنها ما زالت في الجامعة. يقول صديق لي" أقسم بالله العظيم أنّ هنالك طالبات يلبسن لباساً لا أرضاه لزوجتي داخل حرم بيتي"!. فكيف بداخل حرم الجامعة.
ثمة أمر يستوقفني دائما ولم أجد له أجابة حتى هذه اللحظة، لماذا البعض من الشباب يقلّد "زميلاته" الفتيات، والعكس صحيح؟، سواء أكان ذلك في المظهر الخارجي أو في التصرفات؟، ربما هذا السؤال يجيبني عليه ذلك الطالب ذو الشعر طويل(بدون تعليق)، وذو العقد في عنقه، وذو السوارة في يديه، أو تلك الفتاة ذات الشعر القصير و...الخ.
لا يفهم هؤلاء الشباب ما ذهب إليه الكاتب والاديب اللبناني جبران خليل جبران في كتابه "بدائع وطرائف"، في مقالة له تحت عنوان "القشور واللباب"، حينما قال "لا، ليست الحياة بسطوحها بل بخافاياها، ولا المرئيات بقشورها بل بلبابها، ولا الناس بوجوههم بل بقلوبهم".
بطبيعة الحال هذا الكلام ليس عاما على جميع الطلبة، لكنني أؤكد أن ثمة طلبة في جامعاتنا على درجة عالية من الفهم والعلم والمعرفة والدراية والاهتمام بذاته وتطويرها، وهو ما أجزم به أن يخرج منهم رجال تغيير في المستقبل، لا رجال تزمير ولا تطبيل. في حين هناك طالبات فيهنّ من الحياء ما يمكن أن يوزع على جميع من في الكون، والاخلاق الحميدة، وتثبت كذلمك في تصرفاتها أنها ابنة الاسلام. فمثلهن لا يكن في المستقبل الا أمهات المؤمنين.
والمشكلة الأكبر أنّ هذا الفساد في الجامعات لا تجد مقابله أدنى إجراءات من قبل المعنيين، هذا الاجراءات تظهر جلية عند الاعتصامات والمسيرات المطالبة بحقوق الطلبة المشروعة. هل تصدقون أنّه عندما كان ما يسمى الاتحاد السوفيتي (قبل ان يتجزأ) كان يمنع اي ممارسات تخل بالاداب داخل الجامعات، مثل ان تضع الطالبة مكياج او ان تلبس ملابس يظهر مفاتنها، لان الجامعة فقط للتعليم وليست "كوفي شوب"، على ذمة شخص درس هناك.
لكن الفساد أو "الكفر الأخلاقي" في جامعاتنا إذا ما استمر على ما هو عليه فإنّ عواقبه ستكون وخيمة تخرج عن إطار الحرم الجامعي ليصل الأمر إلى إنهيار مجتمعات بكاملها. وقتذاك لن تفرق بين مجتمعاتنا العربية والمجتمعات الغربية. أخلاقيا.
هذا الموضوع لفت نظري واردت ان تطلعوا عليه ونناقش سويا هذه الظاهرة.
هل تلك الفتن منتشرة في الجامعات التي تدرسون بها؟
ما هي الطرق للحد من هذه الفتن ومن الكفر الاخلاقي الذي نواجهه؟
هل للجامعة ولادارتها دور في الحد او التدخل بالطلاب؟
من الملام هنا الفتاة ام الشاب ام المجتمع؟
انتظر ردودكم
دمتم برعاية الرحمن
ربما يكون مقبولاً أن يشير البعض إلى وجود توجه حكومي وجاد داخل الجامعات بحيث تصبح مؤسسات تعليمية ربحية، أو يتم تخصيصها. لكن .. من غير المقبول أن تتحول الجامعة من صرح أكاديمي تعليمي إلى مفرخة فساد!.
قبل حوالي عشرين سنة مضت كان طلاب الجامعات طلاب علم ومعرفة، ونادراً ما كنت تجد طالباً داخل الحرم الجامعي لديه مآرب أخرى في الجامعة خارجة عن نطاق العلم والمعرفة. أما في الوقت الحالي فإنّ طلاب الجامعة (البعض منهم) أصبحوا طلاب ورقة تثبت أنهم يملكون بكالوريوس لا طلاب علم ومعرفة.
يمكنك أن تتجول في إحدى الجامعات-في حال لم يمنعك الأمن الجامعي إذا كنت لا تملك هوية جامعية-، سترى أمام عينيك واقع الطلبة غير سار، هذا واقع لم يتوقف فقط عند "الانحراف الأخلاقي" الموجود داخل الجامعة، بل وصل الحد الى "الكفر الأخلاقي"!.
