لم نشأ وإنما شاء القدر
أن نولد فلسطينيين لا وطن لنا ولا مستقر
حياتنا نصفها بؤس وقهر
والنصف الآخر كفاح لتحقيق النصر
قبل الشتات كان لنا جبلٌ وسهلٌ ونهر
تحدنا لبنان سوريا الاردن ومصر
ومن الغرب كان يحدنا أيضاً البحر
أما بعد سنة الهجر لم يعد لدينا حتى مقر
فتفرقنا في شتى أنحاء القطر نبحث عن رزقٍ من شدة الفقر
حتى لو كان الرزق حبة تمر
سمينا لآجئين ومنحنا وثائق سفر
وسمح لنا بالسفر فقط إلى القمر
مكانك قف لا سبيل لك ولا مفر
حتى القمر تحتاج له تأشيرة سفر
عشنا بعدها في المخيمات
وعانينا فيها كل المعاناة
كانت تُجمع لنا المساعدات
لنأخذ نصيبنا من الأعاشات
فصرنا ننتظر المعونات
بعد ما سُلبنا الأراضي والعقارات
إنها قذرة الحياة
لا مأمن فيها ولا نجاة
قُدر لنا أن نمشي فيها على الجمرات
وأن نعاني عذاب الدنيا حتى الممات
حتى في النضال تفرقت فينا الفئات
إلى عدة شعارات ومنظمات
فدخلنا في دوامة الصراعات
وصار الحلم بدل الدولة دويلات
غرقنا في تلك النزاعات
وذُّبحنا في صبرا على أيدي العصابات
كانت الضحايا حينها بالمئات
حتى لترى الدم قد فاضت به الطرقات
جلسنا على طاولة المفاوضات
لنسترجع الحلم الذي صار ذكريات
وقعنا عدة معاهدات
آملين أن نحيي بعض ما فات
ولكن أن ما فات قد مات
لم تطبق أي من تلك الإتفاقات
فالقدس صارت صفقة من الصفقات
بعد ما كانت أرض الديانات
أرادوا أن ينسونا فلسطين
ونسوا أنها دمنا في الشرايين
يريدوا أن يقروا قانون التوطين
وأن يلغوا من القاموس كلمة لآجئين
يريدوا أن يقسموا فلسطين
ويدفعوا ثمنها بالفلس مقابل الطين
ولكنا لن نبيعك يا أرض ولا بكل الملايين
أعتقد إنا خسرنا الأرض لكنا ربحنا العلم والدين
فها نحن هنا مسلمين ومسيحيين
شعراء علماء أطباء ومفكرين
لدينا حكماء سياسيين
وعظماء إستشهاديين
وسنحرر بيت المقدس بإذن رب العالمين