يا أرضَ غزّةَ،
لا رُكونَ، ولا نُواحْ
فالشَّمسُ تُشرِقُ
من رياحينِ الجِراحْ
والمجْدُ ينطِقُ لا يُبالي بالنُّباحْ
والنَّصْرُ يهْزَأُ بالدَّجاجِ،
وإنْ تستَّرَ بالصِّياحْ
سرْ أيّها الفجْرُ المُضمَّخُ في البِطاحْ
لن يكتُبَ التّاريخَ إلاّ قهْقهاتُكَ يا سِلاحْ
يا أمّةَ الإسلامِ، كيفَ النّومُ،
والأوصالُ تأكلُها الرّماحْ؟
يا أمة الإسلامِ،
حيّ على جهادِ الكُفْرِ،
حيّ على الفلاحْ
أشكو إليك يا إلهي أمةً
مزريةً أحوالُها .. مخيّبة
لا عرباٌ عاربةٌ باتت .. ولا مستعربة
تحتلُّ ما بين شعوبِ الأرضِ أدنى مرتبة
تمشي على عكازةٍ
ذليلةً عليلةً .. هامتُها محدودبة
عن كلِّ أسبابِ الرقيِّ والمضيِّ ..
والعلوِّ والسموِّ .. والإباءِ أضحت مضربة
ببؤسِ حالِها .. وما آلت إليهِ من هوانٍ معجبة
قد رهنت بلادَها
وضيّعت أمجادَها
ونصّبت مولىً لها .. جلادَها
ماتت جراحُها .. فلم تعدْ تحسُّ أنها
محكومةٌ .. مكلومةٌ .. مظلومةٌ
شقيةٌ معذبة
كلُّ سهامِ الغدرِ والحقدِ لها مُصوّبة
مرت عليها ألفُ ألفِ تجربة كأنها عديمةُ التفكيرِ ..
و ليسَ لديها ذرةٌ من موهبة
الناسُ في بلادِهم تغيّروا
تحرّروا تطوّروا تنوّروا
ولم تزلْ ترقدُ في قمقمِها معلبة
عشرونَ شعباً أويزيدُ ..
ضاعَ في وحلِ الضياعِ .. إسمُها ..
تاريخُها .. أمجادُها
لم يبقَ إلاّ جسمُها
خيراتُها حكرٌ على جلادِها مُطوّبة
تائهةٌ .. ضلّت إلى برّ الرشادِ دربّها
للشرقِ مرةً تشدُّ رحلَها .. وغالباً مغرِّبة
عما يدورُ تحتَها وفوقَها
وغربَها وشرقَها .. مُغيّبة
من قدميها أفلست .. لراسِها
تسرطنَ الإفلاسِ في إحساسِها
صارَ الهوانُ حجرَ الأساسِ في أساسِها على ذاتِ الحياةِ المُجدبة
باعت فلسطينَ ومَن بها احتمى
وفرّطت بالقدسِ .. بالأقصى .. بكلِّ مُنتمى
وقبلَها .. غرناطةٌ وقُرطبة
قد رضيت بالذلِّ والهوانِ والخنا
وأن توصفَ .. إرهابيةً مُخرّبة
يا ويحَها كيفَ اكتست بعقدةِ النقصِ
كما لو أنّها .. عباءةٌ مُقصّبة
ربّاهُ ما عادت حياةُ منتمٍ إليها .. حلوةً وطيبة
ربّاهُ أخشى أن تكونَ استمرأت
دونيةَ الشعورِ ..
والإحساسُ بالقصورِ ..
صارَ عندها هوايةً مُحبّبة
عندي مشاعِرُ لو تفيض لأغرقت شَطّ العَـرَبْ
والقلبُ يزفر مـن أوار جهنـم يرمـي لهَـبْ
والروح تعلن في جنون ، ترتقي أفق الغضـب هذي جراحي من شمالِ الأرضِ جاوبها النَّقَـبْ
والليـل سـاد بعتـمـة الظـلـم انتـصـب
لا السَلمُ داواها ، ولا أقـواَلُ مغـوار غَضِـبْ
فالطائرات المتقنـاتُ تُعِـدُّ موتـاً لـم يخِـبْ
شكراً لأن القتلَ سهلٌ ، بالمدافعِ قد سُكـبْ !!
لهفـي علـى أطفالنـا يتـمٌ بـلا راعٍ و أبْ
شكراً لكل الجامعيـنَ مـن الدنانيـر الذهَـبْ
لكننا نبغـي جيوشـاً هدّهـا حُسْـنُ الأَدَبْ !!
ما ضرّهم لو أسمعونا قصفهم فـي تـل ابَـبْ
منهم صواريخ الكـلامِ ، وأتخمونـا بالخُطَـبْ
منى وداعاً للقتيـلِ ، شهيدِنـا فجـراً سَـرَبْ
اهدأ بموتك فالشموعُ ضياؤها غَمَـرَ الشُّعَـبْ
تلك الجموعُ كما الفراش ، وفي جنونٍ تضطرب
و الكل يرنو للذيـنَ بلهوهـم ألهـوا الطَّـرَبْ
و الحال تعربُ في جنونٍ فاضحٍ أيْنَ العـرب؟
تنامُ كي تصحو ..
لم تستفدْ لو مرةً من تجربة