بسم الله الرحمن الرحيم
روى ممرضون أردنيون عائدون من غزة تفاصيل العديد من المواقف التي عايشوها خلال فترة وجودهم في قطاع غزة على مدى نحو إسبوعين، ووصفوا ما حدث بأنه معجزة طبية حقيقية تراوحت بين توقف نزيف الجرحى تلقائيا، الى ملاحظة قدرة الجرحى الهائلة على تحمل آلام الإصابات التي لحقت بهم جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع على مدى 23 يوما بلا توقف.وقال الممرضان منير عقل و محمود ابوسيف انه كان للجرحى قدرة كبيرة على تحمل الالم كما أنهم لم يسمعوا جريحا يتالم ، وبان بعضهم كان يبتسم رغم عدم استخدام المسكنات التي نفذت مبكرا من مستشفيات القطاع ، و بان العديد من الجرحى الذين بترت اعضاؤهم لم تكن الدماء تنزف منها.
وأكد عضو الوفد نقيب الممرضين السابق منير عقل ان سكان غزة أعادوا سيرة الصحابة من خلال تضامنهم مع بعضهم البعض خلال العدوان، فقد كان السكان قبل ان يخلو منازلهم المهددة بالقصف يعطوا مفاتيحها للمقاومين كي ياكلوا منها ، ويقولون لهم انها اذا قصفت فهي في سبيل الله .
وأكد أن اهل القطاع وممرضيه يقدرون موقف الاردن من العدوان ،وحملونا التحية والتقدير للاردن قيادة وحكومة وشعبا على الدعم القوي واللامحدود الذي قدم لهم ، وقالوا لنا يكفينا ان نراكم بيننا ولا نطلب منكم شيئا.
وقال عقل قلنا للاهل في القطاع ان مئات الممرضين على استعداد للمجيء فقالوا لنا لقد ساهمتم باستعدادكم هذا بالنصر ولقد زادنا هذا قوة واصرارا على تجاوز العدوان ، وانه سيكون للممرضين الاردنيين حصة من النصر ان شاء الله .
وعن المشاهد الحية التي رصدها الممرضون قال عقل ان اطفال غزة كانوا يستهزئون بطائرات الزنانة التي تطلق صواريخ موجهة وبدقة بعد اخذ صور عن الارض ، وكانوا يقولون انهم يريدون ان تلتقط لهم الطائرة صورة جماعية عندما سالهم الوفد عن سبب تجمعهم وعدم خوفهم من الطائرة.
و اشار الممرض محمود ابوسيف الى ان عمل الممرضين الفلسطينيين والكوادر الطبية في مستشفيات القطاع لم يكن باقل من عمل المقاومين ، مشيرا الى ان بعضهم امضى فترة العدوان في المستشفيات وان اخرين لم يكونوا يغادرون المستشفى لاسبوعين.
وكان ممرضون اردنيون عادوا مؤخرا من القطاع أكدوا ان معجزات طبية حصلت معهم اثناء تاديتهم لواجبهم الانساني في اسعاف جرحى العدوان الاسرائيلي على القطاع.