[/B][B]الاردن و القصة الحقيقية لمسلسل يسرا "في ايد امينة"
2008-10-15
القصة الحقيقية لمسلسل يسرا ((في ايد امينة)):الصحافة تعيد ولداً مخطوفاً الى حضن أمه
*اختطفت نفيسة الولد حرصاً عى الإرث من بعلها الغني
*انتظر البعل الاردني ((ولده)) المصري 4 سنوات قبل ان يراه
*بدأت القصة تكبر عندما نشرت صورة الطفل في ((الاهرام)) وشوهد في الاردن
*لأول مرة في تاريخ الاردن كانت جلسات المحكمة يومية
عمان - سامية دلل
بعيداً عن التفاصيل الفنية والحبكة الدرامية في مسلسل ((في ايد امينة)) للممثلة المصرية يسرا الذي تم عرضه في رمضان الفائت، تعود قصة الاولاد المخطوفين الى الشاشة الصغيرة بعد ان كشفت الصحافة اختطاف ولد مصري من حضن والدته الى الاردن حيث ادعت الخاطفة انه ابنها من بعلها المتقدم في السن طمعاً في الإرث.
في هذه المقابلة مع الصحافية ليما نبيل التي عملت مع والدها المحامي شفيق نبيل لاعادة الولد المخطوف الى أمه، تكشف ((الشراع)) تفاصيل مثيرة حول القضية التي تمحورت حولها أحداث ((في ايد امينة)).
ليما نبيل صحافية كتبت عن القصص الانسانية وقضايا الشرف والقضايا الاجتماعية وكتبت في السياسة بجريدة الرأي الاردنية.
كانت ليما مراسلة لعدد من الصحف العربية منها: مجلة ((سيدتي)) و((زهرة الخليج)).
ليما عاصرت القصة التي اصبحت مسلسلاً فيما بعد وهي الصحافية التي رافقت ناديا ((الأم الحقيقية)) وقابلت الخاطفة وأخذت الاعتراف منها عن خطف الطفل.
والدها المحامي شفيق نبيل تبرع للدفاع عن الأم التي خطف ابنها من حضنها.
بعد سؤال واحد، بدأت ليما تسرد القصة وانه منذ 24 عاماً وفي جريدة ((الاهرام)) القاهرية تبنى صحافي ملف ولد مخطوف من حضن والدته ناديا ووضع اعلاناً حول اختطاف طفل ضائع.
كانت مجلة ((سيدتي)) تصدر في لندن، وكان لها مكتب في الاردن ومكتب آخر في القاهرة ومديره ابراهيم حجازي الذي اتصل بـرئيسة التحرير في لندن فوزية سلامة وقال لها لدينا قضية مهمة جداً حول امرأة مصرية اسمها ((نفيسة)) خطفت طفلاً مصرياً وسافرت به الى الاردن وهي متـزوجة من اردني.
اما والدة الطفل الحقيقية ناديا فلجأت الى جريدة ((الاهرام)) حيث تبنى صحافي قصتها وبدأ يضع لها اعلانات حول طفل ضائع، وطلب حجازي من سلامة تبني هذه القضية الانسانية، مع العلم بأنها بحاجة الى مصاريف كبيرة وان المحكمة ستكون في الاردن والشهود سيأتون من مصر فوافقت سلامة على تبني القضية، واتصلت بمراسلة مجلة ((سيدتي)) في عمان ليما نبيل وشرحت لها كافة التفاصيل، طالبة منها تغطية كاملة حول هذا الموضوع.
تضيف ليما: بدأت مهمتي منذ تكلمت معي رئيسة التحرير وظهرت القصة في مصر، اما في الاردن فكانت خاطفة الطفل نفيسة تقطن في منطقة صويلح حيث كان بعلها الاردني الجنسية كبيراً في السن وبدأ يفقد نظره، واكتشفت نفيسة ان لديه اراضي ورغم ذلك كان يعيش بشكل بسيط، وكانت خائفة من اولاد بعلها ان يتقاسموا الإرث ولا تحصل على أي شيء يذكر ففكرت باختطاف طفل وتقول لبعلها ان هذا ابنك.
