أعلن مسؤول عراقي رفيع المستوى أن الصحافي منتظر الزيدي الذي قذف الرئيس الأمريكي جورج بوش لدى زيارته إلى بغداد بحذائه أحيل إلى القضاء للتحقيق بتهمة الاعتداء على رئيس، مشيرًا إلى احتمال وجود جهة حركته و"تقف وراءه"، ومعتبرًا أنه من السابق لأوانه معرفة ذلك.
وعلق اللواء قاسم عطا المتحدث باسم خطة أمن بغداد "فرض القانون" على الموضوع قائلا "أحيل الزيدي إلى القضاء العراقي للتحقيق معه"، وأضاف أن "الموضوع قضائي، ولا علاقة للجيش والشرطة باعتقاله، والتحقيق جار معه من قبل الجهات القضائية".
وتابع عطا في جواب له حول الجهة التي دفعت به لهذا العمل "من السابق لأوانه أن نعرف من هي الجهة التي تقف وراءه أو لنعرف تفاصيل أخرى".
وقال عبد الستار بيرقدار المتحدث باسم المجلس الاعلى للقضاء ان منتظر الزيدي الذي نعت بوش بالكلب وجهت اليه تهمة "الاعتداء على رئيس".
وأضاف بيرقدار ان الزيدي مثل اليوم أمام قاضي التحقيق في حضور محامي الدفاع والمدعي واعترف بما فعله.
وقررت المحكمة ابقاء الزيدي معتقلا وبعد أن يتم القاضي تحقيقه قد يرسله للمحاكمة بموجب بند في القانون الجنائي العراقي يعاقب كل من يحاول قتل رئيس عراقي أو أجنبي. وتابع بيرقدار ان مثل تلك الجريمة تصل عقوبتها الى السجن بين سبعة أعوام و15 عاما.
وأعلن خليل الدليمي الرئيس السابق لهيئة الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الإثنين أن نحو 200 محام عربي وأجنبي أبدوا استعدادهم للدفاع عن الصحافي العراقي الذي رشق الرئيس الأمريكي جورج بوش بحذائه.
وقال الدليمي إن "العمل يجري على قدم وساق من أجل إنشاء هيئة دولية للدفاع عن الصحافي العراقي منتظر الزيدي، الذي رشق بوش بحذائه ولحد الآن أبدى حوالى 200 محامٍ عراقي وعربي وأجنبي بينهم أمريكيون استعدادهم للدفاع عن هذا الصحافي وبدون أية أتعاب".
وقام الزيدي -29 عاما- برشق حذائه باتجاه الرئيس الأمريكي جورج بوش دون أن يصيبه خلال مؤتمر مشترك مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مقر هذا الأخير مساء الأحد.
وبعد المصافحة بين الرجلين في آخر لقاء بينهما، قام مراسل قناة "البغدادية" الزيدي الذي كان واقفًا بين المراسلين برشق حذائه قائلا "هذه قبلة الوداع يا كلب"، وحاول المالكي حجب بوش لكن الحذاء لم يصب أيا منهما.
وسارع عناصر الأمن الامريكيين والعراقيين إلى سحب الصحافي الذي كان يصرخ بأعلى صوته.
من جانبه، اتهم ضرغام الزيدي -32 عاما- شقيق منتظر قوات الأمن العراقية بضرب شقيقه منتظر والتسبب بكسر ذراعه.
وقال في اتصال هاتفي "وردتنا معلومات من رجال أمن يعملون في المنطقة الخضراء تؤكد أن منتظر (الزيدي) معتقل حاليا من قبل قوات الأمن العراقية، هناك".
وأضاف "لقد كسرت ذراعه وأحد أضلاعه وأصيب بجروح في عينه وإصابات في ساقه ومناطق متفرقة من جسده".
بدروه، طالب النائب بهاء الأعرجي عن الكتلة الصدرية (30 مقعدا) بفتح تحقيق في الأمر.
من جانبه، اعتبر النائب محمود عثمان النائب عن التحالف الكردستاني (53 مقعدا) ما قام به منتظر "ليس بالأسلوب الصحيح"، مضيفًا "لا أؤيد ذلك وأفضل أن يقوم الصحافي بالسؤال أو الانتقاد أو المطالب منه (جورج بوش) بالاعتذار للشعب العراقي".
ولد الزيدي في الخامس من يناير/كانون الثاني 1979، في منطقة الكاظمية شمال بغداد، وبدأ العمل في الصحافة في صحف محلية بعد اجتياح العراق عام 2003.
وينحدر من محافظة الناصرية (جنوب العراق)، ويسكن حاليا في شقة مع أشقاء له في شارع الرشيد وسط بغداد.
وجرت تظاهرات في مدن الموصل (شمال) والفلوجة (غرب) ومدن أخرى، تشيد بشجاعة منتظر الزيدي وتطالب بإطلاق سراحه.
وأوقفت أجهزة الأمن العراقية الصحافي على الفور، وشوهدت آثار دم في موقع الاعتقال.
وعلى وقع الهجوم على الرئيس الأمريكي بالحذاء، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية إنه سيراقب الصحفيين خلال المؤتمرات الصحفية خشية قيام أحدهم بتنفيذ اعتداء بحذائه.
وقال المتحدث ليو جيان تشاو في مؤتمر صحفي "إن كل الزعماء يستحقون الاحترام، وأعتقد أن علينا احترام قادة الدول".
ولمح، قبل تلقي مجموعة من الأسئلة الصعبة، قائلا "ربما عليَّ الآن ألا أنظر فقط لمن يرفعون أياديهم، ولكن لمن يخلعون أحذيتهم أيضًا".