أتعجب من صرخات الملايين المغناه " ويين الملايين " ! دعوني أقدم لكم دعوة لنتشارك الصراخ ، أو إن صح الكلام - النياح - .
اعذروني يا " نائحون " ويا نائحات ، سأخدش زوايا الإنسانية لديكم ببعض الصور ، لتذرف دموعكم مرارا وتكرارا كما اعتادت تلك العيون ، فعهدي بكم يا قومي ليس إلا نائحون باكون . واغتنم الفرصة لأهنئكم بخبر قياسي ، لا قوم يجيد فنون القتال - النياح والبكاء - غيرنا ، لا أحد سوانا ، فهنيئا لنا .
مهلا ، ألا زلتم تمارسون فنون قتالكم من بكاء ونياح ، وتجوبون الأماكن العامة وتحرقون الصور والأعلام ! ألا تخافون من غضب الله عليكم أن ينسفكم أيها المفسدون - كما تفضل الشيخ اللحيدان في فتواه أن المظاهرات صد عن ذكر الله وإفساد في الأرضالمصدر - .
إنه ليخالطني الشك الآن بأن الله لا يستجيب لدعائنا ، لأن كل ما تفعلون يصد عن ذكر الله - كما تفضل الشيخ - . فماذا عسانا نفعل يا ترى ! ما الذي يحجب تلك الصلوات والأدعية في خطب الجمعة وصرخات الثكالى على تلك الجثث لأهاليهم ! تلك الأدعية التي تنتظر أن يرسل الله طيرا من أبابيل أو ملائكة لتدمر بني يهود من إسرائيل .
أتعلمون أين ذهبت تلك الابتهالات ؟ اختطفتها نسور سماء قلوبكم السوداء قبل أن تصل إلى الله ، تلك القلوب المليئة بالحقد والبغضاء . قد أكون ظلمتكم ، فلربما حجبتها غيوم صفوفكم المتفرقة السوداء ، فلقد عصينا أمر المولى - عز وجل - حيث يقول في محكم كتابه الكريم : * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا * .
أفيقوا من سباتكم ، أنى لكم تنوحون كالنساء وأنتم ملايين من العرب ومليارت من المسلمين ! وتريدون الله أن يستجيب دعائكم ، هيهات ، هيهات .
يجب علينا أن نوحد صفوفا أولا بشكل عام ، ونبذل أي شي عن طريق المظاهرات والإعلام - آه يا إعلامنا العربي - . فيا قومي لا تدعوا موطن القدس الشريف لليهود أو تحقيقا لأطماع الفرس