خلال مشاركة جلالتها في افتتاح المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية
الملكة رانيا: سنقضي على الامية في الاردن بحلول عام 2020
لا أداة أكثر فاعلية من التعليم لتوعية وتقويم الأجيال والنهوض بالمرأة
12/11/2008
ابوظبي - بترا
أكدت جلالة الملكة رانيا العبدالله ان إرادة التغيير هي الاساس في تنمية وضع المرأة, لأن من يقف على القمة يقدر له أن يجمع الرؤية وإرادة التغيير, مشيرة إلى أن مسؤوليتنا أن نمد ايادينا إلى كل امرأة لنريها آفاقها اللامحدودة.
جاء ذلك, في كلمة لجلالتها خلال مشاركتها في الجلسة الافتتاحية لأعمال المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية بعنوان المرأة في مفهوم وقضايا أمن الإنسان: المنظور العربي والذي يعقد في أبو ظبي برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة منظمة المرأة العربية, وحضور السيدات الأوائل في الوطن العربي الأعضاء في المنظمة.
وأعلنت جلالتها مواصلتها العمل والدعم لكل ما يسهم في تعزيز دور المرأة العربية في مختلف المجالات. وقالت مخاطبة السيدات الأوائل: أنا كما أنتن لن أتوقف عن العمل وعن الدعم والمبادرة لتحقيق ذلك لا في الأردن فقط, بل في عالمنا العربي على حد سواء, لأننا لا نعيش بمنأى عن بعضنا بعاض, فالعادات والتقاليد والحدود والهوية تجعل تحدياتنا مشتركة, ومخاوفنا متشابهة, وحاجاتنا متشابكة, وتجعل أمننا الانساني العربي مسؤولية ملقاة على عاتقنا جميعا.
وأضافت أمن نصف المجتمع العربي ملقى على عاتق هذا الحضور القيادي الكريم مبينة ان التغييرات الكبيرة عادة ما تبدأ بخطوة صغيرة من تنوير العقل وتعليمه, لتغيير طريقة التفكير أو تغيير المفاهيم لتوضيح الحقوق والواجبات وتمكين وتعزيز التكافل والتكافؤ.
وقالت جلالتها: لقد تغيرت ملامح عالمنا العربي كثيرا خلال السنوات الثماني الماضية, ومنذ تأسيس منظمة المرأة العربية رسميا في آذار .2003
واضافت: كوطن عربي واحد أصبحنا أكثر تعلما, وأكثر انجازا, وأكثر معرفة, وأكثر إصرارا على التقدم واختصار المسافات, باتجاه تحقيق مجتمع عربي فاعل ومتفاعل, نساؤه ورجاله.
وتابعت جلالتها: في العام 2000 وصف الأمين العام للامم المتحدة آنذاك الأمن الإنساني بأنه التحرر من الخوف والتحرر من الحاجة, والخوف من العدوان أو القتل أو تفشي الجريمة والمرض والكوارث الطبيعية, وللأسف بعض دولنا العربية تقبع إما تحت احتلال أو ضحية تبعاته..
وقالت: نعم هذا لقاء منظمة المرأة العربية, لكن المرأة العربية جزء لا يتجزأ من مجتمعها, مجتمع اعتاد في الماضي أن تكون النساء فيه آخر من يأكل, وآخر من يتعلم, وآخر من يختار.
وأضافت جلالتها: منذ عام ,2000 ونحن نعمل جاهدين على إعطاء النساء العربيات حقوقهن المدنيةَ والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية, والأهم: التعليمية والتوعوية, ونرمي لأن يكون الجيل القادم من النساء والرجال واعٍ بحقوقه وواجباته, ولا أداة اكثر فاعلية من التعليم لتوعية وتقويم الأجيال, والنهوض بالمرأة, لتعرف حقوقها قبل أن تطالب بتنفيذ واجباتها, نحو عائلتها, ومجتمعها.
وعرضت جلالتها جانبا من انجازات الاردن في التعليم. وقالت: أدركنا مبكراً أهمية التعليم في تحقيق جميع أهدافنا, وبادرنا منذ سنوات بالعمل على جعله الأرضية التي تنمو منها جميع أوجه التنمية الأخرى, ومؤخراً بدأنا بالعمل على إصلاح مدارس المملكة بالاشتراك مع القطاع الخاص للارتقاء بمستواها التعليمي وتوفير بيئة تعليمية آمنة وصحية, تلك المبادرة, اسمها مدرستي,. مشيرة إلى أنها مبادرة جعلت من التعليم مسؤولية اجتماعية.
وأشارت إلى أن أعداد العاملين على تطوير المدارس تزداد يومياً حرصاً من المجتمع على مبدأ الشراكة والمشاركة في تعليم تستحقه أجيال الغد .
