:roll2::roll2::roll2::roll2:
أنباء عن "تعبئة عسكرية" بين عناصره
حزب الله.. عين على غزة وأخرى على الجنوب بانتظار ساعة الصفر
مع بدء الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، ودخولها اسبوعها الثالث، توجهت الانظار، من ناحية، إلى التطورات الميدانية في غزة، ومن ناحية ثانية الى الجبهة الجنوبية اللبنانية. والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا لم يتحرك حزب الله عسكرياً حتى الآن لدعم حركة حماس في غزة؟ علما بأن أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله، أكد في احدى خطاباته ان كل الاحتمالات واردة.
وبرزت تساؤلات حول المعطيات التي ستؤدي الى أخذ خيار التدخل العسكري وفيما إذا كان هذا الخيار هو تطور العملية الإسرائيلية في اتجاه الحسم والقضاء على حماس، مع ما يعنيه من إعادة رسم لخارطة المنطقة، وبروز خطر توسع الحرب وتحولها من حرب إسرائيلية - فلسطينية في غزة إلى حرب اقليمية.
ورأى بعض المراقبين في لبنان أن حزب الله في حالة "تعبئة عسكرية" في انتظار اللحظة المناسبة لتحريك جبهته، وهذه اللحظة هي هزيمة حماس مما يؤدي لانقلاب الموازين في المنطقة.
التزامات داخلية
وقال المحلل السياسي اللبناني، غاصب المختار، إن حزب الله لا يُستدرج الى معركة لا يختارها هو بالتوقيت والظروف السياسية الداخلية والاقليمية المناسبة، خاصة وأن الحزب هو الآن عضو في حكومة الوحدة الوطنية وهو يلتزم بما تقرره هذه الحكومة، ومن ضمن ذلك الالتزام بتطبيق القرار 1701.
وأضاف المختار في حديث لـ"العربية.نت" أن حزب الله، وبحسب معلومات متوافرة، أعلن حالة التعبئة العامة في مناطق تواجده على جميع الاراضي اللبنانية تحسبا لقيام اسرائيل بعمل ما هدفه صرف النظر عن ما تقوم به من مذابح في غزة، وهو على استعداد كامل للرد على اسرائيل إذا ما تمادت في خرقها للقرار 1701، ولكن حجم هذا الرد سيكون مرهونا بقراءته للوضع الداخلي والاقليمي.
ويعتقد المحلل اللبناني أن تحرك حزب الله سيأتي ضمن رؤيته لتحرير ما تبقى من الاراضي اللبنانية المحتلة ولكن ذلك يرتبط بنتائج المعركة في غزة، عسكرياً وسياسياً، بحيث انه وفي حال استطاعت اسرائيل ان تحقق انتصاراً ما، وهذا مستبعد كما يعتقد، وحاول المحور الامريكي-الاسرائيلي وأنصاره في المنطقة إعادة فرض وقائع وأجندة سياسية في المنطقة لا تتناسب وحسابات "قوى الممانعة"، فعندئذ من المرجح أن تشتعل الجبهة الاقليمية برمتها ولن تقتصر المعركة على حزب الله فقط. ويضيف أن هذا كله يرتبط أيضاً بطريقة تعاطي اوباما مع ازمة المنطقة.
الحزب في حالة ترقب
من جهته، يرى الدكتور علي فياض، رئيس مركز الابحاث في حزب الله، في حديث للعربية.نت، أن "حزب الله يعتبر نفسه معنياً بشكل مباشر بالتطورات التي تحصل في غزة وان ما يحصل في القطاع خطير جداً وسيترك تداعياته على المنطقة، وهوةالآن بحالة ترقّب".
أما العميد المتقاعد في الجيش اللبناني الدكتور أمين حطيط فيرى بدوره أن الوضع في غزة حتى الآن هو لصالح المقاومة وإن العملية العسكرية الاسرائيلية اخفقت وعجزت عن تحقيق اهدافها، وفي التقييم العسكري العام، رغم الخسائر والمجازر التي ارتكبها العدو الاسرائيلي في غزة، فإن اسرائيل في وضع الاخفاق والفشل في تحقيق هدفها الرئيسي.
ويشير حطيط الى أنه "يكفي ان ننظر الى الصواريخ التي تطلق يوميًا من قطاع غزة وثبات قيادة المقاومة وحكومة حماس في مواقعها، لنستخلص أن الوضع الداخلي في القطاع لم يتغير وإن المقاومة لم تندحر، وبذلك قد تكون اسرائيل قد حددت هدفها في القطاع ولم تحققه، وفي التعبير العسكري، فإن المهاجم الذي لا يبلغ هدفه، يكون قد أخفق او هزم".
وبالتالي، يتابع حطيط، "إذا كانت المقاومة في فلسطين هي المنتصرة واسرائيل هي المهزومة، فلماذا تقدّم الى اسرائيل خدمة تحويل الانتباه عن هزيمتها وإظهارها بمظهر الضحية؟ وهذا لو حصل من قبل حزب الله او اي جهة إقليمية أخرى، يعتبر في الظرف الحالي بمثابة الخطأ الاستراتيجي الذي، إذا ارتكب، يمس بالمصالح الاساسية لكل قوى جبهة الممانعة".
ويوضح أنه "يجب ان نذكر أيضاً ان المقاومة، عندما امتلكت سلاحها، كانت بذهنية دفاعية، ولأن المقاومة بتعريفها هي ردة فعل على ظلم، وهذا يعني إذا لم تقدم إسرائيل على مهاجمة لبنان، فإنه من غير المنطق أن نرى مقاومة تبادر الى عمل هجومي، عندها لا تكون مقاومة بل حركة تحرير.. أما في الظروف الموضوعية القائمة، في غزة، وفي الظروف الذاتية للمقاومة، تتقاطع هذه الظروف موضوعياً وذاتياً لتقول إنه ليس في هذا الظرف بالذات من مصلحة المقاومة ان تتدخل".
تنسيق عسكري
بدوره يقول الدكتور أنيس النقاش، منسق شبكة الأمان للبحوث والدراسات الاستراتيجية إن اجتماعا عقد الاسبوع الماضي ضم عدد من قادة القوى (الجبهة الشعبية- القيادة العامة، حماس، وحزب الله).
وأشار الى أنه تم الاتفاق خلال اللقاء على الخطوات التي يجب القيام بها في ما يخص مواجهة عدوان اسرائيل على غزة والدعم المطلوب للقطاع، ولم يستبعد المجتمعون خيار التدخل العسكري، ولكن حددت لهذا الخيار شروط.
ويضيف "الوضع في غزة حتى الآن لا يستدعي التدخل"، لافتاً الى ان الامور تتم وستتم بالتنسيق الكامل بين القوى الفلسطينية وحزب الله. واوضح د. النقاش ان حزب الله مرتاح حالياً للوضع في غزة، وإن الماكينة العسكرية الفلسطينية في غزة تعمل بشكل جيد.
:face (65)::face (65):