اما في مصر وبعد ان خططت لخطف الطفل كانت تقول لبعلها لقد تركت ولدنا في مصر، انتظر ليكبر قليلاً وسوف آتي به الى الاردن، وبعد اربع سنوات ذهبت نفيسة الى مصر وعادت الى الاردن ومعها الطفل الذي كان عمره اربع سنوات ولديه شهادة ميلاد مكتوب فيها اسم الأب واسمها ومن هنا بدأ العمل في الاردن.
واضافت ليما عندما وضعت ناديا صورته في جريدة ((الاهرام)) اتصل اشخاص من الاردن بجريدة ((الاهرام)) واخبروهم ان هذا الطفل موجود في الاردن في منطقة صويلح وبدأت القصة تكبر، وكان لدى الشارع الاردني ردة فعل قوية، فلأول مرة في تاريخ الاردن يوافق القاضي على ان تكون جلسات المحكمة يومية.
اما في القاهرة فقد تولت مجلة ((سيدتي)) ترتيب اجراء حضور الشهود فبعض الشهود لا يحملون جوازات سفر والبعض الآخر من الشهود كانوا هاربين من الخدمة العسكرية وكلهم حضروا الى الاردن حيث كانوا برفقة مندوبين من الصحافيين من المطار الى المحكمة ليشهدوا وبعد انتهائهم من الشهادة الى المطار فوراً والعودة الى القاهرة.
تستطرد ليما: كانت القضية تتعقد بين الحين والآخر، وكانت نفيسة متمسكة بأن ابراهيم ابنها. اما الأم الاصلية ناديا فجاءت الى المحكمة وبدأ الشجار في المحكمة بين ناديا ونفيسة حول الطفل واحدة تقول اسمه احمد والأخرى ابراهيم، وعندما دخلت ناديا القاعة والتفتت الى الناس ووسائل الاعلام الموجودة ارتبكت وأحست ان المسألة كبيرة جداً.
حبس المصور عادل مبارز
وفي جلسة من الجلسات كانت المحكمة يوم الخميس نهاية الاسبوع في الاردن، جاءني شخص يقول لي يريدونك في غرفة المحاكمة، فظننت ان الموضوع يخص الطفل، ولم اكن اعرف ماذا يجري. اكتشفت ان هناك لعبة من المحامي محمود رشدان الذي شعر بأنه بدأ يخسر، وعندما طلب المحامي شفيق نبيل فحص دم وظهرت النتيجة طعن رشدان بالنتائج قائلاً لا يمكن ان يكون الطفل ابن نفيسة، فطلب المحامي نبيل اعادة الفحوصات مرة اخرى.
كان المصور عادل مبارز يجلب الشهود الى الاردن حيث يتناوب اكثر من شخص من مكتب ((سيدتي)) في القاهرة، وأكثر من مرة جاء مبارز إلى الأردن.
طُلب منا أن ننتقل إلى الغرفة الثانية وكانت المحكمة مغلقة في ذلك الوقت لأن الساعة قد تجاوزت الواحدة ظهراً، وفجأة رأيت الدفتر فتح والقاضي يقول أحضر المتهمين (ليما نبيل وعادل مبارز) وفتحت الجلسة.
سألني القاضي: أريد أن أطرح عليك سؤالاً واحداً فقط أنت متهمة بنقل أخبار كاذبة؟
قلت له ليس من المفترض أن تتهمني لأنني أكتب في الخارج ولا أكتب في الأردن، في الخارج يحاسبونني.
أعاد السؤال وقولي نعم أو لا؟ فقلت له لا. فقال: يطلق سراحها على أن تحضر نهار السبت صباحاً.
أما بخصوص مبارز فطرح عليه السؤال عينه:
أنت متهم بنقل أخبار كاذبة؟
فقال له أنا مصور ولست صحافياً.
قال القاضي أجب بكلمة واحدة فقط بنعم أو بلا؟
وأريد أن أسألك سؤالاً واحداً أنت متهم بنقل أخبار كاذبة؟ فقال له مبارز لا.
فقال القاضي يوقف في النظارة لمدة يومين حتى نهار السبت صباحاً.
