فكرة الشوارع الثقافية معروفة في عواصم العالم المتحضر، وهي قبل ذلك معروفة لدى العرب القدماء في العصر الجاهلي والعصور الإسلامية الأولى، والتي كانت تشهد مناظرات ومساجلات شعرية وأدبية متنوعة..
في الأردن وفي العاصمة عمان يوجد "شارع الثقافة"، لكن الثقافة فيه اسما فقط، فقد تحول إلى شارع الحشاشين والحبّيبة وعروض الأزياء المثيرة، وفيه تنتشر المطاعم الغربية ولا تجد اسما عربيا واحدا للمحال التجارية التي تملئ المكان، كما أنك لن تجد مطعما عربيا واحدا يعبر عن ثقافة المواطن الأردني، رغم أن وزارة الثقافة الأردنية أطلقت على المكان المذكور مسمى "شارع الثقافة" ليعبر عن ثقافة وتاريخ وهوية المجتمع الأردني المحافظ، ولتنظم فيه الأمسيات الشعرية والثقافية وتفتتح فيه المكتبات العامة والخاصة، وهو ما لم يحدث على أرض الواقع منذ سنوات طويلة!.
نصر،22 سنة، يؤكد أن شارع الثقافة المذكور لا يعبر حقيقة عن الثقافة الأردنية التي ارتبطت بتعاليم الدين الإسلامي وبالعادات والتقاليد السائدة داخل المجتمع، مطالبا الحكومة بإلغاء المسمى والاستعاضة عنه بمسمى آخر يليق بالتصرفات الشبابية التي تجري هناك.
"في شارع الثقافة الأردني لا تجد مكتبة ثقافية عامة أو عروضا مسرحية وشعرية، تؤكد على صدق الهوية العربية والإسلامية لملايين الأردنيين.. إنه شارع من لا ثقافة له".. هكذا يحدثنا الشاب فؤاد، 23 سنة، مضيفا: "الغريب أن الوزارة أطلقت عليه شارع الثقافة، وأنا أستغرب ما هي الثقافة التي تراد لنا كشباب أردنيين، هل هي الثقافة الفارغة الجوفاء؟! أم هي الثقافة الغربية التي اقتحمت عقول وقلوب الشباب المراهقين؟".
"طنط" كلمة في الأردن تطلق على الشاب المائع أو الفارغ من الداخل، والطالبة الجامعية إيمان، 25 سنة، رأت أن مرتادي الشارع هم من "الطنطات" الذين لا يعبرون حقيقة عن الثقافة الأصيلة في المجتمع، ولا ينحازون لمشاريع الأمة النهضوية بحسب تعبيرها.
أما الشاب ظافر، فيرى هو الآخر أن كلمة ثقافة عربية متجذرة، لا يقدرها الشاب "الطنط" الذي تشرب ثقافة غربية غريبة عن مجتمعه وبيئته العربية.
الحب والحشيش والأرجيلة"في شارع الثقافة الأردني لا تجد مكتبة ثقافية عامة أو عروضا مسرحية وشعرية، تؤكد على صدق الهوية العربية والإسلامية لملايين الأردنيين.. إنه شارع من لا ثقافة له".. هكذا يحدثنا الشاب فؤاد، 23 سنة، مضيفا: "الغريب أن الوزارة أطلقت عليه شارع الثقافة، وأنا أستغرب ما هي الثقافة التي تراد لنا كشباب أردنيين، هل هي الثقافة الفارغة الجوفاء؟! أم هي الثقافة الغربية التي اقتحمت عقول وقلوب الشباب المراهقين؟".
"طنط" كلمة في الأردن تطلق على الشاب المائع أو الفارغ من الداخل، والطالبة الجامعية إيمان، 25 سنة، رأت أن مرتادي الشارع هم من "الطنطات" الذين لا يعبرون حقيقة عن الثقافة الأصيلة في المجتمع، ولا ينحازون لمشاريع الأمة النهضوية بحسب تعبيرها.
أما الشاب ظافر، فيرى هو الآخر أن كلمة ثقافة عربية متجذرة، لا يقدرها الشاب "الطنط" الذي تشرب ثقافة غربية غريبة عن مجتمعه وبيئته العربية.
