مصابات بالسرطان يفتشن عن "زوجة بديلة" على طريقة ليلى
عمان - خالد أبو زيد
فضلت بعض الأردنيات المصابات بمرض السرطان الاقتداء بطريقة تفكير ليلى بطلة المسلسل التركي "لحظة وداع" الذي يعرض حاليا على قناة mbc4 في البحث عن زوجة وأم بديلة قبل رحيلها بهذا المرض اللعين، وأخذت بعض الأردنيات بالفعل يفتشن عن تلك الزوجة البديلة التي تتطلب مواصفات خاصة.
فالعتب الذي سجله أردنيون في مقابلات على "ليلى" لوضعها زينب -زوجة "رجاء"- في مهب الريح، بسبب إخفاء قصة إصابتها بالسرطان؛ لم يمنع أردنيات مصابات بالسرطان من اختيار زوجات مناسبات من وجهة نظرهن لأزواجهن بعد وفاتهن.
وتقول آيات منصور إن زوجة أخيها "إيمان" المصابة بمرض السرطان تأثرت كثيرا بأحداث هذا المسلسل، إلى درجة أنها طبقت فكرة ليلى في اختيار زوجة مخلصة لرجلها، وأما حنونة على ابنتيها بعد رحيلها.
وأضافت أن إيمان أوصت زوجها بأن يتزوج بعد وفاتها من صديقة لها "أرملة" لقناعتها بأنها ستكون مخلصة له، وأما حنونة على أطفالها الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين 6-14 عاما.
وتابعت أن صديقتها الأرملة البالغة من العمر 30 عاما -ليست لها قدرة على الإنجاب- ستفجر أمومتها المحرومة منها في متابعة تربية أبنائها الذين تتمنى ألا يشعروا باليتم في حال مفارقتها للحياة.
ومع أن شقيقها "41 عاما" -وفق ما تقول آيات- رفض الفكرة كليا في بداية الأمر؛ إلا أن مؤشرات الانصياع بانت عليه خلال الأيام الأخيرة بسبب ضغط إيمان عليه، باعتبار أن هذا طلبها الأخير في حياتها، وثانيا أن نتائج التقارير الطبية تؤكد انتكاس حالتها، وأنها تعد أيامها الأخيرة في هذه الحياة.
داخل عيادات الأطباء
ووفق ما رصده مراسل في عدد من العيادات المختصة بعلاج أمراض السرطان في العاصمة الأردنية عمان فإن مسلسل "لحظة وداع" يحظى بنسبة مشاهدة كبيرة بين المصابات بالمرض اللعين والسبب -كما تقول نبيلة السيوفي، إحدى المختصات بعلاجهن نفسيا- شغفهن في البحث عن طرق جديدة للتعايش مع هذا المرض المرعب بالنسبة لهن.
وتضيف أنها سمعت من أكثر من واحدة رغبتها في اختيار زوجة مناسبة لرجلها بعد موتها، لا سيما ممن لديهن أطفال، وفي المقابل قالت إن هناك من مرضاها من أكدن رغبتهن بعدم اقتران أزواجهن بغيرهن بعد موتهن من شدة حبهن لهم وغيرتهن عليهم.
أما سكرتيرة أحد الأطباء في تلك العيادات -وتدعى لقاء إبراهيم- فقد أكدت أنها أصبحت من متابعي المسلسل بسبب الحديث الذي يدور حوله بشكل يومي من قبل المراجعات في صالة الانتظار خاصة حول "ليلى" وخطواتها التي اتخذتها من أجل تأمين عائلتها من بعدها.
عتب وتعاطف!
وفيما يراقب أردنيون في الحلقات المقبلة مدى قدرة زينب على تنفيذ نصيحة الطبيب النفسي بوقف مسلسل تضحياتها والتفكير بذاتها ومستقبلها، فإن بعضهم اتهموا "ليلى" بالأنانية كونها لم تقدر حجم التضحية التي قدمتها زينب من أجل أن تكون أما بديلة لابنتيها تعوضهما عن الحنان الذي سيفقدانه في حال موتها بسبب المرض الذي هد جسدها.
فمنهم من توقع أن تشهد ما تبقى من حلقات انقلابا سريعا في مشاعر عائلة رجاء وبناته تجاه زينب، وتأنيبا كبيرا لـ"ليلى" لإخفائها مرضها، وصياغة حياة المحيطين بها، ومنهم إياد وفق رؤيتها، ومنهم أيضا من تصور أن "ليلى" ستعود إلى عائلتها وتقضي ما تبقى من حياتها بين رجاء وابنتيها بعد أن يعلم الجميع بمرضها ويغفر لها تخطيطها.
وترى دانا الريحاني أن "ليلى" ظلمت زينب كثيرا، وحرمتها من أن تعيش حياتها التي تستحق، ولذلك فهي تعتقد أن زينب أحق برجاء الآن من ليلى التي قررت أن تنأى بذاتها ومرضها بعيدا عن عائلتها.
أما مضر حرب فيعتقد أن مسار أحداث المسلسل تشير إلى أن ليلى ستعود إلى رجاء الذي بدا عليه حتى الآن عدم انسجامه مع زينب، وسيقف جميع أفرادها معها لتمكينها من تجاوز محنتها المرضية الخطيرة.
وتقول رؤى ناصر: إن خطأ ليلى في عدم الإفصاح عن مرضها ووضع عائلتها السابقة في مسار قرار إبعاده ما زالت مجهولة للجميع سيكلفها كثيرا في الحلقات المقبلة، وخاصة عندما يعرف رجاء وابنتاه مدى التضحية التي قدمتها زينب لهم والظلم الذي أحاقوها به.