سئمت زي الحزن الذي يعتري حروفي ... سئمت الجروح التي تكويني بنزيفها ... سئمت الخداع والنفاق ... ولكن ماذا عساني أفعل إذا كانت حياتنا كلها نفاق وخداع ... ماذا عساني أفعل إذا أحببت الكثير إلا من أحببت أخذوا يتلاشون رويداً رويداً بل دفعة واحدة ... لقد أحببت الكثير ممن رأيت وجوههم وممن لامست روحي روحهم ولكنهم جميعاً نعم جمبعاً تفننوا بحفر أسمائهم على جدران قلبي بتلك الخناجر محدثين جروحاً أخذت تنزف أنين الزمان ... آه من هذه الجراح ... أتعلمون لم تسمى جراح لأن من يتمتع بمراستها هم من كانوا يوماً قريبين إلى قلبك بل من كانوا يوماً روحك و نفسك ... عندما يأتي العدو ليثخن جسدك بالجراح لا تلمه لأنه عدو ولن تعير جروحه أهمية فهي ليست جروحاً بكل معاني الكلمة ...ولكن عندما يحدث القريب جراحه المنقوشة فإنك تشعر بها مهما كانت طفيفة لأنك تعجز عن ردها إليه فهو من أحببت ... هو من وهبته حياتك ... هو من ضحيت لأجله ... هو من مسحت دموعه يوماً ووقفت بجانبه دوماً... فمهما فعل لن يطاوع قلبك ظلمة الحقد بأن تسكنه ولن يطاوع وساوس الألم بالانتقام ...
كيف تعتقدون بأن هذه الجراح قد تمحى وهي من تبكي عيون القلوب ... وتنزف كلمات الروح ... وتتلون بصبر الجفون ...كيف..؟!