أبناؤهم وجيرانهم وأحفادهم
وقالت: أنجزنا الكثير من أساسيات التنمية الاجتماعية في الأردن, فانخفضت نسبة الأمية إلى ثمان بالمئة تقريباً, وسنمحوها بحلول عام 2020 بإذن الله. وارتفعت نسبة تمثيل النساء في السلطتين التشريعية والتنفيذية: نساؤنا في القطاع الخاص والعام والمحاكم والجيش, ولهن الخيار القانوني لاختيار مهنهن بأنفسهن وبكفاءتهن.
وفي عرض لواقع المرأة العربية قالت جلالتها: نعم تضاعفـت نسبة النساء في البرلمانات العربية خلال الأعوام الثمانية الماضية, لكننا على هذا المعدل نحتاج إلى عشرين سنة إضافية للوصول إلى نسبة 30 بالمئة! عشرون عاماً للوصول الى النسبة التي نصت عليها توصيات مؤتمر بكين.
وقالت جلالتها: نعم الطريق طويل.. لكن خطانا متسارعة باتجاه أهداف واضحة لا تبدو الآن بعيدة كما كانت عام 2000 فمستقبلنا العربي يزداد إشراقا رغم بطء انقشاع الغيمات.
وكانت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة منظمة المرأة العربية رئيسة الإتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية, أكدت في كلمتها الافتتاحية ان قضايا أمن الإنسان هي قضايا عالمية والتصدي لها يتطلب تعاونا وتنسيقا دوليا يحترم الخصوصية الثقافية للدول وينظر للإختلاف من منظور التعارف والحرص على مد الجسور.
وقالت سموها إن دولة الإمارات تنظر بكل اهتمام لهذا المؤتمر العربي الدولي وتتطلع لما يطرحه من أفكار ومناقشة جادة حول مفهوم أمن الإنسان وعلاقته بالمرأة .
ورحبت سموها بالحضور في دولة الإمارات العربية المتحدة متمنية أن يكون المؤتمر إضافة هامة للجهود الرامية لدعم المرأة العربية والإرتقاء بها.
وتوجهت سمو الشيخة فاطمة بالشكر والتقدير لجلالة الملكة رانيا العبدالله ولسمو الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لدورهما النشط خلال رئاستهما للمنظمة.
وتضمنت الجلسة الافتتاحية عرض فيلم وثائقي لانجازات منظمة المرأة العربية وكلمات لعدد من السيدات الأوائل ورئيسات الوفود العربية, إضافة إلى إطلاق الإستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية وشبكة المرأة العربية في بلاد المهجر, وكذلك تكريم الفائزات بجائزة المرأة العربية في العلوم والتكنولوجيا من اجل التنمية وجائزة المنح البحثية للمنظمة, وكان من ضمن الفائزات كل من سمر عبد العزيز الحاصلة على ماجستير من الجامعة الأردنية عن بحثها ازدهار النساء والدكتورة ملك الناجي من جامعة العلوم والتكنولوجيا عن رسالة الدكتوراه حول جائزة المرأة العربية للعلوم والتكنولوجيا من أجل التنمية.
على صعيد آخر, اطلعت جلالة الملكة رانيا العبدالله أمس على المخططات والتصاميم المعمارية لمدينة مصدر التي يجري العمل على تنفيذها في إمارة ابو ظبي من قبل شركة أبو ظبي لطاقة المستقبل, المملوكة للحكومة, من خلال شركة مبادلة للتنمية.
واستمعت إلى شرح من الرئيس التنفيذي للشركة الدكتور سلطان احمد الجابر حول مدينة مصدر التي ستكون أول مدينة بيئية مستدامة في العالم خالية من الكربون والنفايات, والسيارات.
وجالت جلالتها في اقسام معرض مصغر لتصاميم بناء المدينة التي ستقام على 17 كيلومترا مربعا بالقرب من مطار ابوظبي, ويتوقع لها أن تحتضن 1500 شركة و50 الف نسمة, تستقطب كبريات الشركات العالمية, وأبرز الخبراء في مجال الطاقة المستدامة والبديلة.
وتبادلت جلالتها الحديث مع عدد من المسؤولين والطلبة الدارسين في معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا التابع للشركة.
وسيتم توليد الكهرباء في المدينة التي تحظى بدعم من الصندوق العالمي لحفظ الطبيعة بواسطة ألواح شمسية كهروضوئية, في حين سيجري توفير المياه لها بواسطة محطة تحلية تعمل بالطاقة الشمسية, على أن يتم ري الحدائق التي تقع ضمن نطاق المدينة والمحاصيل التي ستزرع خارجها, بالمياه العادمة بعد معالجتها في محطة خاصة تابعة للمدينة.
وتم تأسيس معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا كأول مؤسسة أكاديمية متخصصة في دراسات الطاقة المتجددة على مستوى العالم, تهدف إلى تطوير الجيل التالي من الحلول التقنية لأجل الحد من الاعتماد المتنامي للعالم على الوقود الأحفوري.