عمان 14 شباط (بترا )- من اخلاص القاضي - تفاجأ المواطن فاروق ناصر بمطب عال وغير واضح للعيان ولا مخدوم باشارة تحذيرية مسبقةعند قيادة سيارته ضمن السرعة المحددة في احد شوارع العاصمة ما ادى الى ارتطام رأس طفلته ذات الخمسة اعوام بزجاج السيارة الامامي متسببا بكدمات في رأسها .
واشار لوكالة الانباء الاردنية الى ان المطبات الموجودة في كثير من الشوارع بحاجة الى اعادة نظر وان وجود المطبات السيئة عرض سيارته الى خسائر مختلفة في قطع هيئتها الامامية متسائلا كيف يستطيع سائق السيارة ان يخفف سرعته حين يتفاجأ بمطب .
كما اشتكى العديد من السائقين من سوء مواصفات الكثير من المطبات وسوء توزيعها حيث اشار احد سائقي التاكسي معتصم عبد الباقي الى عدم وجود شواخص تحذيرية قبل العديد من المطبات وعدم وجود الدهان عليها وتكسر معظمها خاصة في شوارع المناطق الشرقية من عمان وفي احيائها الشعبية وان ارتفاعات هذه المطبات كبيرة وغير مدروسة .
وقال ان بعض المواطنين يلجأون الى انشاء مطبات من الباطون امام بيوتهم بطريقة يدوية خاصة في الاحياء الشعبية مبررين ذلك بخوفهم على ابنائهم حيث تفتقر هذه المطبات الى ادنى مواصفات المطب ومخالفة وتسبب الكثير من المشكلات للسائقين .
وقال السائق عماد سليمان ان ما يسبب الخسائر للسيارات ليس المطبات السيئة فقط بل "الحفر" المنتشرة في كثير من الشوارع والتي تكون بلا اشارات تحذيرية , في حين عمد السائق خالد قشطة الى اصلاح مركبته خمس مرات خلال عامين جراء المطبات السيئة اذ تكلف ما قيمته 250 دينارا وهو مبلغ فوق طاقته بحسب قوله .
وقال احد تجار السيارات محمد العتيبي والمتخصص في فحصها لما يقارب الاربعين عاما ان التردي الذي يلحق بالسيارات لدى فحصها يعود في عشرين بالمئة منه الى وجود المطبات والحفر الامر الذي يؤدي الى اضرار الهيئة الامامية للسيارة مشيرا الى ان تكلفة اصلاح السيارة التي تكون تعرضت لاضرار جراء المطبات تتراوح ما بين مئتين الى ثلاثة الاف دينار بحسب نوعها وحداثتها .
وقال تاجر سيارات اخر محمد العجل انه يستورد السيارات وتكون بحالة ممتازة او جيدة جدا ولا تكون قد تعرضت الى اي ضرر جراء المطبات لان الشوارع والمطبات في البلدان الاتية منها مصممة بطريقة تحمي السيارة , وان السيارة ذاتها التي يبيعها بحالة جيدة اذا ما اراد اعادة بيعها بعد حوالي السنة من استخدامها يكون حالها قد انقلب لوجود المطبات وسعرها ينخفض بعد هذه المدة الى نسبة تتراوح بين ال 10 و15 بالمئة .
واشار الى ان قطع السيارات التي تتأثر نتيجة سوء المطبات تكون عرضة للتلف في غضون اربعة اشهر من استخدام السيارات على الطرقات وان الكثير من المطبات تعاني اضافة الى سوء مواصفاتها من الكسر والتصدع في حين قال تاجر السيارات ابو احمد ان نسبة السيارات التي يتعامل معها في عمليات البيع والشراء والمتأثرة بالمطبات تصل الى تسعين بالمئة منها الامر الذي يشير الى وجود مشكلة حقيقية .
مدير دائرة هندسة المرور في امانة عمان الكبرى المهندس يوسف البورنو اعترف بوجود مطبات تفتقر للمواصفات المطلوبة وان العديد منها بحاجة لصيانة مشيرا الى ان عدم جودة بعض المطبات يعود الى سوء استخدامها وعدم تخفيف السرعة اثناء عبورها .
وبين ان الدائرة تعاملت مع المطبات كوسيلة لتخفيف حوادث السير وعمدت الى تطوير مواصفاتها لتعزيز السلامة المرورية مضيفا انها لا يمكن ان تعمد الى انشاء مطب الا بعد التأكد من حاجة الشارع اليه , وان الدائرة تستقبل يوميا من 10 الى 15 طلبا بهذا الخصوص وانه لا واسطة تذكر في موضوع المطبات كما يشاع .
وقال ان المطبات ليست كلها بدون فائدة وانها ناجحة في كثير من المواقع مثل المطب العريض المخصص للمشاة المسمى ب " انتر لوك " الموجود في شارع خالد بن الوليد بمنطقة جبل الحسين الذي سهل على المشاة عملية عبور الشارع .
واشار الى ان الدائرة مستعدة لتلقي اي شكوى حول سوء مواصفات مطب معين ,وان مواصفات المطب الاسفلتي المعتمد لديها هي مواصفات عالمية واننا نضعه من اجل السلامة العامة وليس لاسباب اخرى.
وقال المهندس البورنو ان الدائرة عمدت مؤخرا الى استخدام المطبات المطاطية المصنوعة من مواد صديقة للبيئة حيث اسهمت تلك المطبات في حل مشكلة تغير لون المطب العادي الذي يتأثر بالعوامل المختلفة مشيرا الى نجاح تجربة هذا النوع من المطبات في كثير من الشوارع اذ انه لا يؤثر على السيارة ويمتاز بانه سهل التركيب ولا تتجاوز كلفته كلفة المطب الاسفلتي اذ تتراوح بين اربعمئة وستمئة دينار لكنه ليس بديلا عن المطب الاسفلتي .