طلاب المستقبل؛ الكثير منهم ليس لديهم أهداف أو غايات يسعون إلى تحقيقها في المستقبل، ومنظره الخارجي لا يوحي بأنّه طالب جامعي بقدر أنه يوحي كعامل في "نوفتيه" لعرض الموضات الشبابية "الفايعة"، وربما يُقبل به أيضا داخل محل للحلاقة لعرض "القصات الغربية" للزبائن في شارع عبدون(منطقة مترفة بالاردن) اذا تقدم بطلب. ناهيك كذلك عن الاخلاق التي يتميز بها.
في حين تنظر إلى الطالبات، فتلاحظ أن المنظر الخارجي (من لباس وتزين ومكياج بما هب ودب) ، يوحي وكأنها "عارضة أزياء" في روما أو ربما في باريس. لا نريد أن نختلف؛ المهم أنها ما زالت في الجامعة. يقول صديق لي" أقسم بالله العظيم أنّ هنالك طالبات يلبسن لباساً لا أرضاه لزوجتي داخل حرم بيتي"!. فكيف بداخل حرم الجامعة.
ثمة أمر يستوقفني دائما ولم أجد له أجابة حتى هذه اللحظة، لماذا البعض من الشباب يقلّد "زميلاته" الفتيات، والعكس صحيح؟، سواء أكان ذلك في المظهر الخارجي أو في التصرفات؟، ربما هذا السؤال يجيبني عليه ذلك الطالب ذو الشعر طويل(بدون تعليق)، وذو العقد في عنقه، وذو السوارة في يديه، أو تلك الفتاة ذات الشعر القصير و...الخ.
لا يفهم هؤلاء الشباب ما ذهب إليه الكاتب والاديب اللبناني جبران خليل جبران في كتابه "بدائع وطرائف"، في مقالة له تحت عنوان "القشور واللباب"، حينما قال "لا، ليست الحياة بسطوحها بل بخافاياها، ولا المرئيات بقشورها بل بلبابها، ولا الناس بوجوههم بل بقلوبهم".
بطبيعة الحال هذا الكلام ليس عاما على جميع الطلبة، لكنني أؤكد أن ثمة طلبة في جامعاتنا على درجة عالية من الفهم والعلم والمعرفة والدراية والاهتمام بذاته وتطويرها، وهو ما أجزم به أن يخرج منهم رجال تغيير في المستقبل، لا رجال تزمير ولا تطبيل. في حين هناك طالبات فيهنّ من الحياء ما يمكن أن يوزع على جميع من في الكون، والاخلاق الحميدة، وتثبت كذلمك في تصرفاتها أنها ابنة الاسلام. فمثلهن لا يكن في المستقبل الا أمهات المؤمنين.
والمشكلة الأكبر أنّ هذا الفساد في الجامعات لا تجد مقابله أدنى إجراءات من قبل المعنيين، هذا الاجراءات تظهر جلية عند الاعتصامات والمسيرات المطالبة بحقوق الطلبة المشروعة. هل تصدقون أنّه عندما كان ما يسمى الاتحاد السوفيتي (قبل ان يتجزأ) كان يمنع اي ممارسات تخل بالاداب داخل الجامعات، مثل ان تضع الطالبة مكياج او ان تلبس ملابس يظهر مفاتنها، لان الجامعة فقط للتعليم وليست "كوفي شوب"، على ذمة شخص درس هناك.
لكن الفساد أو "الكفر الأخلاقي" في جامعاتنا إذا ما استمر على ما هو عليه فإنّ عواقبه ستكون وخيمة تخرج عن إطار الحرم الجامعي ليصل الأمر إلى إنهيار مجتمعات بكاملها. وقتذاك لن تفرق بين مجتمعاتنا العربية والمجتمعات الغربية. أخلاقيا.
هذا الموضوع لفت نظري واردت ان تطلعوا عليه ونناقش سويا هذه الظاهرة.
هل تلك الفتن منتشرة في الجامعات التي تدرسون بها؟
ما هي الطرق للحد من هذه الفتن ومن الكفر الاخلاقي الذي نواجهه؟
هل للجامعة ولادارتها دور في الحد او التدخل بالطلاب؟
من الملام هنا الفتاة ام الشاب ام المجتمع؟
انتظر ردودكم
دمتم برعاية الرحمن