خاض أعضاء من "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" في السعودية مباراة في البولينج مع فريق محترف في صالة للألعاب بمركز تجاري في مدينة جدة (غرب)، وذلك بعد يوم واحد فقط من قرار الهيئة تشكيل مجلس رئاسي لمراقبة أنشطتها في خطوة انقسم السعوديون حيالها.
وكان مرتادوا المركز التجاري فوجئوا بسيارة الهيئة وقد توجهت صوب صالة الألعاب، حيث اعتقد المتسوقون والمتسوقات للوهلة الأولى أن شيئا مريبا حدث داخل الصالة مما دفع أغلبهم للانتظار ريثما يخرج أعضاء الهيئة بمن أمسكوا بهم من المخالفين المفترضين، بحسب تقرير أعده الصحافي حمد العشيوان ونشرته صحيفة "الوطن" السعودية الثلاثاء 11-11-2008.
وفاز فريق الهيئة بـ 187 نقطة مقابل 159 نقطة، فبعد محاولتين أو ثلاثة من أصل 17 كرة، لعبها الشيخ آل حيان ووسط تشجيع الشباب وصراخهم نجح في الإطاحة بكل القوارير بضربة واحدة، ثلاث مرات "Strike"، وأربع محاولات "Split" ليهتف الشباب وسط تصفيق حاد "يا سلام عليك يا شيخ"!
وتبادل أعضاء الهيئة الأحاديث الودية مع الشباب الذين كان يرتدي معظمهم ملابس سبور (كاجوال) وأحذية رياضية، وبقصات شعر تساير آخر صرعات الموضة، وكانت الأحاديث المتبادلة مثيرة برغم تحفظ الشباب الواضح، واندهاشهم من هذه الخطوة المفاجئة وغير المنتظرة
وينشط عناصر الهيئة المعروفون بـ"المطاوعة" خصوصا في المدن، حيث يدعون المارة إلى إقامة الصلاة في المساجد عند الأذان ويحضون النساء على "التستر"، كما يشاركون في قمع تهريب الكحول والمخدرات والدعارة، وكذلك يمنعون "الخلوة" غير الشرعية بين امرأة ورجل ليس محرما لها.
وأعلنت الهيئة قبل يومين أنها شكلت مجلسا تحت مسمى "مجلس الرئاسة" يعد الأول من نوعه في تاريخها ويشرف على إقرار السياسات والاستراتيجيات الخاصة بها، وهي الخطوة التي أبدى كتاب سعوديون انقساما حولها.
فقد رأى بعضهم في هذه الخطوة استجابة للنقد الذي طال جهاز الهيئة خلال الأعوام الماضية معتبرين أن التأثر بالنقد يعد أمرا ايجابيا وليس سلبيا، فيما أبدى آخرون مخاوفهم من أن يكون قرار تشكيل مجلس رئاسة خطوة نحو توسيع صلاحيات الهيئة وتمرير أخطائها.