ومن ميزاته ايضا انه مصنع بشكل هندسي مرتب وظاهر للعيان ليلا ونهارا وارتفاعه ثابت وموحد ويبلغ خمسة سنتيمترات فيما يبلغ عرضه مترا واحدا ومن الممكن تجميع عدة قطع منه بحسب عرض الشارع .
وفي رد على سؤال حول سلبيات المطبات المطاطية والتي تؤدي بحسب مواطنين الى " قفز السيارة " اكد المهندس البورنو ان تلك الملاحظة لم ترد للمديرية وانه لا يمكن للسيارة التي تلتزم بتخفيض السرعة والالتزام بها ان تقفز عليه نظرا لميزة المطب المطاطي التي تعمل على امتصاص وزن السيارة.
وحول شكوى مواطنين من المطب الموجود في شارع علي بن ابي طالب المؤدي الى طلوع المصدار قال ان الشارع سيشهد اعمال حفريات وصيانة الامر الذي سيتم معه اعادة انشاء مطب اخر بدلا من القديم لافتا الى ان الشارع لن يتأثر بالحفريات ولن تجرى عليه تحويلة لشارع اخر لانه عريض وسيستخدم نصفه الثاني لتنظيم عملية السير .
واشار صاحب احد مكاتب تدريب قيادة السيارات اسماعيل العاروري الى شكاوى الكثير من المتدربين من سوء مواصفات المطبات وعدم وجود شواخص تحذيرية مسبقة عليها في بعض المناطق موضحا ان المدرب يركز على كيفية اتقان المتدرب لتخطي المطب " سيء المواصفات " باقل الخسائر التي من الممكن ان تلحق بالسيارة حيث يتوخى تخفيض السرعة الى الحد اللازم وتخطي المطب بامان يضمن سلامة المشاة.
وقالت رئيسة قسم الدراسات المرورية في دائرة هندسة المرور في امانة عمان المهندسة رنا العوران ان الدائرة تقوم بتنفيذ المطبات على الوجه الامثل في اماكن الازدحام منعا لحوادث الدهس ,ومن تلك الاماكن دور العبادة والمدارس والمراكز الصحية والمستشفيات والحدائق واي منشأة تشهد حركة مشاة نشطة ,وان تسعين بالمئة من المواقع التي توجد عليها مطبات مبررة باسباب منطقية بهدف المحافظة على حياة المواطن مؤكدة اهمية تعاون السائقين لدى عبورها .
مدير ادارة السير العميد عدنان فريح قال ان الطرق عادة لا تخلو من المطبات الطبيعية او الصناعية غير ان هناك بعض الاشخاص يعملون مطبات عشوائية غير مطابقة للمواصفات والقياسات الدولية لتقليل سرعة السيارات قبلها ما يعرضها لخسائر واضرار فادحة .
وبين ان هناك نوعين من المطبات اولها العالي والظاهر نهارا ويمكن تفاديه وثانيهما المنخفض ومن الصعب تفاديه ويسبب خسائر للسيارات التي تعبره اكثر من المطب المرتفع .
واشار الى ان مقدار الخسائر التي تلحق بالسيارات جراء المطبات تحدد بحسب نوع السيارة و" موديلها " قديمة كانت ام حديثة وسرعة السيارة لحظة عبورها المطب وحمولتها وحالة المساعدين " السنوبرصات " المسؤولة عن تخفيف الصدمة عن المركبة وايضا اطارات السيارة من ناحية جودتها وكمية الهواء بداخلها ومقدار ارتفاع او انخفاض المطب .
ووفقا للعميد فريح فان مهندسي الصيانة ينصحون الذين يقودون السيارات اثناء عبورهم لاي مطب صناعي او طبيعي بالعبور باقل سرعة ممكنة للمحافظة على اجزاء السيارة ثم تفقدها بعد تعرضها لعدة مطبات وتغيير الاجزاء التالفة وضبط ضغط الاطارات مؤكدا اهمية وجود علامات تحذيرية قبل المطب بمسافة كافية وان يدهن بلون فسفوري ليكون واضحا ليلا .
وحول معايير وضع المطبات اشار الى انه يتم اختيار المنطقة المراد وضع المطبات فيها اما بسبب كثرة الحوادث عليها خاصة حوادث الدهس او طبقا للدراسات والاحصاءات في ذلك الشارع كما يتم استخدامها في الاماكن التي يتواجد فيها الاطفال ويكثر عليها المشاة وفي الطرق المضاءة التي تقل سرعتها عن ستين كيلو مترا في الساعة .
وعن الاماكن التي يمنع وضع المطبات عليها بين مدير ادارة السير انها لا توضع على مخارج الانقاذ والاسعاف والاطفاء والنجدة منوها الى اهمية استشارة كل من الدفاع المدني والاسعاف والشرطة وجميع الشركاء المعنيين بالسلامة المرورية في المنطقة قيد الدراسة .
واكد اهمية تجهيز المطبات بالضوابط المرورية اي وضع شواخص تحذيرية في مكان واضح ومكشوف قبلها بمسافة لا تقل عن خمسين مترا ووضع شاخصة ارشادية على المطب ذاته اضافة الى العواكس والعلامات الارضية الخاصة بممرات المشاة .
ولفت مدير ادارة السير الى اهمية اضاءة الشوارع التي توجد عليها المطبات بحيث توضع مصابيح انارة متتابعة تضاء بواسطة الكهرباء شريطة ان لا تزيد المسافة بين الواحد والاخر عن 38 مترا بحيث يكون المصباح الاخير ضمن مسافة لا تزيد عن خمسة امتار من المطب .