مقاعد رخامية أنيقة تم إنشائها في الشارع المذكور كي تتمكن العائلات من الجلوس عليها وقضاء أوقات ثقافية رائعة بحسب الجهات المعنية، لكن هذه الأماكن لم تجد إلا فتيات وشباب في العشرينيات من العمر يجلسون عليها لقضاء ساعات من قصص العشق والهيام، والتي لا تنتهي بالزواج في كثير من الأحيان.
الأخطر من ذلك هي أن هذه المقاعد أصبحت الملاذ الوحيد لشباب مدمنين على الحشيش والمشروبات الروحية "الخمر"، والمطاعم الموجودة في المكان فقد خصصت للوجبات السريعة أو خصصت لشرب الأرجيلة مع كوب من القهوة..
محمد، 26 سنة، يعترف لـ (عشرينات) قائلا: "أنا أحد الشباب الذين يأتون "للتحشيش" في هذا الشارع، أي ثقافة يتحدثون عنها هنا.. هذا الشارع للمساطيل وللمجانين.. هذا شارع الخلاعة والدعارة"!.
لؤي، 20 سنة، يضيف: "شارع الثقافة هو شارع الحب، باختصار اللي بده يقضي أوقات رومانسية مع صاحبته يأتي لشارع الثقافة، الله يديم الثقافة في شارعنا المفضل".
تحفظ على المكانالأخطر من ذلك هي أن هذه المقاعد أصبحت الملاذ الوحيد لشباب مدمنين على الحشيش والمشروبات الروحية "الخمر"، والمطاعم الموجودة في المكان فقد خصصت للوجبات السريعة أو خصصت لشرب الأرجيلة مع كوب من القهوة..
محمد، 26 سنة، يعترف لـ (عشرينات) قائلا: "أنا أحد الشباب الذين يأتون "للتحشيش" في هذا الشارع، أي ثقافة يتحدثون عنها هنا.. هذا الشارع للمساطيل وللمجانين.. هذا شارع الخلاعة والدعارة"!.
لؤي، 20 سنة، يضيف: "شارع الثقافة هو شارع الحب، باختصار اللي بده يقضي أوقات رومانسية مع صاحبته يأتي لشارع الثقافة، الله يديم الثقافة في شارعنا المفضل".
الناقد والقاص "زياد أبو لبن" يقول في تصريحات صحفية: "من اللافت للنظر أن شارع الثقافة في عّمان تحول إلى شارع للعشاق الصغار نهاراً، ومكاناً لتجمع العائلات للسهر ليلاً، في حين أن المثقف هو أبعد شخص عن الشارع بحكم موقعه وطبيعته وغياب أي ملامح ثقافية فيه، سواءً من مكتبات أو مسارح وغيرها"، ويتحسر أبو لبن على افتقاد عمان للملامح الثقافية الرئيسة ويضيف: "نجد أن رابطة الكتاب يهجرها مثقفوها، والمقاهي التي اعتاد بعض المثقفين ارتيادها لا تشغل إلا في وقت الانتخابات، والمواسم الثقافية بعمان تقام دائماً خارج ذلك الشارع والذي يفترض احتضانه لها".
ويشير القاص والمسرحي "مفلح العدوان" في تصريحات أخرى مماثلة، إلى أن الشارع المذكور يبعد عن أي جو ثقافي حقيقي، ويرى أن اختيار المنطقة كان غير موفق على الاطلاق، ويتابع: "وجود شارع للثقافة يمثل زاوية حضارية بالذهنية الحالية إنما هناك تحفظ على اختيار المكان، ثم إن بنية مجتمعنا ليست بنية ثقافية ومنطقة الشميساني لا تحمل أي إرث ثقافي، فالمنطقة تعج بالبنوك التجارية والمطاعم المرتبطة بالثقافة الاستهلاكية الغربية، فلا هوية ثقافية أردنية أو عربية للمكان".
ويشير القاص والمسرحي "مفلح العدوان" في تصريحات أخرى مماثلة، إلى أن الشارع المذكور يبعد عن أي جو ثقافي حقيقي، ويرى أن اختيار المنطقة كان غير موفق على الاطلاق، ويتابع: "وجود شارع للثقافة يمثل زاوية حضارية بالذهنية الحالية إنما هناك تحفظ على اختيار المكان، ثم إن بنية مجتمعنا ليست بنية ثقافية ومنطقة الشميساني لا تحمل أي إرث ثقافي، فالمنطقة تعج بالبنوك التجارية والمطاعم المرتبطة بالثقافة الاستهلاكية الغربية، فلا هوية ثقافية أردنية أو عربية للمكان".