رشاقة الصيف تبدأ في الربيع
مع قرب حلول فصل الصيف تزيد حمى الرشاقة بين الشباب على وجه الخصوص، فالشمس الساطعة تبرز ما خلفه فصل الشتاء على جسم الانسان من تراكمات على شكل شحوم، بشكل لا يمكن للملابس الخفيفة ان تخفيها أو تموه عنها.
لذلك ليس غريبا ان تبدأ بعض الانيقات باتباع انظمة تخسيس وتخليص الجسم من السموم مع بداية الربيع ترقبا واستعدادا للصيف.
ولا ننسى هنا ايضا الأنشطة الرياضية مثل العدو الخفيف أو المشي السريع فضلا عن ركوب الدراجات وغيرها من الأنشطة الممتعة التي يكون الهدف الاساسي منها تخفيف الوزن. ولا نحتاج للقول هنا ان أسوأ شيء يمكن ان يتعرض له أي احد منا اتباع نظام غذائي للتخسيس إلى جانب القيام ببعض التمارين الرياضية ومع ذلك لا تتزحزح تلك الكيلوغرامات بسرعة. والمشكلة حسب الخبراء ان معظمنا يعقد آمالا كبيرة ويتوقع نتيجة واضحة في وقت خرافي، وهو الأمر الصعب وغير الصحي في الوقت ذاته، لأن حرمان الجسم من بعض الأغذية المهمة يؤدي إلى نوع من سوء التغذية، فضلا عن أن البعض يقلل الكمية التي يتناولها ويعوض عنها بقطع الحلوى او الشوكولاتة على أساس انه لم يتناول سوى قطعة صغيرة منها للحصول على بعض الطاقة، ولا ينتبه أنه كان حريا به ان يتناول سندويتشا خفيفا ومغذيا، لأنه بهذه الطريقة لا يساعد الشحوم على ان تتزحزح من بعض أجزاء الجسم، الأمر الذي يصيب بالملل ويضعف المقاومة لمعاودة الأكل بنهم ليستعيد كل الوزن الذي فقده، وهذا ما يشار إليه ب «تأثير اليويو»، أي التأرجح بين انقاص الوزن بسرعة وزيادة الوزن بنفس السرعة، ويسبب عدة مضاعفات صحية، لأن ما يفقده الإنسان في هذه الحالات بروتين العضلات. فالجسم بطبيعته يتأهب للطوارئ، مثل الجوع، وذلك بالاحتفاظ بالدهون، وبمجرد ان يشعر بالحرمان من الطعام يبدأ في حرق هذه الدهون، الأمر الذي يفسر فقدان الوزن بسرعة. لكن تجويع الجسم لفترات طويلة ليس هو الحل، لأن المقاومة سرعان ما تنهار ونعاود تناول الطعام بشراهة أكبر، ومن ثم يعود الجسم إلى سابق وزنه أو أكثر. لذلك فإن الطريقة المثالية هي الحل الوسط واتباع نظام بعيد المدى، بمراعاة الغذاء الصحي وتجنب الدهون والسكريات، قدر الإمكان، وكذلك إنقاص الكمية التي يتم تناولها، إلى جانب الحرص على ممارسة انشطة بدنية بشكل يومي. ويذهب بعض الخبراء إلى أبعد من هذا، بالقول اننا لا يجب ان نحرم أنفسنا من بعض الملذات التي نحبها، مثل الحلويات او الشوكولاتة، على شرط ان نقننها ونكتفي بها في عطلة نهاية الأسبوع فقط، أو في المناسبات التي نستحقها، وإن كانوا يشددون على أن الوجبات الخفيفة التي يتم تناولها بين الوجبات الرئيسية هي العدو الأكبر للرشاقة إلى جانب الاطعمة المصنعة مثل البيتزا والصلصات والمعلبات والحلويات الغنية بالسكر والدهون، والاستعاضة عنه بالحبوب الكاملة والفاكهة والخضراوات والخبز الاسمر وكذلك المعكرونة والارز الأسمر كونها لا تحتوي على دهون لكنها غنية بالفيتامينات والاملاح المعدنية.