أحدثك أنت !
نعم أنت !
أيها المنعزل في كهف أحزانك ، المحبوس في سجن أوهامك وآلامك ، المتذمر من مجتمعك ، الحاقد على نفسك ، الجالد لذاتك ، العابس في وجه أحبابك
لست أول محزون تدوس قدمه الأرض ، ولا آخر مغبون فرض عليه الظلم فرض ،
أنت عينة من مجتمع ، وواحد من كثير
أتشكو فقرك ؟؟!!!
اعلم أن في الناس من يبيت طاوياً جائعاً أياماً طوالاً يعول أسرةً ممتدةً وأطفالاً يتضاغون جوعاً يطلبون ما يُقِيمُ أوَدَهُم ، ويُبقِي على حياتهم ، لا يعرفون عذراً:
يا رازق اللي ما يعرفون الاعذار*** وان قلت ماشي لون ما صدقوني
إليا لفيت عيونهم فيّ نظّار *** وانا اطلب المولى وهم يطلبوني
أتشكو حزنك؟؟!!!
اعلم أن محدثك يحمل بين جَنبَيهِ حزناً وَهَمّاً لو ألقيتهُ عليكَ لأهلكك ، ولو تعاون معك غيرُك على حمله لأثقل كاهله وكاهلك ، ولو فرَّقتَهُ على مَن حولك لأخذ الكل منهم نصيباً وافراً يكفيهم ما بقوا.
أتشكو مرضك؟؟!!!
اعلم أن في الناس من يرقد على سرير ٍ أبيض عشرين سنة لم يحرك إصبعا من أصابعه ولم يثنِ مفصلاً من مفاصلة ، ولم تُبصِر عينُه الدُّنيا ، ولم تسمع أُذنه صوتَ الحياة ، حيٌّ ولكنه ميت !!
يتمنى أهله لو أنه صحا من غيبوبته وحرك لسانه فَلَهَجَ بالدعاء والذكر لعل الله أن يبدل سيئاته حسنات
أتخشى الموت؟؟!!!
اعلم أن الله قد كتب الأعمار وقدرها ، فلكل أجل كتاب ، فلو أن أمراض العالم كلها أصابتك فلن تُنقِص من عُمُرِك ، ولو أن الصحة كلها في جسدك لن تزيدك فوق ما كتبه الله لك
يجب أن تفهم أن العمر لا يقاس بالمرض والصحة ولا بالكبر والصغر
فكم من صحيح مات من غير علة *** وكم من مريض عاش حيناً من الدهر
هي آجالٌ قد قدرها الله ، رُفِعَت الأقلامُ وجَفَّت الصحف
ومن يدري
فلعل محدثك الآن يخطو خطواته الأخيرة نحو الموت ، فيكون كلامي هذا نعياً لنفسي ويكون حديثي ذكرى لك !!
هيّا قُمْ
هيّا انهض
هأنا أمد يدي إليك لأنتشلك من حزنك
هأنا أنير كهفك المظلم لأخرجك منه
هأنا أرمي طوق النجاة إليك لأنقذك من بحر الهم والحزن والألم
ابتسم
وعش راضياً مطمئناً فرحاً ، فكل من يحبك سيفرح لفرحك
وأنا أولهم
أسمعت ؟؟
( رسالتي لكل محزون)
وـأإتمنىاّ ان ينـأإل ـأإعجابكمـ ويحوز برضـأإكمـّ