الشيخ إسماعيل يوسف المجالي التميمي ( الملقب بـ الشوفي )
الشيخ إسماعيل هو قائد أول ثورة ضد الأتراك عام 1832 وهو ابن الشيخ يوسف المجالي حيث آت السبب الرئيسي لقيام تلك الثورة على خلفية لجوء ثوار نابلس بزعامة قاسم الأحمد إلى مدينة الكرك هربا من بطش إبراهيم بن محمد على باشا .
ويقال في الشيخ إسماعيل الشوفي " الشوفي لن وعد يوفي " حيث كان فارسا مغوارا في ميادين القتال والمبارزة وكانت له قبضته الشديدة على السيف لحد أن تسيل الدماء من يده من شدة تمسكه في السيف أثناء القتال .
وقد اشتهرت عشيرة المجالي بنخوتها لأختهم خضرة وخضرة هي إحدى بنات الكرك من عشيرة المداحة حيث قامت باعتراض طريق الشيخ إسماعيل الشوفي في منطقة سيل الكرك والذي يسمى " بعين سارة " حيث كن يتجمعن من اجل ملئ قراب الماء ومن ثم يقمن بنقلها إلى قلعة الكرك إجبارا على خدمة نساء حاشية القلعة من الأتراك وقامت خضرة بمناداة الشيخ "الشوفي" و من معه وقالت له
" ماتشوف ألمي تسيل من على ظهورنا يا إسماعيل " وتقصد بذالك الظلم والإجبار الواقع على بنات الكرك .
وعندها صاح الشوفي بأعلى صوته قائلا " وأنا اخوكي ياخضرة " و عاد أدراجه إلى الكرك وقام بحشد الجمع ومهاجمة إحدى حشود الجيش التركي والقضاء عليهم وبعد تلك الحادثة قام الأتراك بطلب الصلح من الشيخ إسماعيل وكان من أول بنود المصالحة عدم إجبار بنات الكرك على نقل المياه أو خدمة نساء الأتراك .
وعلى اثر تلك الحادثة أتت نخوتهم المشهورة " إخوان خضرة " والتي تطلق على عائلة المجالي لغاية يومنا هذا .
وبعد تلك الحادثة بزمن قامت ثورة الكرك الأولى في عام 1832 حيث سطرت في تلك الثورة أجمل صور التضحية و الأصالة العربية " والد الذبيحين " وكان من أبطالها الشيخ إبراهيم الضمور وزوجته عليا
عندما جاء قاسم الأحمد إلى الكرك ودخل على أهلها وجد من يأويه دون أن يحسب حساباَ لنفوذ الدولة العثمانية في ذاك الوقت . بل أن الأحمد لم يجد سوى زوجة إبراهيم الضمور "عليا" في البيت فدخل عليها خوفاً من العثمانيين الذين كانوا يطاردونه لقتلة فوجد من زوجة إبراهيم الضمور ما كان يرجوه.
وعندما جاء إبراهيم رحب به اشد الترحيب وقال لعلّك أنت المطلوب للدولة العثمانية وقبل دخالتة وقال له "ابشر تراك وصلت وبعون الله ما يصيبك ضيم". في تلك الأثناء مكث عند الشيخ إبراهيم
وعندما علم إبراهيم باشا بوجود قاسم الأحمد في الكرك أرسل برسالة إلى الشيخ إبراهيم الضمور مفادها أن يسلم الدخيل مقابل أن نجعلك أميرا من أمراء الدولة .
فرد إبراهيم الضمور بقوله (نحن لا نسلم الدّخيل ) . فبحث العثمانيون عن طريقة يرغمون فيها الزعيم إبراهيم الضمور على تسليم دخيله فلم يجدوا إلا اختطاف ولدية (سيد وعلي ) اللذين كانا يتدربان على الفروسية في احد سهول الكرك . وبعد أن تمكّن من الولدين أرسل إبراهيم باشا رسالة أخرى إلى إبراهيم الضمور تقول ( سلم الدخيل و إلا احرقنا ولديك).
استشار إبراهيم الضمور زوجته في الأمر وكان الرد ( في الأولاد ولا في البلاد ) ثم استشار رفيق دربه إسماعيل الشوفي و شيوخ العشائر في الكرك فأشاروا علية أن يدعهم يدخلون الكرك وسنقوم بصدهم وهزيمتهم .وبدأ أبناء الكــرك يرددون ( ياشيخ حنا عزوتك ع الحرايق ودنا) في تلك الإثناء كان الدخيل معززّا مكرما رغم حالة الغليان التي كانت سائدة .
عندها أرسل الشيخ إبراهيم الضمور رسالة إلى الدولة العثمانية ( إذا أردتم أن تحرقوا أولادي فسوف أرسل إليكم القطران ) الأولاد بتعوّضوا . وعلى أبواب الكرك وفي محاولة أخيرة لتسليم الدخيل أشعل العثمانيون ناراً هائلة من القطران والحطب ثم أحرقوا احد أبناءها فانطلقت أمة بالزغاريد , فاشتطا إبراهيم باشا غضبا ثم احرقوا الأخر أمام عينيها .
وعند قيام جيوش الأتراك باقتحام المدينة وتدميرها بواسطة المنجنيق تصدا لهم أبناء الكرك وكانت مذبحة قتل فيها المئات من أبناء الكرك وبسبب كثرة العتاد والعدة التي كانت بحوزة جيش الأتراك تمكنوا من اقتحام المدينة و قام على الفور الزعيم إسماعيل الشوفي بمحاولة تهريب الدخيل .
وقد تعرضوا للمطاردة على طول الطريق إلى فلسطين حتى كادوا يهلكوا من شدة الإجهاد والتعب حيث قرر الشيخ إسماعيل التضحية بنفسه في سبيل تخليص الأسير حيث قام بسلوك طريق أخر من اجل تضلل الجيش و إجبارهم على ملاحقته وعندها تمكن قاسم الأحمد من الهروب من طريق أخر, وتمكن الأتراك من القبض على الشيخ إسماعيل وتم إعدامه على أسوار مدينة القدس وترك وراءه طفليه قاسم و مزعل ومن ثم ألت مشيخة عائلة المجالي إلى شقيقه الشيخ عبد القادر اليوسف المجالي التميمي.
أخوكــــــم
عماد عبدالرحمن المجالي
عماد عبدالرحمن المجالي