تتذكر ليما أنا وزملائي الصحافيون في الجرائد اليومية ونقابة الصحافيين قلت لهم لا يمكن أن يحصل هذا ويسجن المصور لشيء لم يرتكبه.
حاولنا تصحيح الوضع بالرغم من وجوده بالسجن ونجحنا في ذلك، حيث مكث مبارز في غرفة مدير السجن في منطقة المحطة وكنا نزوره من 4 مرات إلى 5 مرات في اليوم وعلى حسب الصحافيين ومواعيدهم.
لم يكن مبارز المقصود بل المقصود هو إسكات الصحافيين عن الكتابة، وأنا بما أنني بنت البلد وأردنية فهذا يوصل رسالة إلى الصحافيين ((اسكتوا أو توقفوا عن الكتابة)).
اتصلت برئيس الحكومة أحمد عبيدات في ذاك الوقت وقلت له هذا الكلام لا يجوز، قال لي حرفياً: لا نستطيع أن نتدخل في القضاء، الوحيد الذي يستطيع الآن أن يطلق سراحه هو الملك وأنا سأعمل على ذلك واتصلي بي نهار السبت صباحاً فاتصلت به صباح السبت وعند الساعة العاشرة صباحاً خرج مبارز من السجن.
استمرت المحكمة بالمرافعة وحدثت مضايقات كثيرة حيث كل القرائن تثبت ان الولد ليس ابن نفيسة. كان عيد الأضحى، وقد غادر الصحافيون وكل من له علاقة بالقضية إلى القاهرة على أن يعودوا إلى الأردن بعد الأعياد.
وفي ليلة العيد اتصلت بي نفيسة (الخاطفة) وقالت لقد قررت أن أعترف تعالي عندي في بيتي)).
الحقيقة كنت خائفة من الذهاب، لأنه كلما أردنا أن نتكلم معها في مرحلة المحاكمة كاد المحامي رشدان يصدر قراراً من المحكمة ان لا نقترب منها.
كنت خائفة وقلت ربما يكون فخاً، أذكر ان المحامي نبيل طلب من القاضي فحص الدم وطلب المواجهة في المحكمة (بين ناديا ونفيسة) اللتين كانتا تحضران يومياً إلى المحكمة.
ذهبت إلى بيتها وأنا خائفة وكان يوجد أناس كثيرون منهم أولادها والجيران الذين شهدوا ضدها في المحكمة.
قالت نفيسة قررت أن أعترف إذا كنت سوف تساعدينني حتى يخفف الحكم عني، فقلت لها أتيت إليك من غير مسجل ولا أي شيء آخر، فأعطتني مسجلاً ليس بالنوع الجيد وأعطتني كاسيت عليها أغان لعبد الحليم حافظ.
ذهبت إلى البيت وأعطيت الشريط إلى المحامي نبيل، وبعد الاعياد مباشرة قدمنا الشريط إلى المحكمة.
وتضيف ليما أنها أول مرة توافق المحكمة على التسجيل بهذه الطريقة، فقلت للقاضي ما حصل، وان نفيسة قالت انني فعلاً خطفته ولم أكن أتوقع أن هذا ما سيحصل وأنا نادمة جداً، اعترفت بذلك وأرجو أن تسامحوني.
حاول المحامي رشدان أن يطعن بالشريط وبأنه جاء بعد التهديد وأن الشريط لا يصلح وفي زخم المحاكمة أتت نفيسة إلى المحكمة واعترفت أمام القاضي بأن الشريط صحيح وقالت اعترفت من تلقاء نفسي من غير أي تهديد.
وبعد صدور الحكم وفحص الدم واعتراف نفيسة بأمه الحقيقية ناديا، طلب المحامي نبيل أخذ الطفل والأم ليسافرا إلى القاهرة من غير انتظار لاحتمال الطعن بالنسب وهذه القضية تجر سنوات وسنوات.
وتضيف ليما كانت هناك تغطية يومية في الصحف اليومية الأردنية والمصرية لهذه القضية، واشتغلت الحكومة المصرية والسفارة المصرية في الأردن بقضية الطفل، فقد ساهمت الحكومة المصرية في إنجاز المعاملات. وتكليف مجلة ((سيدتي)) بكل المصاريف.
عن الشراع اللبنانية .